منامة بوست: قال وزير الخارجيّة «عبد اللطيف الزياني»، إنّ الأمن الحقيقيّ يتطلّب تعاونًا صادقًا ومستدامًا بين الدّول، ويجب أن يُبنى على رؤية منسجمة مع تطلّعات شعوب المنطقة، تقوم على التّعايش والتّسامح بين الأديان والثقافات والمعتقدات المتنوّعة.

وأضاف في كلمةٍ ضمن منتدى «حوار المنامة» في دورته الحادية والعشرين، أنّ البحرين تؤمن بأنّ أفضل سبيلٍ لحلّ النّزاعات هو الفهم المتبادل والحوار، وتهيئة بيئة تتوحّد فيها المجتمعات لمواجهة التّحدّيات المُشتركة، وأوضح أنّ التّعليم والتّبادل الثقافيّ عنصران أساسيان لتعزيز التسامح، وترسيخ الثّقة – بحسب وكالة أنباء البحرين الرسميّة «بنا».

وأعرب عن قناعة البحرين بأنّ الأمن المستدام يعتمد على التّعاون مع الشّركاء الإقليميين والدوليين، وبالشّراكات الدفاعيّة مع دول مجلس التعاون والشّركاء الدوليين، من خلال التّحالفات لمكافحة الإرهاب، وأشاد باستضافة البحرين لقوّات التّحالف البحريّ المشترك المكوّن من سبعةٍ وأربعين دولة، لتأمين الممرّات البحريّة في الخليج الفارسيّ والبحر الأحمر وخليج عدن، وأشار إلى أنّ هذا التّعاون يتعزّز أيضًا باتفاقيات مثل اتفاقيّة الدّفاع المشترك لدول الخليج، والاتفاقيّة الشّاملة للتكامل الأمنيّ الموقّعة بين المنامة وواشنطن – على حدّ زعمه.

وأكّد أهميّة الدبلوماسيّة الفعّالة التي تحترم السّيادة وتشجّع على التّسوية السّلميّة للنزاعات وتغذّي علاقات حسن الجوار، وجوهر عدم الاستقرار في الشّرق الأوسط يكمن في الصّراع الفلسطينيّ مع حليفه الصّهيونيّ، إذ أنّ غياب حلٍّ عادلٍ ودائمٍ سيظلّ يقوّض كلّ الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن الحقيقيّ – حسب مزاعمه.

وعبّر عن تفاؤل البحرين إزاء ما يسمّى «خطّة السّلام» التي قدّمها الرئيس الأمريكيّ «دونالد ترامب» لوقف إطلاق النّار، وإطلاق سراح الأسرى الصّهاينة والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وإيصال المساعدات الإنسانيّة إلى المدنيّين في غزّة، وقال إنّ هذه الخطّة يمكن أن تشكّل أساسًا لسلامٍ في غزّة يُمهّد الطريق نحو سلامٍ إقليميّ أشمل، والذي يمثّل هدفًا بعيد المنال ما لم ينل الشّعب الفلسطينيّ حقّه في إقامة دولته المستقلّة، ويعيش في سلامٍ إلى جانب الكيان المحتل – على حدّ قوله.

وشدّد على أهميّة دعم جهود السّلام في المنطقة، بأن تقترن بحلّ ملفّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ عبر استئناف المفاوضات بين الولايات المتّحدة وإيران، ومساندة سوريا في مسارها نحو الاستقرار، وجهود السعوديّة وعُمان في تعزيز السّلام في اليمن ومساندة اللجنة الرباعية للتوسط لتسوية سلمية في السّودان – حسب تعبيره.

وتأتي تصريحات الوزير في الوقت الذي تشهد البلاد أزماتٍ سياسيّة وحقوقيّة واقتصاديّة، وسدّ آفاق الحوار مع المُعارضة لحلحلة الأزمة السياسيّة منذ فبراير/ شباط 2011، واستمرار منهجيّة القمع وخنق الحريّات الإعلاميّة والدينيّة وتعزيز سياسة الاضطهاد الطائفيّ.