Saturday 27,Apr,2024 09:44

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الشهيد أحمد اسماعيل.. «ما لم توثّقه العدسة»

فاطمة حسين: ستُ سنواتٍ مضت على جريمة اغتيال الشهيد الشاب أحمد اسماعيل ولم تعلن وزارة الداخلية حتى الآن عن ايِّ نتيجةٍ واضحةٍ لحيثيات تحقيقاتها المزعومة في هذه الجريمة، أو الإعلان عن المتهم

فاطمة حسين*

ستُ سنواتٍ مضت على جريمة اغتيال الشهيد الشاب أحمد اسماعيل ولم تعلن وزارة الداخلية حتى الآن عن ايِّ نتيجةٍ واضحةٍ لحيثيات تحقيقاتها المزعومة في هذه الجريمة، أو الإعلان عن المتهم او المتورط في الجريمة، اضافةً الى استحالة اعتراف وزارة الداخلية بقيام عناصرها اوافراد الميليشيات المدنية المسلحة باطلاق الرصاص الحي اثناء مطاردة هتافات المطالبين بالحرية من قيود استبداد الحكم القبلي.

وهنا تروي لكم الحقيقة حقيقتها، وهي تُظهُر سيل دموعها لتكشف مافي داخلها عن مناضل افتخرت به ميادين الحقيقة …………..

فبين تزاحم أصوات الرصاص وهتافات المتظاهرين وسط سحب الغازات الخانقة اعتادت عدسة الشهيد أحمد اسماعيل ان تكشف الحقائق المؤلمة التي يتستر عليها نظام آل خليفة، حيث بقيت كامرة الشهيد تدير حدقاتها نحو مرتزقته يقمعون مسيرةً سلميةً هنا وعدداً من البلطجية يطلقون النار على تظاهرةٍ هناك، وافراد امنٍ يطلقون غازاتٍ سامةٍ قاتلةٍ وقنابل صوتية ممزوجة بحبات الرصاص الإنشطاري والرصاص الحي ومشاهد وأحداث كثيرة وثقتها عدسته الصغيرة وتداولتها وكالات الأخبار العالمية الكبيرة وهي ملطخة بدماء المصابين في هذه الإحتجاجات اليومية لينال لقب «مصوّر الثورة» بعد استشهاده.

إن ليلة الـ21 من مارس 2012 كانت ليلةً مختلفةً جداً.. فقد خرج الشهيد أحمد اسماعيل كعادته لتوثيق التظاهرات في منطقته سلماباد لكن القدر لم يمهله حتى تلقى تلك الرصاصة القاتلة من أحد القناصة دوناً عن الآخرين، حتى اخترقت جسده ومزقت أحشاءه، وانفجرت الهتافات الدامية من جسده وهو يحاول الإحتماء بأزقة المنطقة، ليتخذها محطةً للاستراحة، إلاّ أنه لم يستطع الاستمرار في حمل جسده أكثر من ذلك، فسقط على الأرض في وسط بِرْكةٍ من دمائه التي حاولت ان تكون له فِراشاً ووسادة، وحمله بعض الشباب الى أحد المنازل ليستعينوا بأحد الأطباء لإسعافه بعيداً عن العيون خوفاً عليه من الاعتقال، ولكن ذلك لم يتحقق، بعد ان انتهكت الرصاصة أحشائه الداخلية، واستمرار نزيف دمه الشديد، فلم يبقَ الاّ أمل واحد وأخير وهو ان ينقلوه إلى مستشفى البحرين الدولي ولكن.. بعد فوات الأوان، وبعد أن ارتقت روحه لبارئها، فرحل شامخاً عزيزاً يحمل نعشه أكتاف مئات المشيعين المطالبين بالكشف عن حقيقة ملابسات جريمة اغتياله، والكشف عن صاحب الرصاصة القاتلة، التي انطلقت من إحدى السيارات المدنية في تلك الليلة.

ان نشاط الشهيد أحمد اسماعيل التطوعي اعطى المجرمين سبباً كافياً لاستهدافه وتصفيته، فإضافة لحمله الكاميرا لتوثيق مختلف الأحداث والإنتهاكات كان عضواً في مركز البحرين لحقوق الإنسان ويرصد بعدسته المسيرات والتظاهرات وتصوير المصابين والشهداء وملاحقة شتى أنواع الجرائم المرتكبة بحق المتظاهرين ونقلها للوسائل الإعلامية المتابعة لمستجدات الثورة في البحرين، أما السبب الجوهري والأهم فهو فشل محاولات عناصر جهاز الأمن الوطني – «المخابرات»، في تجنيده في صفوفها للعمل كمخبرٍ سري، على الرغم من التهديدات والإغراءات لاستمالته .

تمكنت عدسة الشهيد أحمد اسماعيل من توثيق المشاهد الكثيرة الشاهدة على إجرام السلطة ضد الشعب، إلاّ أنها لم تتمكن من توثيق جريمة اغتياله، لكنها توثقت في ذاكرة الشهود عليها، والذين غيبتهم السلطة في قعر السجون قسرياً، ولكنه تمكن وبنجاحٍ من توثيق اسمه ونقشه على النصب التذكاري للصحفيين في النيوزيام في العاصمة الأمريكية واشنطن ضمن اثنين وثمانين صحفياً نُقشت اسمائهم على هذا النصب إبان مقتلهم في عام 2012، وعلى الرغم من مضي السنوات سيبقى اسم الشهيد أحمد اسماعيل منقوشاً على كل نصٍ اخباري ينقل الحقيقة، وسيبقى اسمه شبحاً يطارد قاتله بين ممرات وزارة الداخلية البحرينية.

*كاتبة بحرينية


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2018021942


المواضیع ذات الصلة


  • الكمائن المفضوحة للن­ظام في محاكمة الشيخ عيسى أحمد قاسم.. سمٌ وعسل!!
  • فورمولا الدم من جديد… سباق في ضيافةِ مستبدّ..
  • فورمولا ملطّخة بالدم… سباق على وقع الانتهاكات…
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *