منامة بوست: أكّد خطيب صلاة الجمعة عالم الدّين البحرينيّ «الشّيخ محمّد صنقور»، أنّ العالم أمام امتحان انعقاد المحكمة الدوليّة، لإدانة الكيان الصهيونيّ وعدوانه الغاشم وجرائم التطهير العرقيّ والإبادة الجماعيّة، التي يرتكبها ضدّ الشّعب الفلسطينيّ.

وقال «الشّيخ صنقور» في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة، في جامع «الإمام الصّادق عليه السّلام» في «بلدة الدّراز» غرب العاصمة المنامة، إنّه مضى ما يزيدُ على الثلاثة أشهر والعدوّ الصهيونيّ الغاشم، يبحث عن نصرٍ يستعيد به كبرياءَه الموهوم والذي تبدَّدَ وتلاشى يومَ طوفان الأقصى، فتوسَّل بكلِّ وسيلةٍ قذرة علّه يعثرُ على نصرٍ يتعلّلُ به، ويستعيضُ به عن الهوان الذي أصابَه ولكن دون جدوى.

وأضاف كلّما أمعنَ الكيان الصهيونيّ في الفتكِ وسفكِ الدم واستهدافِ الأطفالِ والنساء والآمنين، لحقَه خزيٌ يفوقُ الخزيَ الذي تجرَّع مرارتَه يومَ طوفانِ الأقصى، وكلَّما تمادى في بغيه وعدوانِه وشدَّدَ مِن حصاره وتجويعه وتهجيره للعزّل من أهلِ غزَّة، فإنَّه يُعمِّقُ بذلك جِراحَ الهزيمةِ المُذلَّةِ التي مُنيَ بها يوم طُوفانِ الأقصى، وحينَ توغَّل بعتاده وآلياتِه وأجنادِه في أحياء غزَّة، وجدَ نفسه يَغرقُ في مستنقعٍ وبيل لن يخرجَ منه إلا بعارِ الأبد – على حدّ      وصفه.

وأشار إلى أنّ الكيان المحتل أدركَ أنَّ النصرَ عصيٌّ عليه، وأنَّ الإخفاقَ والفشل سيظلُّ يُلاحقه أينما حلَّ مِن أرض غزَّة، لذلك صار يبحثُ عن نصرٍ يأباه الشُرفاء وذوو المُروءات، فالجبناء وذوو الخِسَّة والدناءةِ وحدَهم مَن يتَّخذُ من الاغتيالات وسيلةً للنصر، ولن يحظى من ذلك بنصر، فعهدُ الانتصارات التي كان يحظى بها العدوُّ الصّهيونيّ، قد مضى وانقضى ولن يعودَ أبدًا.

وشدّد على أنّ النصر إنَّما يحظى به الغشوم؛ حين يكونُ خصمُه واهنًا يستمرئ الهَوان ويخشى الأذى وينشد السلامةَ والاسترخاء، وأمَّا حين يكون الخصمُ أبيًا كريمًا عزيزًا يعشقُ الشهادة، ويثقُ بوعدِ الله الذي لا يتخلف ويأخذ بأسبابِ القوَّةِ، ويستمدٌّ العونَ من ربِّه، فإنّ عدوَّه لن يحظى منه بنصرٍ وإنْ استعانَ عليه بقوى الغرب والشرق – حسب تعبيره.

ولفت إلى أنّ المحكمة الدوليَّة منعقدة لإدانة الكيان الصّهيونيّ، على جرائمه الوحشيَّة والمروِّعة والإبادة الجماعيَّة التي ارتكبها بحقِّ الشّعب الفلسطينيّ المظلوم، عن عمدٍ وسبق إصرار وترصُّد، فالعالم أمام امتحانٍ نرجو أنْ لا يُخفقَ كما أخفق كثيرًا في محطاتٍ لا تكاد تُحصى – على حدّ قوله.