Saturday 04,May,2024 02:15

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

انتخابات البحرين: «لا شيء سوى فئران جائعة تخشى الحديث مع منامة بوست»

منامة بوست (خاص): عندما استقالت الكتلة البرلمانيّة المعارضة من مجلس النوّاب البحرينيّ، والمتمثلة في جمعيّة الوفاق الوطنيّ الإسلاميّة عام 2011، احتجاجًا على قمع السلطات البحرينيّة لثورة 14 فبراير/ شباط 2011

منامة بوست (خاص): عندما استقالت الكتلة البرلمانيّة المعارضة من مجلس النوّاب البحرينيّ، والمتمثلة في جمعيّة الوفاق الوطنيّ الإسلاميّة عام 2011، احتجاجًا على قمع السلطات البحرينيّة لثورة 14 فبراير/ شباط 2011، وَجَدَتْ السلطة التنفيذيّة نفسها أمام فرصةٍ ذهبيّةٍ لرسم خريطةٍ جديدةٍ لديمقراطيّتها المزوّرة، وذرّ رماد الصورة المحروقة في أعين المجتمع الدوليّ، بعناوينٍ لم تكن سوى للاستهلاك الإعلاميّ على أنّ البحرين «البلاد الأفلاطونيّة الفاضلة»، ورغم هذه المساعي البائسة فإنّ جميع دول العالم لم تنطلِ عليها سلسلة الأكاذيب التي توالت بعد عام 2011، فيما بقيت هذه الأكاذيب راسخة في عقليّة النظام الحاكم في البحرين، وهو الأوحد الذي بات مقتنعًا بصدقيّتها، أكثر من «قناعة أشعب» بصدق كذبته.

إحدى أبرز إفرازات «وَهْم الفضيلة» لدى النظام الحاكم في البحرين، أنّ العمليّة الديمقراطيّة أصبحت أفضل حالًا الآن، بعد القضاء على وجود المُعارَضةِ كجزءٍ من العمليّة التشريعيّة وعزلها وجمهورها سياسيًّا، إثر سنّ القوانين والتشريعات التي أزاحت هذا الهمّ عن «رأس النظام»، للحصول على أفضل «عجينةٍ نيابيّة» يسهل تشكيلها وحرقها في «أفران السلطة التنفيذيّة»، لتخرج خبزًا أسود محروقًا يُباع للمواطنين على أنّه «البسكويت الأوحد في العالم، والأشهى من البسكويت الأوروبيّ».

كما قاطعت المُعارَضة الوطنيّة أوّل انتخاباتٍ نيابيّةٍ في البحرين عام 2002، والتي أفرزت مجلسًا معاقًا كما عبّرت عنه في بياناتها، فإنّها استمرّت في مقاطعتها بعد عام 2011، لتكون غائبة عن المشهد التشريعيّ في انتخابات عامَي 2014 و2018، وأخيرًا انتخابات العام الجاري 2022. ومع هذا الغياب كانت النتائج إفراز تشكيلةٍ نيابيّة لأفراد فازوا بالمصادفة – «نوّاب صدفة» – أو مجموعة عاطلين جرّبوا حظوظهم بالحصول على وظيفةٍ ذات امتيازاتٍ خاصةٍ ولو لمرةٍ واحدةً في حياتهم، أو مجموعة «فئرانٍ جائعةٍ» تبحث في «ظلمات حكم السُلطة عن كسرةِ خبزٍ صغيرةٍ ربما ابتلّت بقطرةٍ من الزيت»، في حملاتِ استعراضٍ مخجلةٍ لمهرّجين لم يُحسنوا خداع المزاج الشعبيّ وثنيه عن إصراره على مقاطعة انتخابات العام الحاليّ 2022.

لقد حاولنا في «موقع صحيفة منامة بوست» أن نخدع أنفسنا بأنّ هذه الوجوه الطارئة والمجهولة لديها نيّات صادقة ولو قليلًا، وأنّهم «أسودٌ شابّةٌ شُجاعةٌ ستنتزع بأنيابها حقوق المواطنين من فم حوت الحكومة، لكنّنا اكتشفنا أنّهم أضعف من النمل الذي ينخرُ التراب، بل أوهن من بيوت العنكبوت»، أمام أسئلةٍ متعلّقةٍ ببرامجهم الانتخابيّة التي حاولوا بها خداع دغدغة عواطف المواطنين، ولا سيّما الجوانب المعيشيّة والخدماتيّة، وإن كان لديهم آفاق لحلولٍ للأزمة السياسيّة التي تعصف بالبلاد منذ العام 2011، فضلًا عن هروبهم من التصريح عن مواقفهم إزاء التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، الذي أصبح واقعًا عليهم مواجهته في قادم الأيام، ونكرّر: في حال فوزهم لا سمح الله، فقبولهم بالمشاركة خلاف الإرادة الشعبيّة التي قرّرت المقاطعة، أكبر من عار فوزهم في هذه الانتخابات الصوريّة في صناديق الديمقراطيّة المزيّفة.

وَعَدْنَا في تقريرٍ سابقٍ بنشر أسماء المترشّحين والمترشّحات الذين طرقت أبوابهم «صحيفة منامة بوست»، والذي كان بمثابة بما يشبه اختبارًا شعبيًّا مُصغّرًا، أو صندوق اقتراع تجريبيّ نعرض نتائجه على الرأي العام في نهاية المطاف، ونهدف من خلاله إلى إيصال رسالةٍ واضحةٍ وبسيطةٍ جدًا، وهي أنّ هؤلاء ليسوا إلّا مجرّد شرذمة تلهث وراء حفنةٍ من الدّنانير، ويعيشون في حملاتهم الانتخابيّة وَهْمَ الجرأة وهُمْ يُلقون بحبالهم وعِصيّهم أمام الناس، وهُمْ على استعدادٍ اليوم للسجود للشعب لمنحهم أصواتهم، والبراءة منهم في الغد القريب.

ونؤكّد أنّنا منحناهم الوقت والفرصة للحديث معنا، لكنّهم جبنوا عن مواجهة بضعة أسئلة من صحيفة، وآخر سؤالٍ لدينا لهم: «هل لديكم الجرأة على طرح سؤالٍ على الحكومة غدًا تحت قبّة المجلس، كما زعمتم في وعودكم الكاذبة للمواطنين؟.. بالتأكيد لا؛ ستبقى الأفواه مطبقة والأجساد كالخُشب المُسنّدة على مقاعدها، ولن تُفتح هذه الأفواه إلّا لابتلاع ضريع الدنانير واستقرارها أخيرًا في بطون الفئران الجائعة.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2019144152


المواضیع ذات الصلة


  • النائب «الدوي»: «المواطن البحرينيّ غريب في وطنه.. هل عليه الذّهاب إلى السّفارة الهنديّة؟» – «فيديو»
  • النائب الثاني لرئيس مجلس النواب «يُطالب بحل أزمة البطالة في البحرين ويسأل عن الرخاء الوطنيّ الذي تحدّث عنه حاكم البلاد» – «فيديو»
  • النائب «جلال كاظم»: «مجلس الشّورى لا يحترم إرادة الشّعب البحرينيّ ومجلس النواب» – «فيديو»
  • جمعيات سياسيّة بحرينيّة «تُحمّل الحكومة مسؤوليّة الإضرار بالمواطنين وارتفاع نسب البطالة وارتفاع عدد العاطلين»
  • قوى المُعارضة البحرينيّة «تُحذّرُ من غضبٍ شعبيٍّ إثر الانتهاكات ضدّ المعتقلين السّياسيين»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *