منامة بوست (خاص): سعياً لأن يكون ملف «الانتخابات» في «منامة بوست»، ملفّاً متكاملاً، ارتأينا مقابلة شخصيّة مهمّة في ضفّة الجمعيّات، وهو رئيس الشورى في جمعيّة الوفاق السيّد جميل كاظم، وطرحنا عليه عدداً من الأسئلة حول خيارات المعارضة في حال المشاركة أو المقاطعة، وهذا نصّ المقابلة:
بوست: هل خيار المقاطعة لدى جمعيّة الوفاق نهائيّ؟ أم أنّه قابل للتغيير وفق المتغيّرات السياسيّة؟ وهل ثمّة تغيير سياسيّ متوقّع سيطرأ على موقف الحكومة؟
كاظم: موقف الوفاق وجمعيّات المعارضة من مقاطعة الانتخابات متوقّف على إجراء تغيير حقيقيّ في بنية النظام السياسيّ، يشمل تعديل النظام الانتخابيّ والدوائر، واستقلال المجلس النيابيّ بالإرادة التشريعيّة والرقابيّة، وإصلاح واستقلال القضاء، وتكوين الأجهزة الأمنيّة، وغيرها من أمور عالقة، وأمّا التغيير المتوقّع في الأفق المنظور فهو مستبعد من قبل السلطة، وما على الأرض من إجراءات قمعيّة وخيارات أمنيّة لا يبّشر بمخرج قريب للأزمة البحرينيّة الطاحنة.
بوست: في حال مضت الجمعيّات في خيار المقاطعة، هل لديكم برنامج معدّ لما بعد المقاطعة؟
كاظم: في حال المضي في خيار المقاطعة، فإنّ المعارضة تعكف ومنذ مدّة غير قليلة على استراتيجيّة وبرنامج للمقاطعة يتمتّع بالنفس الطويل لمواجهة تحدّي أن تكون خارج النظام السياسيّ.
بوست: ما الحدّ الأدنى الذي من الممكن قبوله من قبل الجمعيّات في عروض الحكومة؟ وهل 6-6-6 و8-8-4 عروض كانت بعلم الدبلوماسيّين الغربيّين؟
كاظم: الحدّ الأدنى الذي من الممكن قبوله في المرحلة الانتقاليّة والمشاركة في الانتخابات القادمة، هو مشروع حلّ يعالج الخلل البنيويّ القائم في النظام السياسيّ، وأهمّه الدوائر الانتخابيّة، والسلطة التشريعيّة والقضائيّة، ومنظومة الأجهزة الأمنيّة، وإنّ حلفاء النظام الغربيّين ليعلمون بكلّ السقوف التي يطرحها.
بوست: هل لا زال التعويل السياسيّ يقف عند وليّ العهد؟ أم ثمّة أوراق سياسيّة أخرى يمكن استثمارها للدفع باتجاه تسوية مجزية؟
كاظم: المعارضة لم تعوّل على فرد في النظام، وإنّما تعوّل على مشروع حلّ يتجاوز الشخصيّة والفئويّة والطبقيّة والطائفيّة، ويرتكز على الشراكة الوطنيّة وتكافؤ الفرص، وأتصوّر أنّ هناك أوراقاً داخليّة وخارجيّة تستطيع المعارضة في النهاية توظيفها للوصول إلى حلّ مرضٍ.
بوست: البعض يتّهمكم بأنّكم غير واضحين مع جمهوركم، ما منشأ هذا القول في اعتقادك، وكيف تردّ عليه؟
كاظم: لا أتصوّر أنّ هناك فصيلاً في المعارضة يتمتّع بالشفافية والتواصل مع جمهوره ووضوح رؤيته أكثر من الوفاق، وأكبر مصداق هو الاحتضان الجماهيريّ لكلّ فعاليّات الوفاق، ولا سيّما في شهر رمضان المنصرم.
بوست: أليس حلّ بلدي المنامة، وإصدار قانون يتيح بتعدّد اتّحاد النقابات، وسحب الجنسيّات، وغيرها من الإجراءات الحكوميّة، مؤشراً سلبيّاً؟ كيف تقرأ تلك الإجراءات وغيرها؟
كاظم: نعم، كلّ هذه الإجراءات التعسفيّة والقمعيّة والشموليّة مؤشر سلبيّ على مصداقيّة حوار النظام والبحث عن حلول عادلة… إنّ ادّعاءات النظام بالإصلاحات ما هي إلا ترّهات وفرقعات إعلاميّة!
بوست: ما مدى نجاعة ورقة «الضغط الدوليّ» على النظام لتسوية الأمور إيجابا؟ هل لا زالت تلك الورقة لها بارقة أمل عند الجمعيّات؟ وما المستجدّ في هذا الملف على مستوى المعلومات التي يمكن كشفها؟
كاظم: نحن في المعارضة، تعويلنا على صمود شعبنا بعد الله، وهو الأصل في حراكنا، ومنتهى انتصارنا، ولكن هذا لا يعني أنّ الورقة الدوليّة غائبة عن التأثير في الملف البحرينيّ، لأنّ الملفات في منطقة الشرق الأوسط متشابكة ومتداخلة وانفراج الوضع عندنا يأتي في عرض انفراجات إقليميّة ودوليّة.
