Friday 26,Apr,2024 16:03

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

مرتضى السنديّ.. من طالب علمٍ عاديّ إلى «سيّد الوفاء»

منامة بوست (خاص): في حيّثيته الأولى، طالبُ علمٍ، ونقطةٌ عميقةٌ تحوي الكثير من التطلُّع نحو «أداء التكليف». بهذا الفهم الدينيّ يتحرّك السيّد مرتضى السنديّ «32 عامًا»، بمخزونٍ مُشبَعٍ بالوهجِ «الخمينيّ»

منامة بوست (خاص):في حيّثيته الأولى، طالبُ علمٍ، ونقطةٌ عميقةٌ تحوي الكثير من التطلُّع نحو «أداء التكليف». بهذا الفهم الدينيّ يتحرّك السيّد مرتضى السنديّ «32 عامًا»، بمخزونٍ مُشبَعٍ بالوهجِ «الخمينيّ» في مداه الثوريّ، وبفكرِ «فضل الله» في بعده الفكريّ.

جدوائيّة أن يتحرّك الشاب في انتفاضة التسعينات، ويُسجن ويُعذَّب، هو أنّه ازداد زخمًا معنويًّا نحو تحريك أهدافه، فوجّه وجههُ شطر مدينة قُم، فثمَّ وجه الله الذي منه يُولد من جديد.

استجمع السنديّ كلّ طاقته في تحصيل المقدّمات مطلع الألفيّة، وصار يتردّد على البحرين في العُطَل الحوزويّة، ليُعطي الشباب دفعًا معنويًّا، عنوانه «الطريقُ إلى الله».

لكن ثمّة ولادةٍ ثالثةٍ تُضاف إلى ولادته كإنسان، وولادته كطالبِ علم، فهو وإن دخل الحراك التسعينيّ وسُجن بسببه، إلّا أنّ ثورة 14 فبراير/ شباط من عام 2011، مثّلت له ولادةً ثالثة، كان مخاضها مجلس الأستاذ عبد الوهاب حسين، وكلّ امتداد خبرته ومِدادها الذي اقتفاه السنديّ، ليصير أوّلًا مؤسِّسًا من مؤسِّسي تيّار الوفاء الإسلاميّ في نهاية العقد المنصرم، ومن ثمّ سيّدًا لـ «الوفاء» منتصف العقد الذي تلاه.

فالأستاذ عبد الوهاب حسين قد غيّبه النظام مع رؤوس تيّار الوفاء لأكثر من أربع سنوات (منذ مارس/ آذار 2011 حتّى الآن)، ما جعل الفراغ القياديّ يفرض نفسه على السنديّ.

في السابع عشر من أغسطس/ آب الجاري، أطلقت عددٌ من التشكيلات الثوريّة وسمًا على موقع «تويتر» للتضامن مع السنديّ، ممّا عدّه أحد المراقبين تعميدًا لرمزيّة الشاب عند مريدي تيّار الوفاء.

في مجمل الحدث الثوريّ، فإنّ الشباب هم من يتصدّرون المشهد، بل هم من قلب المعادلات في أكثر من مرّة، الأمر الذي يُعدّ حدثًا دراماتيكيًّا جديدًا على الواجهة البحرينيّة، التي تختمر بالمتغيِّرات المجتمعيّة في بعدها السياسيّ وغيره.

وعلى هذا الأساس، يتعامد بروز السنديّ للساحة بهذه القوّة، بعد كمٍّ من التضحيات أمضاها السيّد في السجون والمطاردة، ومن ثمَّ العمل من منفاه على ترويج الحسِّ الثوريّ من خلال إطلالاته المرئيّة عبر موقع «يوتيوب».

استطاع السيّد مرتضى أن يُدير التيّار حتّى في بعده الاجتماعيّ من الخارج، فالدائرة الاجتماعيّة في تيّار الوفاء تعمل عملًا واسعًا، بما يُتيح للحظة الراهنة أن تكون منطلقًا توسُّعيًّا للتيّار في أوساط المجتمع.

خطاب التيّار الراديكاليّ يجد مقبوليّةً عند الناس، إذا ما اكتشفوا أنّ كلّ الحلول السياسيّة مسدودة في وجه الأمل مع نظامٍ سياسيٍّ كالنظام الخليفيّ، وهذا مع ما ذُكر من تغييب رموز الوفاء، يؤدّي إلى تمهيد أرضيّةٍ خصبةٍ في قطاعٍ واسعٍ لخطاب السيّد مرتضى.

خصوصًا، وأنّ السنديّ حاذقٌ لدرجةِ إمساكهِ خيوط التشابكِ مع التيّارات الأخرى، بما لا يخلق أيّ حزازات، الأمر المؤدّي تلقائيًّا إلى بناءٍ تراكميٍّ للرمز الوليد.

وهذا التراكم أنتج خطابًا ثوريًّا لدى الشبكات الإعلاميّة، التي وصفته بـ «سيّد الوفاء» وهو الوفيُّ لمنهج عبد الوهاب حسين، كما يراه محبّوه.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015065702


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *