Saturday 18,May,2024 16:19

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

محمّد بن عبدالوهاب مؤسس «داعش» الأولى «3-4»

منامة بوست (خاص): يبدو أنّ التشابه الكبير بين ما ورد في مذكّرات «مستر همفر» وما هو عليه اليوم من تفكير وتطبيق متطرّف، لا يدع مجالاً للشك بأنّ ما ورد فيها يحوي الكثير من المصداقيّة.



منامة بوست (خاص): يبدو أنّ التشابه الكبير بين ما ورد في مذكّرات «مستر همفر» وما هو عليه اليوم من تفكير وتطبيق متطرّف، لا يدع مجالاً للشك بأنّ ما ورد فيها يحوي الكثير من المصداقيّة. الأمر الذي يفقر ساحة المثرثرين في حقيقة شخصيّة الجاسوس البريطاني من عدمها.

المهم أنّ المطبق هذا اليوم لا يبعد وحشيّة عمّا كتب في المذكرات من جهة، ولا يبعد عن التطبيق الذي مارسه محمد بن سعود من جهة أخرى. وقبل التطرّق لمؤسّس الدولة السعوديّة الأولى، التي كانت عاصمتها «الدرعيّة»، رُسم لمحمد بن عبدالوهاب ستة بنود عليه تطبيقها، وهي:


1- تكفير كلّ المسلمين وإباحة قتلهم، وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وبيعهم في أسواق النخاسة، وحلّية جعلهم عبيداً ونساءهم جواري.

2- هدم الكعبة باسم أنّها آثار وثنيّة إن أمكن، ومنع الناس عن الحج، وإغراء القبائل بسلب الحجاج وقتلهم.

3- السعي لخلع طاعة الخليفة، والإغراء لمحاربته وتجهيز جيوش لذلك، ومن اللازم أيضاً محاربة «أشراف الحجاز» بكلّ الوسائل الممكنة، والتقليل من نفوذهم.

4- هدم القباب والأضرحة والأماكن المقدّسة عند المسلمين في مكّة والمدينة وسائر البلاد التى يمكن ذلك فيها باسم أنّها وثنيّة وشرك، والاستهانة بشخصيّة النبيّ «محمد» وخلفائه ورجال الإسلام بما يتيسر.

5- نشر الفوضى والإرهاب في البلاد حسب ما يمكنه ذلك.

6- نشر قرآن فيه التعديل الذي ثبت في الأحاديث من زيادة ونقيضه.

«مذكرات مستر همفر ص 80 – 81».

وحسبما ورد، فإنّ ابن عبدالوهاب قد اعتذر عن البند الثاني والسادس لتعذّر قبولهما في أوساط المجتمع من جهة، ولأنّ تجييش الجيوش ضدّه وضدّ حليفه محمد بن سعود ستكون متوقّعة جداً وسهلة.

يقول في الصفحة 84: «بعد سنوات من العمل تمكّنت الوزارة من جلب «محمد بن سعود» إلى جانبنا، فأرسلوا إليّ رسولاً يبيّن لي ذلك ويظهر وجوب التعاون بين «المسلميَن» فمن محمّد بن عبد الوهاب الدين ومن محمّد بن سعود السلطة، ليستولوا على قلوب الناس وأجسادهم، فإنّ التاريخ قد أثبت أنّ الحكومات الدينيّة أكثر دواماً وأشدّ نفوذاً وأرهب جانباً، وهكذا كان؛ وبذلك قوي جانبنا قوة كبيرة وقد اتخذنا «الدرعيّة» عاصمة للحكم «والدين الجديد»، وكانت الوزارة تزوّد الحكومة الجديدة سرّاً بالمال الكافي، كما اشترت الحكومة الجديدة في الظاهر عدّة من العبيد كانوا من خيرة ضبّاط الوزارة الذين دربوا على اللغة العربيّة والحروب والصحراويّة، فكنت أنا وإيّاهم – وعددهم أحد عشر – نتعاون بوضع الخطط اللازمة، كان «المحمدان» يسيران على ما نضع لهما من المخطط، وكثيراً ما نتناقش الأمر مناقشة موضوعيّة إذا لم يكن أمر خاص من الوزارة».

وقد خاض محمّد بن سعود حروباً شرسة مع المسلمين باسم الدين، ونفي الشرك، هدم البدع، وإظهار التوحيد، والغريب أنّ كتاب التوحيد الذي ألفه محمد بن عبدالوهاب والذي يعتبر دستوراً تكفيريّاً لكافة المسلمين، قد وزعته «داعش» مؤخراً في بلدة حلب السوريّة، وهنا سنورد معارك إبن عبدالوهاب في تحالفه مع محمد بن سعود، من كتاب أحد مريدي محمد بن عبدالوهاب، لكي يكون الدليل دامغاً وواضحا، والمريد هو الشيخ عثمان بن عبد الله بن عثمان بن بشر الحرقوصي والمعروف بابن بشرمن قبيلة بني زيد القضاعية القحطانية «1780 – 1871م»، وننقل ما أورده في كتابه «عنوان المجد في تاريخ نجد»، وهي عبارة عن ثمان معارك كبيرة، غير تلك المعارك الصغيرة التي صالها محمد بن سعود مع محمد بن عبدالوهاب ضدّ المسلمين، والمعارك هي كما وردت نصاً في كتاب ابن بشر:

• في عام 1212 هـ/ 1797م، غزو عرب الشام، يقول المؤرخ ابن بشر: «وفيها غزا حجيلان بن حمد أمير ناحية القصيم بجيش من أهل القصيم وغيرهم، وقصدوا أرض الجوف شرق الشام، وأغاروا على عربان الشرارات فانهزموا، فقتل منهم نحو مائة وعشرون رجلا. وأخذوا جميع محلتهم وأمتاعهم وأزوادهم وأخذوا من الإبل خمسة آلاف بعير وأغناماً كثيرة. وعزلت الأخماس فأخذها عمال عبد العزيز وقسم حجيلان باقيها على الجيش غنيمة»(1).

• في عام 1216 هـ / 1801م غزو كربلاء، يقول المؤرخ ابن بشر: «وفيها – سنة 1216 هـ – سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها، والجنوب والحجاز وتهامة وقصدوا أرض كربلاء ونازل أهل بلد الحسين، فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة، وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت، وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين، وأخذوا ما في القبة وما حولها، وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر، وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر، وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من الأموال، والسلاح، واللباس، والفرش، والذهب، والفضة، والمصاحف الثمينة»(2).

• في عام 1217 هـ/ 1802م ، غزو الطائف، يقول المؤرخ ابن بشر: «فساروا -الوهابيّة- إلى الطائف وفيها غالب الشريف وقد تحصن فيها، وتأهب واستعد لحربهم. فنازلته تلك الجموع فيها فألقى الله في قلبه الرعب وانهزم إلى مكة، وترك الطائف فدخله عثمان ومن معه من الجموع -الوهابيّة – وفتحه الله لهم عنوة بغير قتال، وقتلوا من أهله في الأسواق والبيوت، فقتل منهم عدّة مائتين. وأخذوا من البلد من الأموال الأثمان، والأمتاع، والسلاح، والقماش، والجواهر، والسلع الثمينة ما لا يحيط به الحصر ولا يدركه العد»(3).

• في عام 1217 هـ/ 1802م، غزو مكّة المكرّمة، يقول المؤرخ ابن بشر: «ودخل سعود مكّة، واستولى عليها وأعطى أهلها الأمان وبذل فيها من الصدقات والعطاء لأهلها الكثير، فلما خرج سعود والمسلمون من الطواف والسعي، فرّق أهل النواحي يهدمون القباب التي بنيت على القبور والمشاهد الشركيّة، وكان في مكة من هذا النوع شيء كثير في أسفلها وأعلاها ووسطها وبيوتها. فأقام فيها أكثر من عشرين يوما. ولبث المسلمون في تلك القباب بضعة عشر يوماً يهدمون، يباكرون إلى هدمها كلّ يوم»(4).

• في عام 1220 هـ/ 1805م غزو المدينة المنورة، يقول المؤرخ ابن بشر: «وفي أول هذه السنة قبل مبايعة غالب، بايع أهل المدينة المنورة سعود على دين الله ورسوله السمع والطاعة، وهدمت جميع القباب التي وضعت على القبور والمشاهد وذلك أنّ آل مضيان رؤساء حرب وهما بادي وبداي ابني بدوي بن مضيان ومن تبعهم من عربانهم أحبوا المسلمين ووفدوا على عبد العزيز وبايعوه، وأرسل معهم عثمان بن عبد المحسن أبا حسين يعلمهم فرائض الدين وقرر لهم التوحيد. فأجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها، ثم أمر عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه واستوطنوه، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم وضيقوا على أهل المدينة وقطعوا عنهم السوابل وأقاموا على ذلك سنين»(5).

• في عام 1220 هـ / 1805م غزو بلدة المشهد العراقية، يقول المؤرخ ابن بشر: «وفيها سار سعود بالجيوش..ونازل بلد المشهد المعروف في العراق..فلم يقدروا على الوصول إليه، وجرى بينهم مناوشة رمي من السور والبروج..ثم رحل عنه سعود وأغار على الرملات من عربان غزية، فأخذ مواشيهم»(6).

• في عام 1222 هـ/ 1807م ، غزو البصرة، يقول المؤرخ ابن بشر: «ثم سار إلى البصرة ونزل عندها وسار المسلمون على جنوبها ونهبوا فيه وقتلوا قتلا»(7).

• في عام 1225 هـ/ 1810م ، غزو عمان، يقول المؤرخ ابن بشر: «فسارت تلك الجنود إلى عمان فنازلوا أهل بلد مطرح المعروف على الساحل وأخذوه عنوة، وقتلوا من أهله قتلى كثيرة، وغنموا منه أموالاً عظيمة»(8).


وللقارئ هنا أن يقارن بين ما قام به محمّد بن عبدالوهاب، وبين ما قامت به «داعش» وما ترنو القيام به، والمقارنة ستكون بين ما هو مكتوب قديماً في زمن محمد بن عبدالوهاب، وبين ما هو معروض في «الميديا» حديثاً من «جرائم داعش»، تلك الجرائم التي لا نحتاج لسردها لأنّها معروفة لدى الناس، لكن السؤال، ما علاقة ذلك بما يجري في بلد صغير كالبحرين؟! في الحلقة الرابعة والأخيرة سنتعرّف على الإجابة.

هوامش:


1. ابن بشر في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 240
2. ابن بشر في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 257
3. ابن بشر في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 259 – 260
4. ابن بشر في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 263
5. ابن بشر في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 288
6. ابن بشر في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 289
7. ابن بشر في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 296
8. ابن بشر في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 317


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014032909


المواضیع ذات الصلة


  • أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
  • أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
  • أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *