منامة بوست (خاص): قال الشيخ محمد صنقور، أنّ قرار وزارة العدل والشؤون الإسلامية القاضي بتعميم خطب نموذجيّة على خطباءِ المساجد، قد يكون الهدف منه معالجةِ الخطابِ الطائفيّ والتكفيريّ والإقصائيّ، وقد يستهدفُ الحجرَ على الخطابِ المتصدِّي للنقدِ والتصحيحِ والمطالبةِ بتحسينِ الحكومةِ لأدائِها، والحجرَ على الخطابِ المتصدِّي للتعبير عن نبضِ الشارع ومطالبِه وحقوقِه المشروعة.

وأوضح خلال خطبة الجمعة 21 أغسطس/ أب 2015، بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز، أنّه إذا كان القرار لمعالجة الخطابِ الطائفيّ والإقصائيّ فإنَّه لنْ يجديَ نفعًا، لأنَّ البُنيةَ الثقافيّةَ التي نشأ عليها المتعاطونَ للخطابِ الطائفيّ أو التكفيريّ أو الإقصائيّ تحولُ دونَ نجاح هذا القرارٍ، مشيرًا إلى أنّ المشكلة أعمقُ من أن تُعالجها الخطبُ المعلَّبة، بل تحتاج لتغيير البُنيةِ الثقافيَّة التي نشأ عليها المولعونَ بخطابِ الكراهية والإقصاء، وإعادة تأهيل هؤلاءِ الخطباء واستبدالهم بخطباءَ يحترمونَ الناسَ ويتفهَّمونَ الاختلاف- على حدّ قوله.

وعبّر صنقور عن مخاوفه من توظيفِ هذا القرارِ لاستهداف الخطابِ المتصدِّي للنقدِ والتصحيحِ والمطالبةِ بتحسين الحكومةِ لأدائها، مشيرًا إلى أنّ القرار حينئذٍ يكونُ سياسيًّا، ويقعُ في سياقِ التضييقِ على الحريَّات العامَّة والحريَّةِ الدينيّة، لافتًا إلى أنّ خطاب التصحيحِ والنقدِ والمطالبةِ بالحقوق هو من صميمِ الخطابِ الدينيّ في المساجد.