Thursday 09,May,2024 08:41

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

ثلاثة أعوام والشعب البحريني صامد أمام قمع النظام الحاكم

هاني طه: سقط أكثر من 140 شهيداً ومئات الجرحى إثر تعرضهم لعيارات نارية وغازات سامة وكان معظمهم من الشباب، والوثائق المصورة تثبت هذه الحقائق المريرة

هاني طه*

انطلقت ثورة الشعب البحريني في الرابع عشر من شباط/ فبراير 2011م، تزامناً مع تدهور الأوضاع في مصر وسقوط نظام الدكتاتور حسني مبارك، حيث كانت بدايتها بعد أن أصدر ناشطون في مجال حقوق الإنسان بياناً أعلنوا فيه تمرداً شعبياً بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للتصويت على ما عُرف بميثاق العمل الوطني، وضجت في الحين ذاته شبكات التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيس بوك” بدعوات عامة لتظاهرات شعبية للمطالبة بإصلاح الأوضاع ومنح حريات أكثر تحت شعار “يوم الغضب”، واعتصم المتظاهرون في “ميدان اللؤلؤة” في قلب العاصمة المنامة، لكنهم جوبهوا بهجمة مباغتة من القوات الحكومية وتعرضوا لقمع شديد، ما أدّى إلى حدوث ثورة عارمة اجتاحت البلاد وزعزعت أوضاع حكومة آل خليفة التي لجأت إلى أعتى أساليب القمع واجهها هذا الشعب الصامد بكلّ صمود وشجاعة ، لكنّ هذه الثورة ما زالت مطوية في صفحات النسيان بين الأوساط الدوليّة رغم استمرارها في أرجاء البلاد.

ولا بُدّ من الإشارة هنا إلى أنّ الشعار الذي جمع الثوار المتظاهرين في جميع أرجاء البلاد هو “السلمية”، أي أنّ نهضتهم سلميّة ولا نّية لديهم للقيام بأعمال عنف، ولكنّهم بعد أن واجهوا القتل، والاعتقال، واجتياح المنازل وتدمير المساجد تزايد سخطهم العارم فرفعوا شعار “يسقط حمد” وشعار “الشعب يريد إسقاط النظام”، وهذا الأمر حق طبيعي لهم لأن النظام تعامل معهم وكأنهم أعداء وهاجمهم بمعدات عسكرية وقمعهم بشتى الوسائل اللا إنسانية، بالاستعانة بجيش خارجي “درع الجزيرة”، بينما هم مواطنون عزّل، ولم يستثنِ القمع حتى النساء والأطفال والشيوخ الذي لم يأمنوا من هذه الأعمال الشنيعة حيث تعرضوا هم أيضاً للاعتقال والمحاكمات غير العادلة.

إلى الآن سقط أكثر من 140 شهيداً ومئات الجرحى إثر تعرضهم لعيارات نارية وغازات سامة وكان معظمهم من الشباب، والوثائق المصورة تثبت هذه الحقائق المريرة، حيث شهدها العالم أجمع، والسجون بدورها تزخر بالأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يريدون العيش بحرية.

لا يخفى على أحد أنّ النظام قد استقطب مرتزقة لقمع الثورة الشعبية المسالمة والمواطنين العزل من السلاح حيث تذكر بعض التقارير الإخبارية أنه يسعى لشراء أكثر من مليون قنبلة مسيلة للدموع، إلا أن الجهود الحثيثة أفشلت الشحنة المزمعة من كوريا. وكما تذكر الأخبار- أن 1000 أردني قد جندوا لضرب هذا الشعب المغلوب على أمره، ويقوم هؤلاء المرتزقة وبالتعاون مع شرطة النظام الحاكم باقتحام المنازل دون أي مبرر وتسرق ما كان ذا قيمة منها وتخرب كل ما فيها بكل همجية ووحشية وذلك طوال أربع وعشرين ساعة ليلاً ونهاراً دون أن تراعي المعايير الإنسانيّة ولا الإسلاميّة، لدرجة أنّها اقتمحت منزل الشيخ عيسى قاسم ودمرت محتوياته.

رغم أن الكثير من الوثائق التي لا يشوبها شك قد أثبتت تعرض السجناء لأعتى أنواع التعذيب فإنّ الحكومة تسعى جاهدة للتغطية عليها وتحمي مرتكبيها من أية مطاردة قانونيّة فعلية حيث قامت بمحاكمتهم شكليّاً بإصدار أحكام مخففة على عدد لا يعتد به من القتلة فقط إذ لم يتجاوز أقصاها الثماني سنوات، لكن الغالبيّة العظمى منهم تمت تبرأتهم وما زالوا يواصلون القتل والتدمير.

وما يزيد الطين بلّة أنّ مختلف وسائل الإعلام في هذا البلد ينصب في خدمة آل خليفة لدرجة أن المتنفس الوحيد للثوار هو الخارج حيث يتم نشر ما يتعرض له الشعب من قمع عبر وسائل الإعلام الخارجية أو المواقع التي تدار خارج البحرين.

للأسف الشديد فإنّ المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج أمام المحتلين السعودين الذين استقدمهم آل خليفة لتدمير الشعب البحريني، فآل سعود الذين يدعمون الإرهاب الأسود في سوريا ويذبحون الشعب السوري بدم بارد قد دخلوا البحرين بعدتهم وعتادهم أمام أنظار العالم ووقفوا إلى جانب الحكم الدكتاتوري ضد الشعب الثائر المطالب بحريته وحقوقه المشروعة، لذا هناك الكثير من الشعارات التي يطلقها الشعب البحريني ضد المرتزقة من آل سعود الذين وجه لهم ضربة لا يمكن أن تمحى من صفحات التأريخ ولا يمكن لأيّ إنسان نزيه أن يتغافل عنها يوماً.

• صحفي مصري


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014101959


المواضیع ذات الصلة


  • الشهيد أحمد اسماعيل.. «ما لم توثّقه العدسة»
  • الكمائن المفضوحة للن­ظام في محاكمة الشيخ عيسى أحمد قاسم.. سمٌ وعسل!!
  • فورمولا الدم من جديد… سباق في ضيافةِ مستبدّ..
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *