منامة بوست: قال عالم الدّين البحرينيّ البارز «العلّامة السّيد عبدالله الغريفي»، إنّ آمال الشعوب مستمرّة في فيوضات شهر رمضان، وآمال النّاس تموت مع استمرار الأزمات في الأوطان، ولا بد من خطوات جادّة لإنعاش الآمال ومعالجة الأزمات.

وقال «السّيد الغريفي» في حديث السبت 23 مارس/ آذار 2024؛ في «جامع الإمام الصادق عليه السلام»، في «منطقة القفول» في العاصمة المنامة، إنّه من المؤسف أن هناك مزايدات لتوظيف الكلمات وإنتاج الاتهامات ضدّ المواطنين، حتى أصبح أيّ شخص يتحدّث عن المطالب وقضايا الوطن يُتهم بإثارة الفتنة، وهو ما قد يأخذ مسارًا مُسيّسًا أو منحًا متطرفًا، وينتج شحنًا أمنيًا أو سياسيًا أو طائفيًا، وهذا الأمر في غاية الخطورة وله آثاره المدمّرة – على حدّ وصفه.

وأضاف أنّ الذين يحتكرون الولاء للأوطان ويسوقون المزايدات، يشكّلون كارثة كبرى تهدّد الأوطان والشّعوب، ويجب الحذر من هذا النّمط من الخيارات، ورفض أن يتحوّل النّقد إلى شتائم أو سباب، فهو مسار مؤزّم أو مُدمّر، وشدّد على ضرورة معالجة الأزمات في الوطن بدلًا من كيل الاتهامات والتّخوين، فلا وطن يخلو من الأزمات – حسب تعبيره.

وأكّد أهميّة طرح ملفّ معالجة أزمات المساجد والأوقاف الجعفريّة ودور العبادة، بعيدًا عن الترويج للطّائفيّة، ودعا إلى أهميّة عدم تعطيل بناء المساجد والمآتم أو إعادة تعميرها أو تسجيل أوقافها، حتى لا تتصاعد الأزمات في الوطن.

وأشار إلى تعطيل بناء بعض المساجد، مثل مسجد مقام «الصحابيّ صعصعة بن صوحان» والذي تمّ إغلاقه منذ زمن طويل، ومقام «الشيخ إبراهيم» وغيرهما، ونوّه بأنّ الحديث عن هذه المساجد ليس الهدف منه الإساءة إلى الوطن، لكن المطلوب من الجميع أن يكونوا حرّاسًا لهذا الوطن وتآلفه ووحدته والتقارب بين طوائفه ومكوّناته.

وشدّد على أنّ ملفّ الأوقاف والمساجد من الملفّات الشّائكة والشديدة الأهميّة ويجب معالجتها فورًا، وثمّن قرار تسليم «400 نسخة» من الوثائق الموجودة في «سجلّ السّيد عدنان» إلى إدارة الأوقاف الجعفريّة، وأكّد التطلّع إلى المزيد من الإجراءات لتسجيل وتدوين الأوقاف غير المسجّلة وكذلك المقابر والمآتم.

ولفت إلى أنّ ملف المساجد جزء من مشاكل الوطن، وبقدر معالجة الأزمات بحكمة يكون الوطن بخير، وبقدر ما تنتهي المقدّرات والمنغّصات، يكون أبناء الوطن بخير، وبقدر ما يعمّ العدل والتّسامح والإنصاف تعمّ البركات والولاء للوطن والصّلاح – على حدّ تعبيره.