Saturday 18,May,2024 16:01

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

سعيد الشهابيّ لـ«منامة بوست»: الخليفيّون يسعون إلى القضاء على شعب البحرين عن طريق التجنيس.. والأمل أن تتعلّم الجمعيّات

منامة بوست (خاص): في إطلالته من خلال «منامة بوست» يؤكّد القياديّ في حركة أحرار البحرين الدكتور سعيد الشهابيّ، أنّ الثورة جاءت لتُصَحِّح مسار العلاقات غير الصحيحة بين شعب البحرين والعائلة الخليفيّة



منامة بوست (خاص):

في إطلالته من خلال «منامة بوست» يؤكّد القياديّ في حركة أحرار البحرين الدكتور سعيد الشهابيّ، أنّ الثورة جاءت لتُصَحِّح مسار العلاقات غير الصحيحة بين شعب البحرين والعائلة الخليفيّة، مبدياً أمله بعدم مشاركة الجمعيّات المعارِضة في الانتخابات، ويفترض الشهابيّ أنّ الجمعيّات قد تعلَّمت أنّ من المستحيل إصلاح النظام من الداخل، مبرهناً على ذلك بالقول إنّ هذا النظام يحمل كلّ ما يحميه من محاولات التغيير من الداخل، وحول سؤالنا عن برنامج «التحالف من أجل الجمهوريّة» للوصول إلى إسقاط النظام، عكس الشهابيّ السؤال للمنادين بالإصلاح «أنا أقول للذين يشاركون ويقولون بتغيير النظام: ما هي وسيلتهم لتغييره؟» مؤكّداً أنّ قادة المعارضة في السجن ولا سيّما الأستاذين حسن مشيمع وعبدالوهاب حسين، لا زالوا على عهدهم الذي عاهدوه. وهذا نصّ المقابلة:

بوست: بعد أكثر من ثلاثة أعوام على اندلاع الثورة البحرينيّة، كيف تقرأ الساحة السياسيّة والثوريّة؟
الشهابي: السنوات الثلاث الماضية كانت نقطة مُفاصلة بين طرفين، هما: شعب البحرين والعائلة الخليفيّة، ومن الواضح أنّ استمرار الثورة طوال هذه الفترة قد أدّى إلى تباعد الطرفين شيئاً فشيئاً، وهذا التباعد خَلَقَ مفاصلةً كاملةً بين عهدين، عهدٌ يُهيمن عليه هذا النظام الذي احتلّ البلاد بالقوّة، وشأنه لا يختلف كثيراً عن الاحتلال الإسرائيليّ لفلسطين، فتقادُم الزمن لا يُسقِط معنى الاحتلال ومفهومه، وعهدٌ آخر يتميّز بالانفتاح، بالحريّة، وبإقامة نظامٍ على أساس: «لكلّ مواطنٍ صوت«.
ونحن بعد ثلاث سنوات نشاهد أنّ الوضع في البحرين يسير نحو الأفضل، حيث أنّه كَسَرَ الحواجز النفسيّة التي بقيَت حائلاً دون إفصاح المواطنين عن حقيقة ما يرغبون به. كانوا يعتقدون قبل أربعين عاماً – أو زِدْ عليها خمساً – أنّ الانسحاب البريطانيّ سيحقّق لهم نظاماً ديمقراطيّاً حرّاً يتيح لهم شراكةً سياسيّة حقيقيّة، وإدارة للبلاد يشارك فيها الجميع، ولكنّ الذي حصل كان غير ذلك.

الثورة جاءت لتُصَحِّح مسار العلاقات غير الصحيحة بين شعب البحرين والعائلة الخليفيّة. الشعب اليوم يقول: «إنّ العلاقة الخليفيّة مع البحرين، علاقة «غير أزليّة» بمعنى أنّ لها نهاية، والمسألة الثانية هو أنّ هذه النهاية قد تحقّقت الآن، ووصلت تلك العلاقة إلى آخر نقطة، وبالتالي لم يعُد هناك مجالٌ للتعايش بين هذا النظام وشعب البحرين.

أنا أعتقد أنّ هذه النتيجة التي وصل إليها الشعب، نتيجةٌ مهمّة، وإذا كانت الجمعيّات السياسيّة في الماضي تسعى للتصالح والتعايش مع النظام، فإنّها باتت اليوم أكثر إدراكاً لاستحالة ذلك التعايش.

بوست: هل سيفرض استمرار الحراك الثوريّ متغيّراً على الدبلوماسيّة الدوليّة؟

الشهابي: الدبلوماسيّة الدوليّة هي دبلوماسيّة هيمنة الاستكبار على شؤون العالم، وهذا الاستكبار يسعى لضمان مصالحه بدعم الأنظمة أيّاً كان شكلها. وأشدّ الأنظمة تَعَنُّتاً ودكتاتوريّةً تحظى بدعم واشنطن ولندن، والنظام السعوديّ، وهو الأكثر تخلُّفاً من بين أنظمة العالم، يستمدُّ قوّته الأمنيّة والعسكريّة من الدعم «الأنجلو- أمريكيّ«

الآن، هناك حراكٌ شعبيٌّ في البحرين، هل سيفرض هذا الحراك على العالم تغيّراً في السياسة؟ أنا أظنّ أنّ أيّ شعبٍ يصبر، ويصمد، ويواصل النضال، يحقّق ما يريد في النهاية، ولا يوجد شعب على مرّ الزمن صبر ثم خسر، ولا يوجد نضالٌ في العالم وصلَ لطريقٍ مسدود، إلّا عندما يتعب من يمارسه، أي أنّ كلّ نضالات العالم تكلّلت بالنجاح في كلّ بلدٍ تقريباً، عدا بعض الشواذ منها، وخير مثالٍ على ذلك: النضال من أجل القضاء على الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا، فإنّه استمرّ لأكثر من سبعين عاماً مع ذلك انتهى بسقوط النظام العنصريّ، ولك في نضال الشعب العراقيّ مثالٌ آخر، حيث جاهد ضدّ حزب البعث طيلة خمسٍ وثلاثين عاماً، وانتهى بسقوط النظام أيضاً.

الله سبحانه وتعالى له سُنَنه وقوانينه، وهذه السنن والقوانين تجري في الأمم، وهي نافذة، ويُسخِّر الله سبحانه وتعالى أموراً وتطوّرات وحوادث لتتفاعل وتُطيحُ بالظالمين، «لا تكرهوا الفتن فإنّ فيها هلاكُ الظالمين»، هذا التفاعل الذاتيّ في قضايا النضالات السياسيّة تؤدّي، أو هذا التفاعل يؤدّي في النهاية إلى سقوط الظالم، والظالم لابدّ أن يَسقط، أيّ ظالمٍ في الدنيا لا يمكن أن يبقى، المُلْكُ يبقى مع الكُفر ولا يبقى مع الظالم.

بوست: من المتوقع جداً أنّ «حركة أحرار البحرين» و«التحالف من أجل الجمهوريّة» سينادي بمقاطعة الانتخابات لأنّكم لا تعترفون بالنظام الخليفيّ القائم، هل تتوقّع أنّ الجمعيّات سيشاطرونكم ذلك؟

الشهابي: الأمل أن تلتزم الجمعيّات بما أطلقته من وعود للناس بأن تقاطع الانتخابات، والأمل أن تكون الجمعيّات قد تعلّمت من مشاركتها في الأعوام الثمانية الماضية، منذ عام 2006 حتى الآن، وأنّها تعلَّمت أنّ من المستحيل إصلاح النظام الداخليّ، وهذا النظام يحمل كلّ ما يحميه من محاولات التغيُّر من الداخل.

نأمل أنّ الجمعيّات تعلَّمتْ من هذه التجربة بأنّ هذا النظام لا يُصلَح {وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا}، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}، فهو نظامٌ فاسدٌ ومفسد، والله لا يُصلِح عمله، ونأمل أنّ هذه النتيجة هي التي وصلت إليها الجمعيّات، ونرجو أنّ هذا التهديد المتواصل بتعليق العمل لجمعيّة «وعد» وجمعيّة «الوفاق» يغيّر أفكارهم السابقة، وأن تُعمِّق هذه القرارات الخليفيّة قناعة القائمين على هذه الجمعيّات بعدم جدوى المشاركة في نظامٍ لا يزال يُهيمن رموزُه على مفاصل الدولة، بمعنى: إذا بقي الخليفيّون مهيمنين على وزارات الداخليّة، الدفاع، العدل، الخارجيّة، وعلى القضاء، وعلى الإعلام، وعلى الجيش، وعلى جهاز الشرطة، وجهاز مكافحة الشغب، فبإمكانهم أن يُلغوا أيّ اتّفاق شرفٍ مكتوبٍ أو غير مكتوب بجرَّة قلم، كما فعل الطاغية السابق الذي حلَّ المجلس الوطنيّ بجرَّة قلمٍ واحدة في مثل هذه الأيّام في الرابع أو الخامس والعشرين من أغسطس عام 1975م، فبالتالي التعويل على التغيير من الداخل أصبح كلاماً مرفوضاً، وتُدْرِك الوقائع استحالة قدرة أحدٍ أيٍاً كان على تغيير هؤلاء الفاسدين المفسدين، وبالتالي نحن دعونا لمقاطعة الانتخابات في السابق وندعو الآن لذلك، وهذه المرّة تُشاطِرنا الجمعيّات في الدعوة، فإذا أخلفت الجمعيّات بوعدها فذلك راجعٌ لها، لكن الشعب هذه المرّة قد قرّر أن يقاطع، من خلال ما نراه من إصرار وصمود؛ وعلى ذلك لا أظنّ – وأتمنّى- ألّا تُشارِك الجمعيّات في هذه الانتخابات التي ستُكِّرّس النظام وتُعيد إليه السِكّين التي طالما قطّع بها رقاب المواطنين.

بوست: البعض يعيب عليكم أنّكم لا تملكون برنامجاً واضحاً سواء في حال المقاطعة، أو حتّى في الوصول إلى هدفكم الاستراتيجيّ وهو «إسقاط النظام». كيف تعقّب؟

الشهابي: هذا كلامٌ يصدر من أناسٍ كُثر، وهو لا يتّسم بالموضوعيّة، وأنا أقول أوّلاً للذين يشاركون ويقولون بتغيير النظام: ما هي وسيلتهم لتغييره؟ ومشاركتك في الانتخابات ماذا ستعمل، وماذا ستقدِّم؟ ما هو برنامجك لتغيير النظام من الداخل؟ أنا لم أسمع بأيّ خطوة عن طريق إصلاح النظام من داخله. نحن نقول: إنّ النضال هو مشروعنا المتواصل، المقاطعة الكاملة للنظام، التعميق للوعي الشعبيّ بضرورة المُفاصلة مع الخليفيّين، ومحاولة السعي لإقناع العالم بعدم جدوى الاستمرار في دعم الخليفيّين، إظهار فسادهم باستمرار، الشكاوى التي تُقدّم للعالم حول ما يمارسونه من انتهاكات ومن قمع. هذه وسائل لإضعاف النظام، ربّما الوحيد الذي يأتي ويقول لك لديّ برنامج هو ذلك الشخص الذي يقول سأخطّط لانقلابٍ عسكريّ، فيقول لدي 50 ضابطاً أو 100، وسوف أقوم بكذا وأعمل كذا. بل نادراً ما تجد من يفعل ذلك، وهو الوحيد الذي يقوم بذلك؛ لأنّه يملك الوسيلة – الانقلاب العسكريّ – وقد تكون مضمونة لإسقاط النظام، وهذا ليس وارداً في برنامجنا وما سواه، نحن نؤمن بما ذكره الأستاذ حسن مشيمع «بالمقاومة المدنيّة، الحراك الشعبيّ، الاعتماد على المواطنين في استمرار صمودهم، المقاطعة الكاملة للنظام، سحب الشرعيّة بشكلٍ مستمرٍّ منهم، إظهار هذا النظام وكشف عوراته وانتهاكاته للعالم، الضغط على الدول والأنظمة التي تدعمه بشكلٍ متواصل، وعدم السماح بعودة العلاقات بين الشعب وبينه إلى حالة الطبيعيّة«.

ونحن نعتقد بأنّ الله سبحانه وتعالى يُسخِّر الظروف لتتفاعل هذه الوسائل وتحقق في النهاية «سقوط النظام»، ربّما هذه الوسائل في حالتها الفرديّة لا تُسقط النظام، لكن تفاعلها مع بعضها البعض والتغيّرات الإقليميّة التي تحدث بين الحين والآخر، ستؤدّي لعدم قدرة النظام على البقاء. نعتقد أنّه سيسقط بذاته، وبمؤثّرات فساده الداخليّ، وبضغوط الوضع الإقليميّ وربّما الدوليّ، وهذه سُنَّةٌ من سنن الله سبحانه وتعالى. أمّا كيف؟ ومتى؟ وأين؟ وبأيّ طريقة؟، ‏{‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}، {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} .

بوست: ثمّة حراك حقوقيّ مُلفت لمنظّمات دوليّة في الفترة الأخيرة تجاه قضيّة شعب البحرين، كما أنّ الثورة وسّعت من علاقات المعارضة بسياسيّين وإعلاميّين بارزين. ما نسبة تلك العوامل في نجاح الحراك الشعبيّ؟ وهل هي بمثابة ركائزٍ يُعتمد عليها أو مجرّد عوامل مساعِدة؟

الشهابي: العمل النضاليّ عملٌ تراكميّ وكلّ خطوةٍ تضاف إلى الخطوة التي تسبقها والتي تليها لتحقّق معاً ضغطاً وظرفاً جديداً، يساهم في إضعاف وإذابة الأُسُس التي يقف عليها نظام الحكم. الشعب الذي يستمرّ في علاقاته ونشاطاته، وفي إقامة فعاليّاته داخل البلاد وخارجها، وينظّم علاقاته مع أجهزة الإعلام، ومع المؤسّسات الحقوقيّة، ومع البرلمانات الدوليّة، ومع صُنَّاع القرار في الدول التي تتمتّع بقدرٍ من الإنسانيّة، إذا تواصل هذا الحراك على هذه المستويات فإنّها بلا شكّ تساعد في كشف ضعف النظام، وبالتالي شرعيّة المطالبة بإسقاطه. اليوم النظام الخليفيّ مكشوف، لا أعتقد أنّ هناك إعلاميّاً في وسائل الإعلام العالميّة – ممّن لم يُشترَ قلمه وموقفه من قبل المال النفطيّ السعوديّ أو البحرينيّ- لا يرى أنّ هذا النظام لا يتمتَّع بأيّ شعبيّة. أي أنّها تعلم أنّ هذه الأنظمة دكتاتوريّة استبداديّة، تمارس العنف والطغيان والاستبداد والقتل والتعذيب لتبقى في الحكم. لكن لا تستطيع هذه الأنظمة – في وجهة نظر هؤلاء- أن تدَّعي أنّها قائمةٌ على أساس الشرعيّة الشعبيّة، الدستوريّة، إذ إنّ دستوره مفروضٌ بالقوّة، وجوده معتمِدٌ على استعمال القوّة والتنكيل والقتل والتعذيب، وبالتالي هذه القناعة التي تعمَّقت في نفوس الإعلاميّين والحقوقيّين في شتّى أصقاع العالم تضاف إلى المواقف الصامدة والشعبيّة الثابتة، التي تواصلت خلال الأربعين شهراً المنصرمة، لتؤدّي في النهاية إلى إذابة الأُسُس الملحيَّة التي يعتمد النظام عليها. وأنا أظنّ أنّ هذا ضرورة، لكنّه لوحده لا يكفي لإسقاط النظام بل إنّه يضاف إلى الأعمال الأخرى، وفي المجموع فإنّ هذه العوامل مجتمعة تؤدّي إلى إضعاف النظام، والباقي يحدث بفعل الغيب، هناك قضايا بفعل الغيب تحدث لكلّ الثورات في العالم – ليس في ثورة البحرين فقط – أمورٌ غير واردة في الحسبان، وأستطيع أن أشرح لك كيف تغيَّر الموقف الأمريكيّ أو البريطانيّ اتّجاه النظام العنصريّ في جنوب أفريقيا كمثال على ذلك، فبالتالي من يصبر ويصمد على الموقف، يتحقّق له ذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى وعد الصابرين بالجزاء، وإنّ الله لا يضيع عمل عاملٍ من ذكرٍ و أنثى.

بوست: هل ثمّة ضماناتٍ من قيادات «التحالف من أجل الجمهوريّة» القابعة في السجن، بالثبات على مطلب الجمهوريّة؟ أي إسقاط النظام؟

الشهابي: من خلال التواصل مع الإخوة المعتقلين في السجون الخليفيّة خصوصاً الأستاذين حسن مشيمع وعبدالوهاب حسين، لم نسمع أيّ كلمةٍ تناقض ما أطلقوه عندما كانوا خارج القضبان، بل إنّهم لا يطرحون آراءً سياسيةً الآن؛ لأنّهم تحت طيَّات الضغط، لكن من خلال المواقف التي نعرفها، وما يُنقل عنهم إلينا، تؤكّد أنّ هؤلاء الأبطال صامدون، لأنّ التجربة كشفت لهم استحالة العيش مع النظام الخليفيّ، والشعب البحرانيّ لا يستطيع التعايش مع النظام، والنظام يعرف كذلك أنّه لا يستطيع التعايش مع الشعب، لذلك يسعى لتغيير تركيبة الشعب، ويسعى لاستبدال الشعب بشعبٍ آخر، من خلال التجنيس السياسيّ وغيره، الطرفان وصلا إلى قناعةٍ مفادها استحالة التعايش بينهما، كلٌ بطريقته.

الخليفيّون يسعون إلى القضاء على شعب البحرين عن طريق التجنيس وأيضاً إسقاط الجنسيّة عن السُكَّان الأصليّين، وتوزيعها مجّاناً وبشكلٍ سخيف ورخيص على المرتزقة من كافّة الأصقاع. والشعب أيضاً قرّر أن يُقاطع هذا النظام، وأن يسحب منه الشرعيّة بشكلٍ متواصل، ولذلك تخرج المسيرات ليليّاً لتطالب بسقوط النظام وسقوط الطاغية. أيّ هناك مفاصلة تنتظر الحسم النهائيّ الذي نأمل ألَّا يكون بعيداً إن شاء الله.

بوست: أين تجدُ موقع «الدكتور سعيد الشهابيّ» في خضمّ الحراك الشعبيّ الحاليّ؟

الشهابي: سعيد الشهابي وغيره باقون ما داموا يقدّمون للقضيّة خدمةً، ما داموا يقفون مع الشعب، ما داموا يعبِّرون عن مطالب الشعب. سعيد الشهابيّ وغيره يسقطون إذا غيّروا مواقفهم، إذا ساوموا على مصالح الوطن والشعب، إذا وضعوا أيديهم في أيدي السفّاحيين والقتلة، القضيّة ليست قضيّة شخصيّة، والمناضلون يبقون مناضلين ويحترمهم الشعب إذا صمدوا، ويسحقهم ويدوسهم برجليه إذا خالطهم الدَنَس، ولكلّ مواطنٍ موقعه، الشاب المعتقل المحكوم بالإعدام أو بالمؤبّد، هذا سلَّم موقعاً فاق موقع شخصٍ مثلي أو غيري، وأقول إنّ هناك أبطالاً صنعتهم الثورة أصابتهم وأصبحوا قيادات ميدانيّة حقّة، هؤلاء يجب أن نحترمهم، نُجلَّهم، وندعو لهم بالنصر والثبات، فهؤلاء هم القادة الذين سيصنعون النصر إن شاء الله. نراهم في السجون، نراهم في المنافي ونراهم مختفين في طوامير بعيداً عن أعين الظالمين، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يسلِّمهم ويحميهم ويحرسهم بعينه التي لا تنام؛ لأنّ عيون الطغاة مفتوحة وإجرامهم يمتدّ إلى كلّ مكان، مع ذلك أقول إنّ سعيد الشهابيّ، حسن مشيمع، وعبدالوهاب حسين، هؤلاء دائماً يدعون ربّهم ليلاً ونهاراً بأن يثبّتهم الله؛ لأنّهم يخشون الميل، وزلال الأقدام عند النِزال، وعند تقديم ما يبدو من تنازلاتٍ خدّاعة من قبل النظام أو من الضغوط النفسيّة وغيرها.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014090353


المواضیع ذات الصلة


  • أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
  • أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
  • أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *