Tuesday 30,Apr,2024 02:43

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

عادل فليفل.. «بزّتين حالكتين وتاريخ أسود».. «مطلوبٌ للعدالة المفقودة»

منامة بوست (خاص): عقدان بالبزة العسكريّة، وعقدٌ بالبزة مدنية، لم يتغيّر عادل فليفل مع اختلاف بزّتيه إلا في لون قذارته. برز اسم الضابط ذي الأصول الأردنيّة في الثمانينيات

منامة بوست (خاص): عقدان بالبزة العسكريّة، وعقدٌ بالبزة مدنية، لم يتغيّر عادل فليفل مع اختلاف بزّتيه إلا في لون قذارته. برز اسم الضابط ذي الأصول الأردنيّة في الثمانينيات، بعد انتصار ثورة الامام الخميني في إيران، وتأثر الشباب البحرينيّ بها، ولم يكن بروز الضابط فليفل عاديّاً، إذ صاحبه العديد من صور البشاعة التي كتبها التاريخ بآهات المعذبين، ورسمها في أكثر الفترات دمويّة في تاريخ البحرينمن الثمانينيات وحتى الألفيّة الثانية، عمل المذكور كضابط في مخابرات أمن الدولة.

في التسعينيات كان اليد الحديديّة الضاربة لرئيس الوزراء خليفة بن سلمان والعضد الأيمن والمساعد للضابط الاسكتلندي – البريطاني المعروف إيّان هندرسون، الذي هندس مدرسة قمع المتظاهرين والتعذيب حتى الموت في ذاك الوقت، وباشر إدارة أسوأ الخطط الأمنيّة التي مرت بالبحرين، وإرساء قواعد التعذيب المعتمدة حتى يومنا هذا في السجون البحرينيّة، وصفه المعارض البحريني سعيد الشهابي بالتلميذ المدلل لجزار البحرين إيان هندرسون حين التقاه في مطار هيثرو بيوليو/ تموز 2007، ونعته أحد المغردين بـ«الكلب الوفيّ»والمجرم حين نعى هندرسون بعد هلاكه.

في السجن، لم يكن فليفل يكتفي بالتعذيب الجسديّ المنهك والفظيع، بل كان يضيف عليه تعذيباً أمرّ منه بلسانه الطائفيّ القذر، إذ كانت لديه بداهة واسعة في استخدام أوسخ الكلمات المخزونة في قاموسه السوقيّ، فيصف مسجونيه بأقذع الصفات، ويتّهمهم بأبشع التهم؛ فقط لأنّهم شيعة ومعارضون لنظام سادته من آل خليفة.

منذ الثمانينيّات وحتى الألفيّة الثانية كان ببزته العسكريّة يبطش هنا ويهتك هناك، لا يراعي حرمة بيت أو امرأة، وكان المال والسلاح غطاءين ينجيانه من أيّة مساءلة أو مراقبة، فالضابطة في النجاة من المساءلة في البحرين أن يكون الشخص خارج نطاق المعارضة، وأن يخدم القبيلة خدمة جليلة ومخلصة، بذلّ وخضوع.

adooolلم ينس التاريخ ولن ينسى كيف كدّس فليفل العشرات من الأسر البحرينيّة من ذوي الأصول الفارسيّة في سفن بدائيّة تفتقر إلى أبسط إجراءات السلامة، لإرسالهم قسراً إلى إيران بدون جوازات سفر أو أوراق رسميّة في ظروف تفتقر إلى أقلّ المعايير الإنسانيّة، وهذا ما أثبته مركزالبحرين لحقوق الانسان في أحد تقاريره، وكيف عمد الضابط، الذي صار لاحقاً في رتبة عقيد، إلى حرمان عدد من طلبة وطالبات بحرينيين من الدراسة لأنّهم شاركوا في العمل السياسي ذات يوم، و لو كانت مشاركتهم لمرة واحدة فقط.

عقدان من الدمع والدم صيّرا اسمه رمزاً لكراهية متبادلة بين الضحية والجلاد، الضحية تشحن ثأراً، والجلاد بتدجين شياطين يُملأ حقداً.

بعد الإصلاحات المزعومة التي أتى بها الأمير الجديد حمد بن عيسى آل خليفة، والذي على إثرها أصبح ملكاً على مملكة شمولية ذات نفس ديكتاتوري، صار لا بدّ من تغيير البزّة، وتغييرها يقتضي تغيير لكنة اللسان، لكن الهدف الأوحد لا زال ماثلاً: سحق المعارضين.

بعد هروبه الدراماتيكي المخرج إخراجاً فجّاً إلى أستراليا عام 2000، على إثر قضايا مالية وديون، أعلن صاحب أكثر المراقص شعبيّة، توبته واستغفاره، ورجع بصفحة بيضاء من دون أن تلاحقه أيّ قضية مما تحدثت عنه الصحافة آنذاك، متدثراً بقانون 56 الذي أصدره حمد بن عيسى لحماية الجلادين والمعذبين. هذه المرة كانت البزة ثوباً أبيضاً يستر قلبه الأسود، وشماغٍ مرتب كحال أيّ رجل بحرينيّ يلبس الثوب الوطنيّ التقليدي.

بعد سنوات من تخدير الوطن بمخدر الإصلاح المزعوم، برز اسم عادل فليفل من جديد بعد اندلاع ثورة 14 فبراير 2011، يتقدّمه حرف الدال، لم يعرف الكثيرون ما الدكتوراه التي يحملها، ولا إن كانت مستصدرة بمالٍ أو واسطة أو غير ذلك، لكنّ «الدال» لا يبيّض صفحات تاريخ أسوّد حالك.

وبدلاً من أن يلزم يصمت ليداري سوأته ويتناسى الناس جرائمه، اختار الدكتور المزعوم أن يكون منبراً لأعقد الأمور وأكثرها حساسية، ألا وهي السياسات الإقليميّة.

حاول فليفل أن يجترح له حيثيّة في قناتي «صفا» و«وصال» المتطرفتين عنوانها: خبير استراتيجيّ، لكن لم يشفع هندامه المرتب وتمنطقه في إخفاء رائحة طائفيته المنبعثة من انحدار كلماته وتحليلاته للوظيفة الطائفيّة المرسومة له.

أما وزير الديوان خالد بن أحمد آل خليفة والمعروف بتطرفه وبُغضه للمكوّن الشيعي في البحرين، فقد استخدم عادل فليفل لمهماته القذرة في إبعاد الشبهة عن السلطة، بقيادة مبادراتٍ شعبيّة من فليفل، كساحة الشرفاء في البسيتين بمحافظة المحرق، والتي استقطبت شباناً متعصبين ومجنسّين مقابل حفنة دنانير يوزعها فليفل عليهم.

كما أوعز خليفة بن سلمان لفليفل مهمات التحشيد الشعبية في المحرق عبر خطاب الكراهية والفتنة المذهبية القريبة من أفكار تنظيم القاعدة المتطرف.

مؤخراً تكلم فليفل عن تشكيل تنظيم مسلّح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنّ المعتدلين من الطائفة السنيّة رفضوا هذا النَفَس الذي سيأخذ الوطن إلى المجهول.

يبقى أخيراً أن نشير إلى أنّ عادل فليفل لا يهنأ بذكرى زواجه السنويّ منذ اندلاع ثورة 14 فبراير/ شباط 2011، كما امتنع النظام البحرينيّ عن الاحتفال بتدشين ماعرف بميثاق العمل الوطني، إذ أنهما مناسبتان تحلّان في التاريخ ذاته مهما اختلفت الأعوام.


هوامش:


الضحايا يتحدثون والحلول معلقة – صحيفة الوسط البحرينية

زوجة العقيد البحريني الهارب – صحيفة الشرق الأوسط

مركز البحرين لحقوق الانسان: في تحدي سافر لضحاياة عادل فليفل في برلمان 2010


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014091926


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *