منامة بوست: وجّه المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، أعظم التّحايا إلى أبناء شعب البحرين الأوفياء على جهادهم الأسطوريّ ضدّ حكم الاستبداد، وتمسُّكهم بخيارهم الثّوريّ رغم القبضةِ البوليسيّة، عشيّة إحياء شعب البحرين للذكرى الثّالثة عشرة للثورة.

وأكّد المجلس السّياسيّ في بيان موقفه الأسبوعيّ عبر موقع الائتلاف الإلكترونيّ، أنّ هذا الثّبات القويّ ارتكزَ على جملةٍ من الأسس التي ثبّتها شعب البحرين على امتدادِ تاريخه النّضاليّ، ومن ذلك مُراكمة المنجزات والوفاء العمليّ لأهداف الثّورةِ العليا، وعدم التّفريط في مبادئها الأساسيّة، مع التّمسُّك بالمشتركات الجوهريّة التي تجمعُ أبناءَ الشّعب، والتّغاضي عن الخلافات الصّغيرة، والوعي بدسائس النّظام الخليفيّ ومشاريع التّشطير وزرْع الخلافات، والقدرة على تشخيصِ الأعداء والأصدقاء، وبناء أملٍ حقيقيّ وواقعيّ بالنّصر المؤزّر.

وشدّد على المشاركةِ الواسعة في برامج إحياء ذكرى الثّورة، التي دعت إليها قوى المعارضة هذا العام بشعار «بناء دائم وصبرٌ مقاوم»، ذلك أنّ بناء الأوطان الصّالحة والجامعة يجب أن يكون بناءً دائمًا، يستند إلى حلولٍ دائمة وتضمن عدالةً مستمرّة، وأنّ الطّريق إلى ذلك يتطلّب صبرًا مقاومًا لكلّ أوجه الاستبداد والظّلم.

وأضاف أنّ ثورة البحرين استطاعت أن تبني معطيات مهمّة من شأنها أن توفّر الأرضيّة نحو تحقيق الأهداف الأساسيّة، ومنها الاستمراريّة وعدم التّراجع، فلم يعُد الشّعب إلى المنازل ولم يرفع الرّايات البيض، وهذا انتصارٌ معنويّ وواقعيّ من جهة، وهزيمة من جهةٍ أخرى لمشروع القمعِ الذي كان يُراهِنُ على إجبارِ الشّعب على إعلان النّدامةِ والانكسار، وأيضًا البقاء في السّاحات وابتكار وسائل المقاومةِ والاحتجاج بحسب الظّروف والمتغيّرات المحيطة، وهو ما يكشفه المعجم الخاص لثورةِ 14 فبراير الذي يزخرُ بأساليب جديدة في مواجهةِ القمع.

ولفت إلى أنّ ثورة البحرين عمّقت الجدار الشّعبيّ العازل حول النّظام الخليفيّ، وثبّتت قواعد إضافيّة من المقاطعةِ والمفاصلةِ مع كلّ ما له صلة بهذا النظام المجرم، ما ركّز عمليًّا مبدأ إسقاط النّظام الاستبداديّ الفاسد، وحرمانه أيّ شكلٍ من أشكالِ الشّرعيّة الشّعبيّة، وحافظت على التّلاحم الوطنيّ ووحدة المعارضة والقيادة وإجهاض مخطّط تفتيت المجتمع، والنّجاح في تعزيز الوحدةِ بين قوى المعارضة، ولا سيّما مع ثبات القيادات داخل المعتقلات، والإجماع على قيادة آية الله «الشّيخ عيسى قاسم»، كما رسّخت الهدف الجوهريّ للثّورة والمتمثّل في إقامةِ تغييرٍ حقيقيّ، والذي يرمز له شعارُ «إسقاط النّظام» ومشروع حقّ تقرير المصير، وإقامة دولةٍ عادلة بدستورٍ جديد، يكتبه ممثّلو الشّعب الشّرعيّون.

وأشار إلى أنّه ومع مضيّ ثلاثة عشر عامًا على ثورةِ البحرين تأكّد للشعب، أحقيّة هذه الثّورة وصدْق شعاراتها وأصالة أهدافها، ولا سيّما بعد أن بلغَ الكيانُ الاستبداديّ لآل خليفة حدودَ العمالةِ الكاملة بالتّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، والتّفريط المطلق بسيادةِ البلاد وأمنها بالانخراط في تحالفات العدوانِ التي يقودها الشّيطانُ الأمريكيّ.

وبارك الائتلاف للجمهوريّةِ الإسلاميّة في إيران ذكرى انتصار ثورتها بقيادةِ الإمام الرّاحل «روح الله الموسويّ الخمينيّ»، وقال إنّ هذه الثّورة وقيادتها ستظلّ ملهمةً لكلّ الأحرارِ في العالم، وستظلُّ مصدرَ الأملِ الكبيرِ لشعوب الأرضِ والمستضعفين بإسقاطِ أعتى الطّواغيت والخلاص من مشاريعِ الاستكبارِ العالميّ.

وجدّد الائتلاف مع شعب البحرين موقفَ الجهاد والمقاومةِ ضدّ العدو الصّهيونيّ، وعدم التّنازل عن تحرير كلِّ فلسطين والأوطان من الاحتلالات والقواعد الأجنبيّة، بمناسبةِ أسبوع الشّهداء القادة «الشّيخ راغب حرب، والسّيد عبّاس الموسويّ، والحاج عماد مغنية»، وأكد استمرارَ شعب البحرين في نصْرةِ أهل غزّة الصّامدة والوقوف مع مقاومتها الباسلة.

وشدّد على أنّ جرائمَ الإبادةِ غير المسبوقة لن تزيد الشّعوب إلا ثباتًا على طريق القدسِ، والتمسُّك بدروسِ طوفان الأقصى المجيدة، التي أثبتت قوّةَ المقاومة ومحورها الشّريف، وهوانَ العدوّ الصّهيونيّ وحلفه الشّرير، وهي الدّروس التي يستحضرها الشّعب منذ مجزرة الخميس الدّامي التي شهدها «ميدان اللؤلؤة» عام 2011، والهجوم الإجراميّ على المعتصمين بغطاءٍ «أمريكيّ – سعوديّ»، غير أنّ الثّبات والصّبر والإيمان بالقضيّةِ كان أقوى من المجازرِ، وفوّهات البنادق والدّبابات ومؤامرات الأعداء وسيبقى كذلك – بحسب البيان.