Sunday 19,May,2024 04:07

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

أمير الكويت «الصفوّي» وخليفة بن سلمان «الوطنيّ»

منامة بوست (خاص): لم تتمكّن وسائل الإعلام العربيّة والأجنبيّة من مقاومة تغطية حدث زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – «84 عاماً» لإيران، ولقاء الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني

منامة بوست (خاص): لم تتمكّن وسائل الإعلام العربيّة والأجنبيّة من مقاومة تغطية حدث زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – «84 عاماً» لإيران، ولقاء الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني، والتي حظيَت بعناوين عريضة في مختلف الوسائل والوكالات الإعلاميّة قبل حدوثها. كما ازداد حجم عدسات المصوّرين والمحلّلين السياسيّين، وخبراء العلاقات الدبوماسيّة، و..و.. بسبب هذا الحدث، سيّما أنّ العنوان كبير، ويخصّ «ناطحتَي» طهران، والرياض حليفة الإدارة الأمريكيّة الرئيسة، وابنتها المدللّة، وإحدى أهمّ أدوات عناصر «الشطرنج الأمريكيّ» في منطقة الخليج.

نعم كان عنوان الزيارة مبادرة الأمير الكويتيّ للوساطة بين الرياض وطهران لكسر «الجمود السياسيّ» بين البلدين، وحلحلة الملفّات السياسيّة العالقة بين طهران وجيرانها، فقد كانت آخر زيارة لأمير كويتي في العام 1979. وتعتبر الجرأة التي تحلّى بها أمير الكويت لهذه المبادرة «سابقة خليجيّة»، بعد «عاصفة سحب السفراء» من قطر لبعض دول الخليج المتعاون ظاهراً والمفكّك ضمناً، والتي لا زالت أزمتها مستمرّة منذ شهر مارس/ آذار الماضي. وقد كان موقف الكويت وعُمان جريئاً أيضاً في هذه المسألة، إذ تمسكتا ببقاء سفرائهما في قطر، بعكس «الشقيقات العسكريّات» – «السعوديّة، الإمارات وتابعتهما البحرين».

لقد أفرزت هذه الزيارة عدداً من اتفاقيّات التعاون الاقتصاديّ والسياحيّ ومجالاتٍ أخرى بين الكويت وإيران، ما يعني مستقبلاً آخر يرسم خارطة العلاقات الثنائيّة، قد يفوق تصوّر المراقبين في الوقت الحالي. والحدث الأبرز لقاء الأمير الكويتيّ بمرشد الثورة الإسلاميّة «السيّد علي الخامنئي»، ووصف الشيخ صباح له بـ«مرشد للمنطقة»، كان بمثابة «قنبلة نوويّة كويتيّة» يعلم الله إلى أيّ مدى آثارها! وننتظر أن يُطلق عليه لقب «الصفوّي» ووسمه بـ«الخيانة العظمى»، ومخطط «الأجندة الخارجيّة»، خصوصاً للضليع جدّاً في الشأن الخليجيّ والبحرينيّ تحديداً، فالحوار بين طهران والرياض يعني ملفّات ساخنة جداً، تشمل يد الحكم السعوديّ الطائلة في اليمن، لبنان، العراق، سورية، والبحرين الملف الذي قد يكون أشدّ سخونة خليجيّاً بعد الملف السوريّ عربيّاً.

وإيحاء مساعد وزير الخارجيّة الإيرانيّ للشؤون العربيّة والأفريقيّة، حسين أمير عبد اللهيان قبل زيارة أمير الكويت كان واضحاً، حين صرّح لبعض وسائل الإعلام «أنّ طهران تدعم الحلّ السياسيّ للأزمة البحرينيّة الذي يحقّق الأمن والاستقرار في المملكة، شريطة وجود خطوات متبادلة مع الرياض لاستتباب الأمن في المنطقة».

هذا التصريح كفيلٌ بأن يحرّك «عواصف التطبيل» والهجوم من «لاثمي بلاط» الديوان الملكيّ في البحرين، وتدارك الخطر القريب والمحدق بحكومة خليفة بن سلمان آل خليفة «العم العزيز»، كما يسمّيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة؛ فالرياح لاتزال راكدة لدى «أقلام الجوقة الملكيّة» بالرغم من «نغزة» خليفة بن سلمان يوم الأحد في جلسته الاعتياديّة بمجلس الوزراء، والتي أظهرت «هستيريا القلق» لديه من تسويةٍ سياسيّةٍ قادمة تطيح «بكرسيّه الكهل» بعد أكثر من 43 عاماً من الفساد ونهب مقدّرات الثروة الوطنية وأملاك الدولة.

ربما لم يستوعب «فدائيّو خليفة» بعد معنى نغمة رفض التدخّل الخارجيّ في ما أسماه بالشأن الوطني، وكما يُكرّر الكثير منهم، «الشيوخ يشوفون شي ما نشوفه»، وهم صادقون في هذا الوصف، فهم لم يدركوا بعد ما الذي ستجرّه التسويات السياسيّة الإقليميّة، وتحديداً في الخليج، على «معشوقهم بوعلي»، ولا «يشوفون» أنّ الرياض ليست مستعدّة لاستمرار «تكحيل» عين خليفة بن سلمان على حساب مصالحها مع واشنطن أو «طهران النوويّة»، واستمرار اعتبار رئاسته للحكومة في البحرين «شأناً وطنيّاً»، أو أن يعيب المجتمع الدوليّ ما يُسمّى بـ«المشروع الإصلاحيّ» دون مشاركة المعارضة في الانتخابات القادمة في أكتوبر/ تشرين القادم، هو فردٌ واحد وقدَرَهُ أن يكون أوّل «كبش فداء» يُضحّى به ولو لـ«ذرّ الرماد» في العيون على جميع المستويات، الإقليميّة والدوليّة، فـ«غطرسة وكبرياء وغرور» الملك حمد تنكسر أمام خضوع الرياض لقرار واشنطن، ومباركة «قصر باكنغهام المحرّك الأساس في الباطن»، وهو في حرجٍ أكيد من «المشهد السياسيّ» بديموقراطيّة «مشوّهة»، وقطيعة المعارضة القادمة المشروطة «بدهاليز سياسيّة» أضيق من دهاليز مدينة المحرّق، وهي كفيلة بأن ترمي بخليفة بن سلمان وجوقته إلى مزبلة التاريخ وبكلّ انكسار، ولا عزاء للعبيد الذين سخرّوا أقلامهم لـ«ماكياج» صورة خليفة بن سلمان، وإبرازه بصورة «خليفة المسلمين»، الذي يجوب سوق و«دواعيس المحرّق» تحت لهيب الشمس وحرارة المكيّفات، والتي قد تكون أثّرت على «بشرته» فداءً للمواطنين.

ماذا فعلت يا أمير الكويت بـ«أجندتك الخارجيّة» وانتمائك «الصفويّ»..؟! يومان في طهران قد يهدمان ثمرة 43 عاماً من «الفساد الوطنيّ» في البحرين من عُمر خليفة بن سلمان!


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014072411


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *