منامة بوست: أكّدت رابطة الصّحافة البحرينيّة، أنّ حكومة البحرين ماضية في تطويق ما تبقّى من هوامش حريّة لدى المواطنين، لتبقيهم في إطارٍ ضيّق لا يملكون فيه أيّ حريّة حقيقيّة.

وأشارت الرابطة في تقريرٍ لها عبر موقعها الإلكترونيّ، إلى أنّ ذلك مصدر قلق لكلّ الكتاب والباحثين، الذين باتوا يخشون ممارسة أيّ نشاطٍ بحثيّ أو أكاديميّ في أيٍّ من الموضوعات التاريخيّة للبحرين، ولفتت إلى اعتقال السّلطات البحرينيّة الباحث وصاحب مدوّنة «سنوات الجريش – جاسم آل عباس»، واتهامه بالطّعن في الثوابت الدينيّة والوطنيّة للمجتمع البحرينيّ، وترويجه معلومات تاريخيّة مغلوطة من شأنها إثارة الفتنة في المجتمع وتهديد السلم الأهليّ.

وأضافت أنّ «آل عباس»، أنشأ مدوّنة على الإنترنت تعنى بالشّؤون التاريخيّة للبحرين عام 2008، وبالأخص التي لا يتم تدوينها في كتب التاريخ الرسميّة، والمُتعلّقةِ بتاريخ الطّائفة الشيعيّة في البلاد تحديدًا، حيث يعبّر عن هموم أغلبيّة وازنة في الطّائفة الشيعيّة، ويعتقد كثير من المنتمين لها أنّ هويّتهم وتاريخهم ومخطوطاتهم خارج كتب التاريخ والرواية الرسميّة.

ولفتت إلى أنّ نشاط «آل عباس» خارج الحدود الرسميّة، أغضب السّلطات التي لم تكن تستطيع بسهولة ملاحقته نظرًا لالتزامه بالقراءات التاريخيّة وابتعاده عن تقديم أيّ وجهات نظرٍ سياسيّة، ورغم ذلك تعرّض للاستدعاء للتحقيق في 30 يناير/ كانون الثاني 2020، بتهمة «نشر معلومات مغلوطة»، وبعد التوقيف لمدّة أسبوع أفرجت السّلطات عنه.

وقالت إنّ اعتقال «آل عباس» يكمن في انتهاج الدولة سياسة تقوم على منع وتجريم البحث والتدوين التاريخيّ للبحرين، بأيّ صورةٍ لا توافق ورعاية وموافقة المؤسّسات والأجهزة الحكوميّة الرسميّة، وخطورة ذلك تكمن في توسّع حملات القمع لتشمل مجالات أخرى، تُضاف إلى التعليق على تعقيدات الحياة السياسيّة في البلاد – على حدّ وصفها.

وطالبت السّلطات البحرينيّة بإسقاط التهم الموجّهة إلى «آل عباس» والكفّ عن مضايقته، والتوقّف عن استهداف المواطنين، بسبب اشتغالهم بأيّ حقلٍ من الحقول الإبداعيّة في أيّ مجالٍ من المجالات.

هامش:

السّلطات البحرينيّة «تعتقل مُدوّنًا تاريخيًّا لحديثه عن التاريخ الحقيقيّ للبحرين والتحريض على اعتقاله» – «فيديو»