Saturday 27,Apr,2024 03:15

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الدكتور خالد زيّان لـ «منامة بوست»: الشعب البحرينيّ أعطى كلّ الشعوب المستضعفة في العالم دروسًا في البذل والتضحية

منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست»، قال الباحث السياسيّ المغربي الدكتور خالد زيان إنّ ما يحصل في البحرين يوميًا على أيدي النظام هو عملية اضطهاد ممنهج، يرمي النظام من خلاله

منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست»، قال الباحث السياسيّ المغربي الدكتور خالد زيان إنّ ما يحصل في البحرين يوميًا على أيدي النظام هو عملية اضطهاد ممنهج، يرمي النظام من خلاله إلى القضاء على كل أشكال التحرك السلمي والثوري في البلاد.

زيان أكد أن النظام البحريني تمادى في اضطهاده وظلمه، مستندًا إلى الدعم الكبير واللامحدود من قبل الدول الكبرى التي تصرّ بشكل واضح على عدم السماح بإسقاطه وزواله؛ لما لهذا النظام وأشكاله من أنظمة القمع من أهمية لهذه الدول، خصوصًا أنّ صفقات الأسلحة الضخمة ما زالت تعقد بين الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الدول، على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي تمر بها، والتي جعلتها تحاول التعويض عبر فرض الضرائب على المواطنين في مقابل زيادة ميزانية التسليح.

وأشار الباحث المغربي إلى أنّ الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها السلطات في البحرين عرّت هذا النظام بشكل تام، وجعلته يظهر بصورة المتوحش في تعاطيه مع شعب مسالم خرج بكل حضارة ورقي للتعبير عن تطلعاته في التحول نحو الديمقراطية، وهذا ما أزعج النظام البحريني ومن يقف وراءه من الأنظمة الرجعية سواء أكانت السعودية أم الدول الكبرى المتغطرسة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، اللتين كان لهما دور سيئ جدًا في دعم هذا النظام والحفاظ عليه وعدم السماح بإسقاطه.

ولفت زيان إلى أن الأيادي السوداء للنظام السعودي تظهر بوضوح في البحرين، خصوصًا لناحية قمع الثورة ومحاولة إسكات صوت الحق، حيث دخلت قوات النظام السعودي تحت مسمى درع الجزيرة من أجل حماية النظام المستبد في البحرين، وعملت على قمع الانتفاضة الثورية التي كادت أن تخلع الحاكم المستبد وتسقط نظامًا من أكثر الأنظمة فسادًا وظلمًا في العالم، فاستطاع النظام السعودي أن يحمي آل خليفة من السقوط حتى هذه اللحظة، مع إدراك هؤلاء المستبدين أنّ إرادة الشعوب تعلو فوق كل شيء، ولا يمكن إسكاتها إلى الأبد.

وفي ردّ حول سؤال عن استضافة البحرين لسباق الفورمولا 1، قال الباحث المغربي إنّه كان من الأولى والأجدى بالنظام البحريني أن يتطلع إلى كيفية تحقيق مطالب شعبه والنزول عند رغباته بدل اللجوء إلى استضافة مثل هذا الحدث العالمي من أجل الإيحاء بأن الأمور تسير على ما يرام في البحرين. وكان الأجدى بهذا النظام المستبد أن يخرج مئات المعتقلين من سجونه الظالمة، وأن يخفف من معاناة الآلاف من الذين لحقهم الظلم والاضطهاد على مر السنوات، وكان الأجدى به أن يحاكم المجرمين من قواته الأمنية الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب البحريني، وكان الأجدى بهذا النظام الجائر أن يسقط كل التهم المزورة الموجهة إلى قادة المعارضة الذين يزج بالعديد منهم في السجون، وأيضًا كان الأجدى بهذا الحاكم المستبد أن يرفع الحصار الخانق عن الدراز ويبتعد عن سياسة الاضطهاد التي يمارسها بحق المواطنين الموجودين هناك، وأن يتوقف عن ممارسة سياسة الكيدية في التعاطي مع رمز الشيعة في البحرين آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، والتوقف فورًا عن استهدافه والكف عن الاستمرار في مسرحية محاكمته.

وأضاف زيان أن من يتحمل مسؤولية كل تلك الانتهاكات والممارسات الديكتاتورية ليس فقط النظام المستبد في البحرين، إنما أيضًا من يدعم هذا النظام ومن يسهل له فعل مثل هذه الانتهاكات، وأيضًا من سمح لهذا النظام بأن يستغل هذا الحدث العالمي المتمثل بسباق فورمولا 1 لكي يظهر أمام العالم بمظهر الغيور على شعبه وعلى بلده.

وختم زيان بتأكيد أنّ الشعب البحريني على الرغم من كلّ هذه الانتهاكات وعلى الرغم من كل المعاناة التي واجهها منذ سنوات طويلة، والتي ما يزال يواجهها، فإنه أثبت أنه شعب حي وثائر ولا يمكن له التراجع أو الاستسلام، وأنه على الرغم من زجّ غالبية قادته في السجون بتهم باطلة فإنه استمر في نهج الثورة دون خوف، وهذا ما ننتظره من هذا الشعب الذي أعطى كلّ الشعوب المستضعفة في العالم دروسًا في التضحية والبذل، وشكّل نموذجًا راقيًا ومتميزًا في الثورة على الظلم والفساد والاضطهاد.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017011210


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *