Sunday 28,Apr,2024 19:46

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

منامة بوست «تكشف الأسباب اللوجستيّة» لوزارة الصحة البحرينيّة.. «خارج صندوق أسرار ملفّ العالقين في إيران»

منامة بوست (خاص): ما سبب إلغاء الرحلة المقرّرة يوم الإثنين 23 مارس/ آذار 2020، لإجلاء الدفعة الثانية للمواطنين البحرينيّين العالقين في إيران؟ بعد طول صبرٍ وانتظار من أهالي هؤلاء العالقين وعوائلهم، ومماطلة السلطات البحرينيّة

منامة بوست (خاص): ما سبب إلغاء الرحلة المقرّرة يوم الإثنين 23 مارس/ آذار 2020، لإجلاء الدفعة الثانية للمواطنين البحرينيّين العالقين في إيران؟ بعد طول صبرٍ وانتظار من أهالي هؤلاء العالقين وعوائلهم، ومماطلة السلطات البحرينيّة في إجلائهم منذ الأيام الأولى لانتشار وباء «فيروس كورونا- كوفيد 19» في عددٍ من المدن الإيرانيّة، ووصول هذا الفيروس إلى العديد من دول العالم.

أكثر من 1200 مواطنٍ بحرينيّ عالق في إيران وفي بلدانٍ أخرى، تخلّت السلطات البحرينيّة عنهم في طرفة عين، وأدارت ظهرها لهم وأغلقت أبوابها في وجوههم، وجلست «تستمتع بمشاهدة مهرّجين مقزّزين بأشكالهم وأفواههم وخطاباتهم النتنة على خشبة مسرحٍ يعجُّ برائحة الكراهية والتحريض»، على من يفترض أن يكونوا مواطنين مثلهم.

منذ بداية شهر مارس/ آذار الجاري توفي في إيران خمسة مواطنين بحرينيّين ضمن مئات العالقين هناك، ولم يُحرّك ذلك ساكنًا لدى رأس السلطة وهو «حاكم البلاد»، وأقصى ما قام به هو الإيعاز لإدارة «الأوقاف الجعفريّة» بتحمّل كلفة إقامتهم هناك، وطار هذا الإيعاز في مهبّ رياح الاستهلاك الإعلاميّ لحفظ ما تبقى من ماءٍ أسودٍ في وجه هذا النظام الحاكم. بل ولم يستجب حتى لدعوات المقرّبين من مقرّبينه، والداعمين له بأموالهم لقاء الهيمنة على قراره السياسيّ في إدارة شؤون البلاد.

بادرت العديد من الجهات داخل البحرين وخارجها لانتشال البحرينيّين العالقين في إيران من محنتهم، بل أبدت هذه الجهات استعدادها لمدّ يد العون بتحمّل كلفة نقل مواطنين ينتمون إلى دولةٍ نفطيّةٍ «يمتلك حاكمها طائراتٍ خاصة بمليارات الدولارات، ولديها أسطول طيرانها المدني الخاص»، والذي يُعدُّ من كبريات شركات النقل الجويّ في العالم، وهي شركة «طيران الخليج» الرابض من أسطولها عددٌ كبير من الطائرات في مطار البحرين الدولي طيلة هذه المدّة، ويكفي عدّة طائراتٍ لنقل المواطنين العالقين في يومٍ واحدٍ فقط، أو في أسبوع وعلى دفعات، كما أشار الأمين العام السابق لجمعيّة وعد «إبراهيم شريف» في تغريدةٍ له على حسابه في موقع تويتر.

بدأ خيط الأمل يلوح تدريجيًّا في أفق سماء أهالي العالقين في إيران وعوائلهم، عندما وصلت أول دفعةٍ منهم في 10 مارس/ آذار 2020، عبر «طيران السلام العماني»، وخلف كواليس هذه الرحلة الكثير من التفاصيل التي تكشف موقف النظام الحاكم في البحرين ونظرته إلى مواطنيه، وتصنيفهم في آخر الدرجات، وعلى خلاف الدول الأخرى التي تحترم نفسها وتحترم مواطنيها، وتخشى على حياتهم من أن تكون عرضة للمخاطر، وقامت على الفور بإجلائهم من البلدان الموبوءة بهذا الفيروس.

نكشف بعض تفاصيل هذه الرحلة التي جاءت بمبادرةٍ «عمانيّة – إيرانيّة»، وعبر وسيطٍ خليجيّ مقرّب جدًّا من النظام الحاكم في البحرين، للحصول على الموافقة لبدء عمليّة الإجلاء، بعد عراقيل ومراوغةٍ ومماطلةٍ سمجة من السلطات البحرينيّة التي وافقت على استقبال هذه الدفعة المكوّنة من 165 مواطنًا على مضض، لتُعلن بعد ذلك إصابة أكثر من نصف العدد بفيروس «كورونا»، وليكون عُذرًا لتجميد عمليّة الإجلاء. وفي نهاية المطاف لم تقم السلطات البحرينيّة بدفع كلفة هذه الرحلة، واتّهمت الشقيقة الخليجيّة باعتذارها عن إجلاء الدفعة الثانية، «والسؤال مرّة أخرى».. لماذا لم يتمّ تحريك أسطول طائرات الناقلة الوطنيّة طيران الخليج؟

نقفز قليلًا إلى مجريات إجلاء الدفعة الثانية، والتي كان مقرّرًا لها أن تصل إلى البلاد في 23 مارس/ آذار 2020، غير أنّ الرحلة أُلغيت في اللحظات الأخيرة، بالرغم من إنهاء المواطنين جميع الإجراءات اللازمة للمغادرة من مطار مشهد الدوليّ. فما السبب؟ ومن هي الشركة الناقلة لهؤلاء العالقين؟

سنروي جزءًا من القصّة بعيدًا عن الفذلكات والشائعات المتناثرة هنا وهناك بعد قرار الإلغاء المفاجئ، وبعيدًا عن أسباب «وزارة الصحة اللوجستيّة» التي لم تكشف عنها في تغريدةٍ على حسابها في تويتر.

والبداية كانت مبادرة من «شركة طيران تابان الإيرانيّة»، لنقل الدفعة الثانية إلى البحرين، وقد أخذت الشركة الموافقة الرسميّة من الجهات الرسميّة في إيران، وتم إبلاغ السلطات البحرينيّة بذلك لكنّها استمرّت بالمراوغة والمماطلة من دون إعطاء ردٍ واضح. فهل استيقظت أخيرًا من سباتها وقرّرت إرسال طائراتٍ خاصةٍ تابعةٍ لها من أسطولها الوطني؟ «الجواب حتمًا لا».. فقد أعلن وكيل وزارة الصحة «الدكتور وليد المانع» أكثر من مرّةٍ في تصريحاتٍ رسميّةٍ أنّ الوزارة ستستأجر طائرةٍ مخصصّةٍ لهذا الغرض، كما حدث مع «طيران السلام العماني». إذن لماذا كلّ هذا التمطيط والمماطلة؟ وكيف سيتمّ نقل مئات العالقين، وفي كلّ يومٍ تسوء الحالة الصحيّة لواحدٍ تلو الآخر؟

https://www.instagram.com/p/B-Fv7bfgTLU/

بكلّ بساطة.. النظام الحاكم في البحرين لا يعترف بمواطنيه من «الطائفة الشيعيّة» الذين سافروا في سياحةٍ دينيّة إلى بلدٍ يعتبره «عدوّه السياسيّ اللدود»، ومن غير الممكن أن يستحقّ هؤلاء رحلاتٍ باهظة الثمن لإجلائهم من «الدولة العدوّة»، ولسان حاله كبريائي كدولةٍ «فاجرةٍ في الخصومة السياسيّة مع عدوّي الأول وهو الشعب، وعدوّي الثاني وهو إيران»، ولن أسمح لطيران «تابان أو ماهان أو آسمان أو غيرهم» بالهبوط على أرض «مطار البحرين الدوليّ»، هؤلاء «المواطنون الشيعة» لا يستحقون سوى استئجار طائرةٍ «تليق بدرجتهم ومقامهم الأخير في تقييمي الرسمي». وفعلًا كان كذلك.

لقد قامت «صحيفة منامة بوست» بتتبّع «خيوط هذا اللغز وعُقَد الشبكة المبهمة من التعاقدات، والغوص في أسبار هذه اللوجستيّات الصحيّة المُعقّدة أكثر من خطر فيروس كورونا- كوفيد 19»، واتّضح قيام وزارة الصّحة البحرينيّة بالتعاقد مع شركة «سياف لتأجير الطائرات والمُعدّات» لإجلاء مواطنيها العالقين في إيران، وهي شركة يمتلكها مجموعة من المساهمين المصريين المملوكة للدولة، وشركة «ACG» الأمريكيّة ومقرّها الرئيسيّ في مصر – بحسب الموقع الرسميّ للشركة.

هكذا تتعامل السلطات البحرينيّة مع مواطنيها في مثل هذه الظروف، تستأجر لهم طائرة من «شركة لتأجير المُعدّات»، في الوقت الذي كان بإمكانها سلك طريق الحلول السريعة لإنهاء هذا الملف منذ البداية، ومن دون الحاجة إلى الدوران حول الكرة الأرضيّة، واللفّ على المواطنين والرأي العام بكذبة «الأسباب اللوجستيّة»، أو الإيعاز إلى «حساباتٍ متناثرةٍ هنا وهناك لنشر إشاعة سوء الأحوال الجويّة». بإمكانكم الاتصال بالشركة، فلديها معلوماتٍ كثيرةٍ ستخبركم بها.. وقد تُخبركم بشخصيّة «الرأس الفاسد والكامن وراء شُبهة الإصرار على صفقة التعاقد معها».. فقد يكون ذلك أسوأ خبرٍ تسمعونه منها.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2019133164


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *