Friday 17,May,2024 09:11

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

فيصل عبد الساتر على «منامة بوست»: اصبروا يا ثوّار البحرين وصابروا.. «فإنّ الله ناصركم كما وعد»

منامة بوست (خاص): في حديث لـ«منامة بوست»، قال المحلّل السياسيّ والإعلاميّ فيصل عبد الساتر، أنّ الثورة التي قام بها الشعب البحرينيّ الكريم، هي الثورة الحقيقيّة في العالم العربيّ، وهي الثورة الوحيدة المظلومة

منامة بوست (خاص – بيروت)

بعد مرور ثلاثة أعوامٍ على بدء ثورة 14 فبراير في البحرين، ودخول قوّات الاحتلال السعوديّ لقمع الاحتجاجات الشعبيّة المطالبة بالحريّة والديموقراطيّة، وبالرغم مما يحظى به النظامان الخليفيّ والسعوديّ، من دعمٍ وغطاءٍ أمريكيّ – بريطانيّ، فإنّ الصمود الشعبيّ والثوريّ أثبت عدم جدوى آلة القمع القاتلة وهي تعمل على حصد أرواح المواطنين في البحرين، وسط تفرّجٍ صامتٍ من المجتمع الدوليّ، ومراكز صنع القرار في الغرب الأمريكيّ والمؤسّسات الحكوميّة الأوربيّة، والبريطانيّة تحديداً.

وقد سخّر النظام الحاكم في البحرين، جميع مؤسّساته وأدواته وكوادره الإعلامية لتشويه ثورة 14 فبراير منذ انطلاقها في العام 2011، لكنّ التجارب الشعبيّة الماضية مكّنت كلّ مواطنٍ من التصدّي بخبرته لهذه المحاولات التي باءت بالفشل الذريع، وباعترافٍ من مسؤولين حكوميّين، وموالين للنظام في أكثر من مناسبة، كما أطلق العنان لأجهزته الأمنيّة والعسكريّة لمواجهة الحراك اليوميّ الذي لم يتوقف، بآلاف الأطنان من الذخيرة المسلحة، وآلاف العناصر من المرتزقة الأجانب الذين لم يألوا جهداً في ترويع الآمنين، وهتك حرمة الأعراض، والمقدّسات في مختلف أرجاء البلاد.

ومع بداية العام الرابع من عمر ثورة 14 فبراير، وعلى الرغم من تعمّد تغييب «ملفّها الساخن» عن طاولات النقاش الجادّ والحقيقيّ لاتّخاذ إجراءٍ منصف للشعب البحرينيّ، فقد أكسبها ذلك قوةً، وزيادة إصرارٍ، ومناصرةٍ من شرفاء العالم، شرقه وغربه، مهما حاولت أموال النفط تكميم الأفواه وإسكات الأصوات التي هزّت عروش القمع و لغة الدكتاتوريّة والاستبداد، وإزهاق «دين التآمر» على مطالب الشعب البحرينيّ نحو الحريّة والعدالة والديموقراطيّة.

وفي حديث خاص لـ «منامة بوست»، قال المحلّل السياسيّ والإعلاميّ فيصل عبد الساتر، أنّ الثورة التي قام بها الشعب البحرينيّ الكريم، هي الثورة الحقيقيّة في العالم العربيّ، وهي الثورة الوحيدة المظلومة، والتي رغم كلّ الظروف حافظت على سلميّتها، وعلى نقاء منهجها وسلوكها.

وأضاف عبد الساتر أنّ الثورة البحرينيّة دفعت الكثير من التضحيات قياساً بعدد سكّانها القليل، وبأنّها لم تنادِ بأيّ مسلك عنفيّ، من قبل المحتجّين والثوّار، في حين أنّ الحاكم الظالم المتجبّر الذي استعان بقوّات أجنبيّة على قمع، ومضايقة، واعتقال شعبه، لم يتوانَ عن استعمال كلّ أساليب العنف في مواجهة أبناء وطنه، الذين خرجوا فقط ليقولوا أنّهم يريدون الحريّة، وأن يكونوا جزءاً من القرار السياسيّ، وأن يعيدوا إلى الحياة البرلمانيّة حقّها في أن تكون شريكة في الأمور الأساسيّة.

وانتقد الإعلاميّ فيصل عبد الساتر، الحكومة البحرينيّة التي وصفها بأنّها قابعة على رؤوس البحرينيّين، منذ أكثر من أربعين عاماً، وهذا يخالف كلّ قواميس الحكم في العالم، مشيراً إلى أنّ ما يواجهه هذا الشعب الأعزل، من حملات افتراء، فتارة ترميه بالنعوت المذهبيّة، وتارة بنعوت غير وطنيّة، سببه أنّ هذا الحاكم لا يريد أن يعترف أنّه قابع على رأس هذه السلطة، غاصباً إرادة شعبه.

ولفت عبد الساتر إلى أنّ الثورة البحرينيّة ليست كغيرها من الاحتجاجات التي قامت في العالم العربيّ، وتوسّلت العنف وسيلة وأدخلت أوطانها في كثير من اللجج، التي لم يخرج منها أيّ من هذه الدول حتى الآن، منتقداً الدول الغربيّة والعربيّة التي تدّعي مناصرتها للشعوب، مع علم هذه الدول أنّ ما حدث في العالم العربيّ جلّه ليس ربيعاً، بل الربيع الحقيقيّ هو ما يحدث في البحرين.

وشدد عبد الساتر على أن دخول القوات السعودية التي دخلت بعنوان مساندة هذا النظام، تحوّلت إلى أداة قمعيّة إضافيّة، تمارس القتل والتنكيل على شعب البحرين، وأنّ وجودها هو وجود المحتلّ، وغير مقبول في الشرائع والقوانين، وأنّه مهما اختلف البحرينيّون فيما بينهم، فمن غير المقبول أن يكون هناك جيوش لدولة أخرى على أراضيهم، يسومون شعب البحرين كلّ أنواع العذاب والتنكيل.

ووجّه عبدالساتر تحية خاصة عبر «منامة بوست»، إلى «أرواح شهداء الثورة البحرينيّة، والدعاء بالشفاء للجرحى والحريّة للمعتقلين، قائلاً «تحيّة إلى هذا الشعب الصابر الذي قدّم أكثر من مئة شهيد، وتحيّة لهم في هذه الأيّام المباركة، عندما نتحدّث إليهم مع مرور ذكرى ثلاث سنوات على انتفاضتهم وثورتهم، نتمنّى لهم أن يحقّقوا مطالبهم، ونتمنّى أن يستعيدوا هذا الألق الذي بدأ مع هذا الاحتجاج، وأن يصبروا ويصابروا، وأنّ الله بالتأكيد سوف يكون ناصرهم كما وعد، وتحيّة لشعب البحرين الأبيّ».


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014073318


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *