Saturday 04,May,2024 12:59

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

بعد فضيحة «تقرير البندر»: «التحالف الملكي مع الإرهاب».. «وما خفي أعظم»

منامة بوست (خاص): «تسجيلات سريّة مصوّرة، يُكشف النقاب عنها للمرّة الأولى، تكشف ما خفي من علاقة سريّة بين جهاز الأمن الوطنيّ البحرينيّ وقيادات في تنظيم القاعدة.

منامة بوست (خاص): «تسجيلات سريّة مصوّرة، يُكشف النقاب عنها للمرّة الأولى، تكشف ما خفي من علاقة سريّة بين جهاز الأمن الوطنيّ البحرينيّ وقيادات في تنظيم القاعدة، لتنفيذ مخطّط يستهدف رموزًا في المعارضة البحرينيّة، وتنفيذ أجندة سياسيّة وأمنيّة داخليًا وخارجيًا». كانت هذه مقدّمة الفيلم التحقيقيّ «ما خفي أعظم» الذي عرضته «قناة الجزيرة» القطريّة بعنوان «اللاعبون بالنار».

لا نعتقد، بل ونستبعد أنّ أحدًا فوجئ بما عرضته القناة القطريّة حول المخطّطات الأمنيّة الإرهابيّة التي كان النظام الحاكم في البحرين ينوي القيام بها، فما خفي من الإبداعات الإرهابيّة لهذا النظام أعظم وأدهى.

أدلّة وبراهين، بالصوت والصورة هذه المرة، أسقطت آخر أوراق التوت عن جسد نظام البحرين، وفضحت فيلمًا «هوليوديًا» من الدرجة العاشرة وأدنى.

فجأة ومن دون سابق إنذار، تحوّل حاكم البحرين حمد عيسى الخليفة من «ملك» إلى «زعيم عصابة»، يمارس البلطجة ويخطّط للقتل لإفراغ الساحة من المعارضين، ويستعين بإرهابيين ظنًا منه أنّه بذلك ينجو من تلبّس جريمة، هي في الأصل تلبّسته وفضحته، ويضرب عصفورين بحجر واحد، يتخلّص من خطر المعارضة على عرشه، ويُبعد شبهة القتل عن نظامه.

الرواية بدأت من «القصر الملكيّ»، حين تفتّق العقل الرجعيّ عن خطّة «شيطانيّة» لقمع المعارضة وإخافتها وترهيبها وسحقها، بعمليات اغتيال إرهابيّة تطال قادتها ورموزها، ويكون المنفّذ فيها عناصر من أحد أكثر التنظيمات إرهابًا ووحشيّة على مرّ التاريخ – «تنظيم القاعدة»، ومن هنا كانت الفكرة، حرب طائفيّة لا تُبقي ولا تذر، يكون الخاسر الأول فيها هو الوطن والمواطن بكل تأكيد.

توثيق مُحكم لا يرقى إليه الشك، وشهود من «أهل البيت»، يروون ما أرادت السلطة في البحرين «برأسها» أن تقوم به بإشعال حرب طائفيّة بين السنّة والشيعة، تُحوّل كلّ المطالب المحقّة بالحريّة والديمقراطيّة إلى مجرّد مطالب فئويّة مذهبيّة، وتنتقل البحرين بسببها – أيّ الحرب الطائفيّة – من معركة نيل الحقوق إلى معركة الدماء والقتل.

«محمّد صالح»، أحد قياديّي تنظيم القاعدة في البحرين، والذي ظهر في تحقيق «قناة الجزيرة»، كان له «شرف» لقاء وفد حاكم البحرين، لوضع اللمسات الأولى على خطّة التعاون بين نظام البحرين وتنظيم القاعدة، من أجل إبعاد خطر «الرافضة» عن أهل «السنّة»، فكانت الرسالة التي حملها الضابط «عادل فليفل» إلى المجاهدين: أنتم تستطيعون أن تقمعوا هذا الأمر!! قبل أن يزداد «الجهاديّ صالح» شرفًا حين التقاه حاكم البحرين شخصيًا، معبّرًا له عن الأسف لما تعرّض له من «ظلم» وسجن لدى ذهابه إلى السعودية للتواصل مع قادة التنظيم هناك، للتعاون من أجل تنفيذ عمليات الاغتيال في البحرين، والتي كان مقرّرًا لها أن تبدأ بالقياديّ في المعارضة «الأستاذ عبد الوهاب حسين»، علمًا أنّ «الملك» تدخّل شخصيًا لدى السعودية للإفراج عن قياديّ القاعدة.

«أنا ومن بعدي الطوفان».. عبارة جسّدها حاكم البحرين حمد عيسى الخليفة بمخطّطه العبثيّ، مُثبِتًا أنّ همّه الأساسيّ هو البقاء على العرش، حتى ولو من دون وطن أو شعب، فحرب طائفية كانت وشيكة، وما كانت لتترك أثرًا لوطن، أو بقية وطن، لولا وعي شعب البحرين والمعارضة وقادتها، وإصرارهم على منع تحويل الأهداف المحقّة من مُنجية للوطن إلى مُهلِكة له.

طوفان «حمد»، أراد له أن يكون على شاكلة حرب تدمير سوريا والعراق، والتي كان الفكر الإرهابيّ هو نفسه المحرّك، والأداة التكفيريّة هي ذاتها التي تعبث بالأوطان، وتقتل وتشرّد وتقطع الأجساد.

«ملك» بمرتبة «إرهابيّ».. استنتاج فوريّ يتبادر إلى كلّ الأذهان عند الاطلاع على كلّ تلك الأدلّة، خصوصًا إذا تمّ مقاطعتها مع كلّ الأحداث التي حصلت في البحرين منذ عقدين حتى اليوم –أي منذ تنصيب حمد نفسه ملكًا-، من انتهاكات بحقّ شعب البحرين، واعتقالات وأحكام تعسفيّة بالسجن والإعدام، إلى غيرها من الممارسات القمعيّة والمؤامرات التي تستهدف المعارضة، كحلّ الجمعيات السياسيّة ومنعها من ممارسة أيّ دور سياسيّ في البلاد.

لو كان هذا الفيلم بشهوده وأدلّته قد عُرض في بلد غير البحرين –ليس السعودية طبعًا- لفُتح تحقيق واسع ليشمل النظام من رأسه إلى أصغر أركانه، ولكانت أقلّ تهمة ممكن أن توجّه إلى المُدان هي تهديد أمن البلاد، والسعي إلى تدميرها وخرابها وقتل أهلها وتشريدهم، ولكان من الممكن محاسبة المسؤول الأول عن هذه المؤامرة بتهمة «الخيانة العظمى».

مخطّط «الملك» لإدخال المتطرفين إلى البحرين وإعطائهم دورًا رئيسيًّا لضرب المعارضة وزعزعة الأمن والاستقرار عبر العمليات الإرهابيّة، كان يمكن أن تكون نتائجه كارثيّة على البلاد لو نجح، ولأصبحت حينها البحرين أشبه ما تكون بالعراق بعد دخول القوات الأميركيّة إليها، وفتحها الباب على مصراعيه أمام المتطرّفين والتكفيريين من أجل ترويع المواطنين بالدم والنار، أملًا منهم بأن يلجأ الشعب إلى المحتلّ هربًا من جحيم التطرف، وهنا أيضًا، لجأ حاكم البحرين إلى الأسلوب ذاته، «أنا» أو التطرّف، مع ما يلحق ذلك من قتل واغتيالات وعمليات إرهابيّة..

هو «الملك» إذن، الذي من المفترض أن تكون مهمّته الحفاظ على الأمن والسهر على منع إدخال البلاد في «مجهول الإرهاب»، فإذا به يتحالف مع التكفيريين من أجل العبث بالأمن، لتصدق عليه المقولة الشهيرة «حاميها حراميها»، لتكون هذه المؤامرة هي الثانية بعد أكبر وأشهر مؤامرةٍ سياسيّة قادها الملك حمد وفضحها تقرير المستشار البريطاني من أصولٍ سودانية «صلاح البندر» عام 2006، وبالتأكيد «ما خفي أعظم».


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2019129491


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *