Thursday 25,Apr,2024 10:34

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

إبراهيم الشيخ.. «كيف كان مذاق كأسك؟».. «ننتظر الرد في مقالاتك القادمة بعد التعديل الأخير»

منامة بوست (خاص): لن نعلّق كثيرًا على إخلاء سبيل إبراهيم الشيخ الكاتب الصحفي في صحيفة أخبار الخليج المقرّبة من رئيس وزراء البحرين، ولن نستطرد في الحديث بِقَدَرِ تغريداته ومقالاته طيلة الثمانية أعوام الماضية التي كانت تنضح تحريضًا على حراك ثورة 14 فبراير وقيادات المعارضة وتخوينًا لهم

منامة بوست (خاص): لن نعلّق كثيرًا على إخلاء سبيل إبراهيم الشيخ الكاتب الصحفي في صحيفة أخبار الخليج المقرّبة من رئيس وزراء البحرين، ولن نستطرد في الحديث بِقَدَرِ تغريداته ومقالاته طيلة الثمانية أعوام الماضية التي كانت تنضح تحريضًا على حراك ثورة 14 فبراير وقيادات المعارضة وتخوينًا لهم. سنكتفي فقط بتوجيه أسئلةٍ «مقتبسةٍ من تغريدات الكاتب نفسه» من خلال هذا التقرير، فلعلَّه يستيقظ من سباته بعد «قرص أذنه» من النيابة العامة البحرينيّة خلال الأيّام الأربعة التي قضاها محبوسًا لديها، إن لم يكن أكثر من ذلك.

لم نستخدم مصطلح «اعتقال» في تناولنا موضوع «إبراهيم الشيخ» في «صحيفة منامة بوست»، بل قلنا «حبس»، فكلمة «اعتقال» لا تتقبّلها السلطات البحرينيّة، ولا تصدُق على حالة «إبراهيم الشيخ»، ومصطلح «الاعتقال» لا ينطبق إلّا على المعارضين الذين هاجمهم «الشيخ»، وحرّض على اعتقالهم وإسقاط جنسيّاتهم وترحيلهم وإعدامهم والتنكيل بهم بشتى الطرق في تغريداته ومقالاته ومداخلاته الإعلاميّة هنا وهناك، منذ اندلاع شرارة احتجاجات ثورة 14 فبراير 2011، إلى «آخر رمقٍ» تبقى له قبل حبسه في 14 أبريل/ نيسان 2019، إثر مقاله الذي انتقد فيه «مراسل قناة سكاي نيوز محمّد العرب»، بشأن الحرب التي تقودها السعوديّة على اليمن، ووصفها بالتضليل الإعلامي.

قد تكون التغريدة الأصدق في تاريخ إبراهيم الشيخ التي ألمح فيها إلى «أنّه ضحيّة إفكٍ ومكر ليلٍ دُبَّر له»، نعم ذلك صحيح، وإن لم يتمكّن الشيخ من الإفصاح عن تفاصيله، فإنّنا بدورنا سنفصح له عنه، وسنفصح له كذلك عمّا لم تفصح به النيابة العامة البحرينيّة في تحقيقها معه؛ ليس من باب التحليل أو الرجم بالغيب أو أضغاث أحلام راودتنا كما راودته في نسج سيناريوهاته طيلة هذه السنوات، بل حقائق مكشوفة جمعناها للكاتب الشيخ، لنضعها نصب عينيه باعتباره زميلًا في المهنة، وباعتبارها ممارسات قام بها ضدّ آلاف المواطنين الأبرياء طيلة ثماني سنوات، فمورست ضدّه في نهاية المطاف.

يقول المثل الشعبي البحريني «ما يجيك الوجع إلّا من بطنك»، وهذه الحقيقة بالتأكيد ليست غائبة عن ذهن الكاتب المخضرم، الذي لم تغب عنه تحليلات سابقة بنى عليها تصريحاته الإعلاميّة، ومقالاته وتغريداته، وعدّها دفاعًا عن البحرين في وجه من وصفهم بالمجرمين والخونة والحثالة وغيرها من الأوصاف والنعوت، وها هو «بطن إبراهيم الشيخ قد انفجر» من الوجع أخيرًا، وفعلًا جاء «يوم الحساب» الذي تنبأ به في إحدى تغريداته في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، «عندي حالتين موثقتين من أبوين تعمّد المجرم علي العكري إصابة أبنائهما بعاهتين، والسبب لأنهم من مذهبٍ آخر والله سيحاسبني».

يكشف لنا بعض محبّي الكاتب «إبراهيم الشيخ» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن «اقتراب يوم حساب الشيخ» على يد «عرّاب الإفك والمكر ضدّه في هذه القضيّة»، وهو زميله في الصحيفة ذاتها «الكاتب محمـد مبارك جمعة» الذي لا يختلف قلمه عن قلم الشيخ كثيرًا، غير أنّ الفارق الوحيد بينهما هو أنّ محمـد مبارك محسوب على «شلّة» الديوان الملكي، وتيّار الإخوان المسلمين أحد أهدافه في مقالاته وتغريداته وتصريحاته الإعلاميّة، والشيخ عضو في هذا التنظيم المصنّف إرهابيًّا، وقد شكّل هذا النفوذ الذي يتمتّع به «محمـد مبارك» قوّة وفرصة سانحة للزجّ بالشيخ في قضيّةٍ لا يمكن له الخلاص منها بعد أربعة أيامٍ من الحبس فقط، لولا تحرّكات اللوبيات في قصور العائلة الحاكمة لحسمها – وفق تغريدات حساب العسكري السابق محمد البوفلاسة وحساب خالد – «Khalid8409@» – الذي يديره مجموعة تعمل تحت إمرة حفيد رئيس وزراء البحرين.

سبق بيان لجنة الشؤون الخارجيّة والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب «حملة مزاد علني لإثبات الولاء والوطنية» على تويتر، بالغمز واللمز والتحريض من «محمـد مبارك» على «إبراهيم الشيخ» كإجراءٍ تمهيدي للإطاحة به، وتدشين وسوم متعدّدة دفاعًا عن قوة دفاع البحرين ودورها في صفوف تحالف العدوان السعودي على اليمن من جانب، ووضع إبراهيم الشيخ في دائرة الاستهداف من جانبٍ آخر، فضلًا عن مباركة البيان في مقال لمحمـد مبارك على صحيفة أخبار الخليج بعنوان «بيان 35 نائبًا على الوتر»، ومقطع فيديو لأحد السعوديّين يدعو إلى معاقبة الشيخ واتهامه بانتمائه لقطر والعمل بأجندة تنظيم الإخوان. وسبق ذلك سلسلة مقالات لمبارك بعنوان «من يدير حملة السخط على الدولة؟»، وكانت رسائلها واضحة للشيخ، وما أكّد ذلك تلويح محمـد مبارك على تويتر ودعوته إلى تذكر هذه المقالات جيدًا، وكأنه يشير إلى قرب الإجهاز على الشيخ.

أصبح الشيخ في موقفٍ لا يُحسد عليه بعد لعبهِ في منطقة «جناح الخوالد الخطرة»، التي يقودها «وزير الديوان الملكي خالد أحمد الخليفة وشقيقه المشير خليفة أحمد الخليفة وزير الدفاع»، ووقعت الفأس في الرأس واتخذ القرار، «الشعب يريد حبس الشيخ»، وعبثًا حاول، على الرغم من محاولاته البائسة في إنقاذ نفسه بالاستشهاد بفيديو مقابلة له على قناة فرانس 24 الفرنسيّة هاجم فيها الحوثيّين والمعارضة، وأيّد فيها إسقاط جنسيّة آية الله الشيخ عيسى قاسم، باعتبارها «أحد إنجازاته الوطنيّة في مسلسل بطولاته الإعلاميّة الوهميّة».

هذه تغريدة للكاتب إبراهيم الشيخ في 27 سبتمبر/ أيلول 2011، «السؤال الأهم: متى ترجع هيبة الدولة لتعتقل علي سلمان ونبيل رجب ليعرفوا حجمهم الطبيعي، وليعرفوا أنّ حبل الكذب قصير، وقد انكشفوا؟». وبدورنا نوجّه أسئلة أهمّ للكاتب الشيخ بهذا الخصوص.. «هل رجعت هيبة الدولة عندما تمّ حبسك بأمر النيابة العامة؟ وهل عرفت حجمك الطبيعي؟ وهل أدركت أنّ حبل الكذب قصير؟ وهل أدركت أنّك انكشفت؟».

نأمل أن يجيبنا الكاتب في مقالاته القادمة بعد التعديل الأخير الذي طرأ عليه خلال الأربعة أيام التي قضاها محبوسًا، كما قلنا في عنوان تقريرنا هذا، وإن لم يجرؤ على ذلك، فالإجابات موجودة في بيان النيابة العامة وبيان لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب، نختصرها بهذه المقتطفات، «بعد نشره أخبارًا «كاذبة» وشائعات، من شأنها الإضرار بالأمن الوطنيّ والنظام العام، وإلحاق الضرر بالمصلحة العامّة، حيث تداول عبر حسابه مقالًا يشتمل على أخبار مختلَقة تتعلّق بقوات التحالف التي تقودها السعودية وتشارك فيها البحرين، بما يفقد الثقة في قدراتها وقوّة الدفاع، وذلك باعتباره أنّ ما حقّقته من انتصارات ما هي إلّا مجرّد مزاعم وهميّة وتضليل»؛ «النيابة أمرت بحبسه احتياطيًا على ذمّة التحقيق، بعد أن وجّهت له تهم إذاعة وبثّ أخبار وشائعات كاذبة ومغرضة في زمن الحرب، من شأنها إضعاف الجلَد في الأمّة، وإحداث الضرر بالأمن الوطنيّ والنظام العام».

لقد نسف بيان النيابة العامة كلّ بطولات الكاتب إبراهيم الشيخ السابقة، وعلى الرغم من ارتفاع صوت تطبيله للقمع ضدّ المعارضة حتى وصل إلى عنان السماء، «أصبح الشيخ كاذبًا، مضرًّا بالأمن الوطني والنظام العام، وملحقًا الضرر بالمصلحة العامة، وأفقد الثقة في قدرات قوة الدفاع»، تهمٌ نوعيّة تساوت مع التهم الموجّهة للمعارضة وقياداتها، وبفضل الشيخ ومن هم على شاكلته زُجّ الآلاف في السجون وأُصدرت الأحكام المؤبدة وأحكام الإعدام وإسقاط الجنسيّات والنفي القسري من البلاد، وهنا السؤال الأهمّ والأهمّ: «ألا يستحقّ الكاتب إبراهيم الشيخ واحدة من هذه العقوبات؟» على الأقلّ..! وذلك لإرجاع هيبة الدولة، وليُدرك الكاتب أنّ حبل كذبه القصير قد انكشف..!

وأوضح بيان لجنة الشؤون الخارجيّة والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب «الحجم الطبيعي» للكاتب «إبراهيم الشيخ»، بوصفه مشكّكًا في سياسة الدولة بتطاوله على قوة دفاع البحرين وأفرادها، وصاحب أجندة مشبوهة مرتبطة بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابيّة في الخارج، والمدعومة من قطر، والدليل ظهوره الإعلامي المتكرر على قناة الجزيرة القطريّة، ودفاعه المستميت عن نظام الإخوان في مصر، واهتمامه بتشجيع الجمهور على التمرّد والثورة، وهم يعرفون ذلك جيّدًا بحسب بيانهم، بصفتهم سلطة تشريعيّة في البلادـ أليست هذه تهمًا كفيلةً في أن يُحكم على الشيخ بالسجن المؤبد وإسقاط الجنسيّة؟

في يومٍ تاريخي، 20 يونيو/ حزيران 2016، وهو المصادف لإسقاط جنسيّة أكبر مرجعيّة دينيّة في البحرين والخليج آية الله الشيخ عيسى قاسم، اقتبس الكاتب إبراهيم الشيخ مقولة للروائي الفلسطيني «غسّان كنفاني» في إحدى تغريداته، «حين تخون الوطن لن تجد ترابًا يحنّ عليك عند موتك، ستشعر بالبرد حتى وأنت ميّت». وهذا هو الشكل الذي نظرت به لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب والنيابة العامة البحرينيّة إلى إبراهيم الشيخ، ويبدو أن التعديل الأخير حقّق التقدّم الذي ترجوه السلطة، وترجمه الشيخ في مقالٍ جديدٍ يبرّر المقال السابق بعنوان «شهداؤنا وقواتنا عز وفخر»، في محاولةٍ لرقع ما يمكن رقعه، وتفاديًا لجرعةٍ أخرى من كأس المرّ الذي سقى به غيره من الأبرياء.. وقد تكون الجرعة القادمة هي الأخيرة..!


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2019127681


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *