Tuesday 14,May,2024 17:07

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

مجيـــد العلويّ.. خبير اللعب على التناقضات

منامة بوست (خاص): لم يكن تقييم الدكتور مجيد العلويّ يوماً أمراً يسيراً، على الأقل لناحية تسليط دائرة التصنيف على مواقفه، خصوصاً إذا علمنا أنّ الرجل يتمتّع بعلاقات واسعة مع جميع الأطراف

منامة بوست (خاص): لم يكن تقييم الدكتور مجيد العلويّ يوماً أمراً يسيراً، على الأقل لناحية تسليط دائرة التصنيف على مواقفه، خصوصاً إذا علمنا أنّ الرجل يتمتّع بعلاقات واسعة مع جميع الأطراف، حتى صنّفه البعض بالماسك العصا من النصف.

هذه الإطلالة على مجيد الأكاديميّ في جامعات بريطانيا العريقة، والذي حفّ اسمه لاحقاً بالخبير الاستراتيجيّ، محاولة للبحث في غور ما رسمه العلويّ لنفسه من تموضع مثير للجدل أحياناً، وغير مفهوم أحايين أخرى.

فمعارضوه من المعارضة يتّهمونه بالرجل الحكوميّ البائع لتاريخه، ومعارضوه من الموالين يتّهمونه بالعميل لإيران، الذي وظّف الشيعة في وزارة العمل إبّان فترة وزارته، وأنشأ مؤسسة (تمكين) لضخّ الدعم الحكوميّ لصالح المشاريع الشيعيّة.

لكن على مستوى النخب، فإنّ المعارضين إن احتاجوا أن يفتحوا مع الحكومة قناة اتصال كان اسم مجيد أحد الأسماء المطروحة، الذي يجيد الدور في إدارة العلاقات وتجسير الهوات المتفاقمة بين الأطراف المختلفة في البحرين.

وكذا الحكومة، إن أرادت أن توصل رسالة للمعارضة، وكانت الأجواء بينهما جافة ومتقشفة، كان العلوي الماطر الذي يروي الأرضيّة الجرداء بينهما.

لا بدّ أن نتذكر أنّ الدكتور المعارض سابقاً، الحكوميّ لاحقاً، والمستقل حاليّاً هو أحد أقطاب رجال حزب الدعوة في البحرين، وهو مؤسّس لما يسمّى “الإسلام الحركيّ” في الثمانينيّات، و”الإسلام الليبرالي” في التسعينيّات؛ حيث كان أحد أعمدة حركة أحرار البحرين، التي بدأت عام 1981م كفرع لحزب الدعوة، من ثم انزاحت عن كونها فرعاً للحزب إلى صيرورتها منظّمة قائمة بذاتها تستقي من “الدعوة” بعض رؤاها، وبالتحديد بعد أربع سنوات من تأسيسها، أي في العام 1984م؛ الدكتور مجيد كان أحد واضعي استراتيجيّاتها التي تتبدل حسبما تعصف الساحة البحرينيّة من متغيرات.

وقال أحد أقطاب حركة أحرار البحرين، الدكتور منصور الجمريّ، أنّ الحركة مرّت بثلاث انطلاقات، “وبدأت الانطلاقة الرابعة (الأخيرة) في العام 2002 بعد اختلاف بين القائمين على شأن الحركة”.

في هذه المرحلة التي مرت بـ “أحرار البحرين”، اختار الدكتور مجيد العلوي أن ينفكّ عن الحركة، ويرتّب مع السلطة وهو في لندن، حيث مدينة الضباب تتيح أن تخفي الكثير تحت مناكبها.

ظلّ العلويّ مثيراً للجدل من جهة عدم وضوح تموضعه النهائيّ، ومن جهة أخرى، أخذ دور حلّال العلاقات المتوتّرة بين الحكومة والمعارضة.

في ثورة البحرين التي عصفت في فبراير / شباط 2011 ، استهدف المواطنون على أسس طائفيّة، وصار التشطير للمجتمع بمخلب ناقم، فطالت أياديه المتوحشة حتى أمثال مجيد العلوي الذي دعم النظام في ما سمي بالمشروع الإصلاحيّ.

المثير في رحلة الرجل، أنّه توقّع أن تقوم ثورات على دول الخليج وخصوصاً البحرين، كان ذلك قبل أن ينضم للطاقم الوزاريّ في حكومة خليفة بن سلمان، الأمر الذي يضخّ الكثير من اللبس الموهوم على شخصيّة الأكاديميّ/السياسيّ، المشبّع بالفكر الحركيّ، والمتأثّر بفكر “الدعوة”.

في هذه الفترة، برز العلوي في شبكة التواصل الاجتماعيّ “تويتر”، فهو ليس معارضاً ولا هو حكوميّ، لكنّه ناقد للإثنين عبر تغريداته؛ وبغضّ النظر عما قيل ويقال عن استعادته لدور الوسيط بين المعارضة والحكومة الخليفيّة، فإنّ هذا الدور سمة لازمة في شخصيّة خبيرة في اللعب على التناقضات، ما يجمع، في قلوب المعارضين والموالين، شعور الارتياح والتوجّس تجاهه، ويجعله رجلاً عصيّاً على الفهم.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014053210


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *