Saturday 27,Apr,2024 02:05

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

في بيتنا «صهاينة» … تطبيع تحت عباءة الفيفا !!

منامة بوست (خاص): «أرقد بسلام أيها الرئيس شيمون بيريز، رجل حرب ورجل سلام لا يزال صعب المنال في الشرق الأوسط». هذه ليست سوى تغريدة عبر تويتر لرئيس الدبلوماسيّة البحرينيّة خالد بن أحمد آل خليفة،

منامة بوست (خاص): «أرقد بسلام أيها الرئيس شيمون بيريز، رجل حرب ورجل سلام لا يزال صعب المنال في الشرق الأوسط». هذه ليست سوى تغريدة عبر تويتر لرئيس الدبلوماسيّة البحرينيّة خالد بن أحمد آل خليفة، في نعيه أحد مجرمي الحرب الصهاينة، والذي يملك سجلًّا حافلًا بالمجازر والمذابح ضدّ العرب والفلسطينيين.

لم تكن هذه المرّة هي الأولى التي تظهر فيها العلاقة «الحميمة»، بين أركان النظام البحرينيّ والكيان الصهيونيّ؛ حيث سبق هذا النعي الفاضح، لقاءٌ جمع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالحاخام مارك شنير، والتصريح المثير لحاكم البحرين بـ «إنّها مسألة وقت قبل أن تبدأ بعض الدول العربيّة بعلاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل».

تاريخ العلاقات البحرينيّة الإسرائيليّة

العلاقات بين البحرين وإسرائيل ليست وليدة العهد، بل هي علاقات تاريخيّة تعود إلى ما قبل 22 عامًا، وقد ظهرت جليًّاًد في تبادل الزيارات واللقاءات بين المسؤولين من الطرفين، والحديث عن تطبيع سياسيّ واقتصاديّ وأمنيّ بين الدول الخليجيّة والكيان الصهيونيّ أصبح خبرًا قديمًا لا يحمل أيَّ جديد.

ففي سبتمبر/أيلول 1994، زار وزير البيئة الإسرائيليّ يوسي ساريد البحرين على رأس وفد دبلوماسيّ رسميّ كبير للمشاركة في المناقشات الإقليميّة حول القضايا البيئيّة.

وفي 29 يناير/ كانون الثاني 2000 عقد ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة اجتماعًا في دافوس مع شيمون بيريز، وزير التعاون الإقليميّ الإسرائيليّ آنذاك.

وفي 23 سبتمبر/أيلول 2005، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء محمد بن مبارك آل خليفة أنّ البحرين اتخذت قرارًا برفع الحظر عن البضائع الإسرائيليّة وإغلاق مكتب المقاطعة الإسرائيليّة.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2007، عقد وزير الخارجيّة البحرينيّ خالد بن أحمد آل خليفة اجتماعًا مع اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة في نيويورك، وفي الشهر نفسه قال إنّه التقى مع وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة تسيبي ليفني.

وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2008، دعا وزير الخارجيّة خالد بن أحمد آل خليفة إلى تأسيس تجمّع شرق أوسطيّ يضم إضافة إلى الدول العربية كلًا من إسرائيل وإيران وتركيا.

وفي 16 يناير/ كانون الثاني 2009 أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيليّة بأنّ رئيس الكيان الصهيونيّ شيمون بيريز ووزيرة الخارجيّة تسيبي ليفني التقيا بشكل سريّ في نيويورك ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ووصفت الصحيفة اللقاء بأنّه يندرج ضمن ما أسمته النشاط الدبلوماسيّ الهادئ الذي تقوم به إسرائيل في عدد من دول الخليج التي لا تقيم علاقات دبلوماسيّة معها.

وفي 4 يوليو/ تموز 2009، أعلن يغال بالمور الناطق باسم الخارجيّة الإسرائيليّة أنّ وفدًا دبلوماسيًا بحرينيًا رفيع المستوى وصل إلى تل أبيب وغادر في اليوم نفسه، وقال بالمور إنّ الوفد كان مكوّنًا من ثلاثة مسؤولين من وزارتي الخارجيّة والداخليّة.

في 17 يوليو/ تموز 2009، دعا ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة القادة العرب إلى مخاطبة الإسرائيليين من خلال وسائل الإعلام الإسرائيليّة لتسهيل جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط.

في فبراير/شباط 2010، شارك وزير الخارجية البحرينيّ خالد بن أحمد آل خليفة في حفل عشاء بمقرّ حركة «حباد» الدينيّة اليهوديّة، والتقى بأعضاء بارزين في منظمة «آيباك»، واللجنة اليهوديّة الأمريكيّة، ومنظمة «بني بريت»، ومندوب عن اللجنة الأمريكيّة اليهوديّة لمكافحة التشهير. وصرّح خلال العشاء أنّ على الجميع أن يدركوا أنّ إسرائيل لها وجود تاريخيّ في منطقة الشرق الأوسط، وحينما يدرك الآخرون تلك الحقائق، سيكون من السهل التوصّل إلى السلام بين دول المنطقة وإسرائيل.

في 8 أبريل/ نيسان 2011، كشفت برقيّات لموقع «ويكيليكس» نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيليّة، تفاصيل جديدة عن العلاقات الخفيّة بين المسؤولين البحرينيين والإسرائليين، وذكرت أنّ لقاءً جمع ملك البحرين مع سفير الولايات المتحدة تفاخر فيه الملك بوجود اتصال مع وكالة الاستخبارات الإسرائيليّة الموساد.

وفي 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، قال وكيل وزارة الخارجيّة البحرينيّ للشؤون الإقليميّة ومجلس التعاون الخليجيّ حمد العامر، إنّ هناك إمكانيّة للتحالف مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها.

وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول 2013، زار سفير البحرين في فرنسا ناصر البلوشي، النصب التذكاريّ لمحرقة اليهود الهولوكوست قسّ درانسي بالقرب من باريس.

وفي 4 فبراير/ شباط 2014، كشف تقرير صادر عن الجيش الإسرائيليّ أنّ البحرين زوّدت إسرائيل بمعلومات استخباراتيّة عن إيران ومنظّمات فلسطينيّة، ونشر الموقع الرسميّ لجنود الجيش الإسرئيليّ «بيسم» تقريرًا مطوّلًا يفيد بوجود تعاون استخباراتيّ وثيق بين جهاز الموساد الإسرائيليّ والسلطات البحرينيّة.

وفي 13 مارس/آذار 2014، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن شخصية بروس كشدان الدبلوماسي الذي وصفته بأنّه مهندس العلاقات السرية بين إسرائيل ودول الخليج وبينها البحرين.

وفي 13 أبريل/ نيسان 2014، أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة أنّ فنانين من البحرين ودول الخليج شاركوا في معرض فني افتتح في مدينة حيفا شمال الأراضي المحتلة.

وفي 29 سبتمبر/ أيلول 2014، أعلنت وزارة الخارجية البحرينية أنّ الوزير خالد بن أحمد آل خليفة التقى وفدًا من اللجنة اليهودية الأمريكية في نيويورك وتداول معهم الملف النووي الإيراني والقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب.

وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، أفادت صحيفة هآرتس أنّ السعودية والبحرين والإمارات ودولًا عربية أخرى بدأوا بتغيير مفاهيمهم في مقاربة العلاقة مع إسرائيل.

وفي 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، ذكرت قناة سكاي نيوز الأمريكية أنّ البحرين ودولًا خليجية تجري مفاوضات لشراء منظومة الصواريخ الإسرائيلية المتقدمة المعروفة بـ «القبة الحديدية».

وفي 9 فبراير/ شباط 2016، كشف نائب الوزير الإسرائيلي للتعاون الإقليمي أيوب كارا عن تقديم مستشفى إسرائيلي علاجًا منقذًا للحياة لإحدى بنات عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين، مشيرًا إلى أنّ ذلك حدث في العام 2010.

وفي 4 مارس/ آذار 2016، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أنّ الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة التقى الحاخام مارك شنير، في قصره بالمنامة لمناقشة المخاوف في منطقة الشرق الأوسط.

وفي 19 سبتمبر/ أيلول 2016، شاركت المحامية هيا آل خليفة، سفيرة البحرين السابقة في فرنسا والعضو في الأسرة الحاكمة، إلى جوار زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي تسيبي ليفني في مؤتمر عن الخطر الإيراني أقيم في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث جلست آل خليفة إلى جانب ليفني في الندوة الختامية التي أُقيمت في فندق روزفلت وجاءت تحت عنوان «متحدون ضد إيران نووية».

كونغرس الفيفا .. تطبيعٌ رياضي

لم يتردّد اتحاد كرة القدم البحريني أو يبدي تحفظًا على استضافة اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم«كونغرس الفيفا» الذي سيعقد في 11 مايو/أيار 2017، رغم أنّ ممثلين من الاتحاد الإسرائيلي سيكونون ضمن المشاركين في الاجتماع.

رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم علي بن خليفة آل خليفة قال إنّ زيارة الوفد الإسرائيلي تأتي بعد حصول اتحاد كرة القدم على الضوء الأخضر من الجهات المختصة في مملكة البحرين، وإنّ هذه الزيارة لا يتوجب أن تؤخذ بأبعاد سياسية أو أن تستخدم في التقليل من حجم الإنجاز الذي تحقق للمملكة بحصولها على ثقة دولية بمنحها استضافة «كونغرس الفيفا». وأضاف خليفة أنّ «استضافة البحرين لهذا الاجتماع أكبر بكثير من مسألة دخول ثلاثة أعضاء من اتحاد الكرة الإسرائيلي إلى البحرين، نحن ننظر دائمًا إلى الجزء المليء من الكأس، ومن الواضح أنّنا لسنا الوحيدين الذين فصلنا السياسة عن الرياضة».

من هنا، يبدو أنّ نظرة حكام البحرين لإسرائيل تغيرت، بحيث بات ينظر لها بوصفها حامية الدول العربية، وهو ما ظهر في حديث ملك البحرين حمد بن عيسى، عندما أكد أنّ «إسرائيل قادرة على الدفاع ليس عن نفسها فحسب، بل عن أصوات الاعتدال والدول العربية المعتدلة في المنطقة»، في حديثه أمام الحاخام شناير.

ومما لا شك فيه، أمام هذا الكم من الوقائع الدامغة، والاعترافات المتبادلة من المسؤولين البحرينيين من جهة، والمسؤولين الإسرائيليين من جهة أخرى، أنّ البحرين تعمل على كسر كل الحواجز التي تفصلها عن إسرائيل، عبر مد الجسور على كل المستويات، السياسية والأمنية والاقتصادية، وحتى الرياضية، مع ما لهذا الأمر من دلالات واضحة على أنّ هذا الأمر يحظى بمباركة سعودية، ما يعني أنّ المملكتين متجهتين في المستقبل، الذي قد يكون قريبًا، إلى تطبيع أكثر صراحة ووضوحًا، ومن الممكن أن يكون كاسرًا لكل القيود التي كانت عائقًا فيما مضى، أمام تطور العلاقة مع الكيان الصهيوني، خصوصًا أنّ السعودية عمدت أيضًا إلى كسر هذه القيود عبر الزيارة التي قام بها اللواء السعودي المتقاعد ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية أنور عشقي إلى الكيان الصهيوني، ولم تتنصل السلطات السعودية من هذه الزيارة حينها.

البحرينيون ضدّ التطبيع

في المقلب الآخر، فإنّ الإعلان عن مشاركة وفد إسرائيلي في اجتماع «كونغرس الفيفا»، أحدث موجة سخط واسعة في البحرين، على المستوى الشعبي برفض تدنيس أرض البحرين بأقدام الصهاينة، وخرجت مسيرات مناهضة في مختلف المناطق. وعلى مستوى الجمعيات السياسية والأهلية التي أعلنت رفضها التام لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

12 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني في البحرين، أصدرت بيانًا شددت فيه على رفض واستنكار دخول وفد صهيوني أرض البحرين، مؤكدين على الوقوف التام مع كافة العمليات الفدائية والأفعال النضالية التي يقوم بها الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة بحق الصهاينة، وفي مقدمة ذلك، الفعل النضالي المقاوم التي تخوضه الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال بإسم إضراب الكرامة، ومطالبين كافة الجهات الرسمية بوقف العبث بالقضية الفلسطينية ومنع ومحاسبة كل من قام بالترويج أو المشاركة في الزيارات التطبيعية المشبوهة التي تخالف الإجماع العربي.

إضافة إلى حملات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزت الموقف الشعبيّ والأهلي البحريني من أي محاولة للتطبيع مع العدو الصهيوني، وعبرت بوضوح عن حقيقة الخيار الشعبي المبدأي وغير القابل للمساومة، برفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى الاستطلاع الذي أظهر أنّ 90 % يرفضون دخول وفد صهيوني إلى أرض البحرين.

إذن، هو تباينٌ كبير بين الشعب البحريني الرافض للتطبيع، والنظام الحاكم الذي يسعى إليه لاهثًا، يدل على الفجوة الكبيرة بينهما والتي تزداد اتساعًا، خصوصًا أنّنا أمام ملفّ من المفترض أن يحظى بالإجماع العام بغضّ النظر عن كلّ الخلافات.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017075631


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *