منامة بوست: قال خطيب صلاة الجمعة عالم الدّين البحرينيّ «الشّيخ محمّد صنقور»، إنّ العدوّ الصهيونيّ يُمعِنُ في بغيه وعدوانِه ويرتكبُ أبشعَ الجرائمِ وأفظعَها، لأنّه واثق أنّ القادرين على ردعه ممّن يُنتظر منهم الانتصار للشّعب الفلسطينيّ، لن يتجاوز الشجب والإدانة.

وأكّد «الشّيخ صنقور» في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة، بجامع «الإمام الصّادق عليه السّلام» في «بلدة الدّراز» غرب العاصمة المنامة، أنّ الكيان الصهيونيّ لو علِمَ أنَّ لهذا الشجب والتنديد ما وراءه، لما تجرَّأ على ارتكاب هذه العظائمِ التي يَعجز البُلغاءُ عن توصيفِها، لذلك فهو ماضٍ في غيِّه بمنتهى القسوة والوحشيَّة، غيرَ متردِّدٍ ولا متوجِّس، فهو لا يخشى منهم حصارًا كالحصار الذي يفرضه على أهل غزَّة قرابة العقدينِ من الزمن، ولا يخشى انقطاعَ إمداداتِ الطّاقة كما قطعَ هو الماءَ والدواءَ والوقودَ عن أهل غزَّة، ولا يخشى عُزلةً بل ولا جَفوة» – على حدّ وصفه.

وأضاف إذا كان الكيان المحتل يخشى مِن شيءٍ، فهو مِن نضالِ المقاومين وبأسِهم واستبسالهم في الدفاع عن القدس الشريف والقضيّة الفلسطينيَّة، والذي يُخطّط هو وداعميه لتصفيتِها، فذلك وحده ما يخشاه ويحذر منه، فالاستكبار والغطرسة والعنجهيَّة وهذا الاستهتار بالدّماء سيؤول إلى صَغارٍ وهوانٍ – حسب تعبيره.

وأشار إلى غياب دور «دائرة الأوقاف الجعفريّة» في استحداث أو إجازة بناء مساجد، حتى في المناطق التي يقطنُها المواطنونَ الشّيعة، في الوقت الذي تعمدُ دائرة الأوقاف السنيّة إلى بناءِ مساجد في القرى والمناطق التي لا يقطنُها أحدٌ مِن غير المواطنينَ الشيعة.

ولفت إلى أنّه في حالاتٍ متعدِّدة، يتمُّ البناء لأكثر من مسجدينِ أو ثلاثة في منطقةٍ واحدة، رغم عدم وجود من يسكن من أبناء الطّائفة السنيّة في تلك المنطقة، في حين لا تقوم دائرة الأوقافِ الجعفريَّة بمبادرة إلى بناء مساجد في المناطق التي لا يقطنُها المواطنون الشّيعة.

وردّ على حجج الأوقاف الجعفريّة، التي تدّعي أنَّه لا مبرَّرَ لبناءِ مساجدَ في تلك المناطق لعدم وجود مَن يسكنُ فيها من الشّيعة، وقال إنّ «هذه الحجَّة ينبغي أنْ تكونَ مانعةً كذلك لدائرة الأوقافِ السنيَّة، من القيام ببناءِ مساجد في المناطق التي لا يقطنُها المواطنون السنَّة، ولو قيل إنَّ المساجد لله فهذا صحيح، فليأذنوا للمواطنين الشيعة أنْ يرفعوا الأذانَ من هذه المساجد، وليأذَنوا لهم بإقامة صلواتِ الجماعة فيها» – على حدّ قوله.

وأكّد أنّ دائرة الأوقافِ الجعفريَّة لا تستحدثُ بناءَ مساجدَ حتى في القرى والمناطق، التي يقطنُها المواطنونَ الشّيعة ولا يُؤذنُ للأهالي بذلك، وحين يتقدَّمُ الأهالي لاستصدار إجازةٍ ليس لاستحداث مسجدٍ في مناطقهم، بل لتجديد البناء لمساجدَ قائمة تبوءُ غالبًا مساعيهم بالفشل، وفي الحالات المحدودة التي يحظون فيها بالحصول على الإجازة، لا يتمُّ ذلك إلا بعد جهدٍ جهيد ووقتٍ قد يمتدُّ لسنين، رغم أنَّ طلبَهم كان لتجديدِ بناءِ مسجدٍ قائمٍ وليس لاستحداثِ مسجد – حسب تعبيره.