منامة بوست: قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكيّة، إنّ قطر حليفٌ رئيسيٌّ للولايات المُتّحدة، وتستضيف أكبر قاعدةٍ عسكريّة أمريكيّة في المنطقة، لكن ذلك لم يمنع الكيان الصّهيونيّ من شنّ عدوانٍ عسكريّ غادر على الأراضي القطريّة.

وأشارت الصحيفة في تقريرٍ عبر موقعها الإلكترونيّ إلى أنّ العدوان الصهيونيّ على الأراضي القطريّة، بهدف استهداف قادة المقاومة الفلسطينيّة «حماس» ومحاولة تصفيتهم جسديًا في الدوحة، أثار المخاوف الأمنيّة لدول الخليج والشّراكة الأمنيّة والاستراتيجيّة مع الولايات المتّحدة.

وأكّدت أنّ قطر تستضيف أكبر القواعد العسكريّة الأمريكيّة في الشّرق الأوسط، واشترت أنظمة دفاعيّة بمليارات الدولارات من واشنطن، وأهدت مؤخّرًا طائرة «بوينغ» فاخرة للرئيس «دونالد ترامب»، لكن كلّ هذا لم يمنع الكيان الصهيونيّ من شنّ عدوانه على قطر، بهدف اغتيال مسؤولي «حركة حماس» أثناء اجتماعهم لمناقشة اقتراح وقف إطلاق النّار في غزّة.

وأضافت أنّ العدوان الصّهيونيّ أحدث صدمة لدى بعض الأنظمة الحاكمة؛ في الدّول التي كان الكيان الصهيونيّ يسعى في السّنوات الأخيرة لكسبهم كحلفاء محتملين بعد التّطبيع، والذين لطالما اعتمدوا على الولايات المتّحدة كضامنٍ رئيسيّ لأمن دولهم، وهذا العدوان من شأنه تقويض آمال «ترامب» في توسيع اتفاقيات التّطبيع، التي توسّطت فيها الولايات المتّحدة عام 2020، والتي أدّت إلى تطبيع الإمارات والبحرين العلاقات مع الكيان الصهيونيّ.

وكانت طموحات دول الخليج «السعوديّة والإمارات وقطر وعُمان والكويت والبحرين» قد ازدادت في السنوات الأخيرة، مستخدمة ثرواتها الطائلة لكسب نفوذ عالميّ، فيما تعتمد أجنداتهم المحليّة على سمعتهم كملاذات آمنة للتجارة والاستثمار والسّياحة في الشّرق الأوسط، وهي السّمعة التي أضرّها العدوان الصّهيونيّ بشكلٍ مباشر.

وقالت الصحيفة إنّ الردّ العسكريّ الخليجيّ غير وارد؛ لأنّ أيّ تصعيدٍ سيضرّ بالأجندات الداخليّة لحكّام الخليج، خاصّة وأنّهم لا يزالون يعتمدون على الدّعم العسكريّ الأمريكيّ، وفي حال قرّرت الصناديق السّياديّة الخليجيّة اتخاذ إجراءات «سحب الاستثمارات، بما يضرّ بالمصالح التّابعة للكيان الصّهيونيّ أو الولايات المتّحدة، فسيكون لذلك تأثيره.

ولفتت الصّحيفة إلى ما قاله المسؤول السابق في وزارة الخارجيّة الأمريكيّة «جوزيف فرسخ»: «إنّ شركاء الولايات المتّحدة وصنّاع السّياسات الأميركيين أنفسهم، تأخّروا حتّى يدركوا أنّ العقليّة المتشدّدة للكيان المحتل تشكّل تهديدًا للمنطقة بأكملها، وعلى المدى الطويل، سوف تدرك دول الخليج أنّ العمل مع الاحتلال الصهيونيّ أمر سيئ حتى للأعمال التجاريّة» – بحسب الصّحيفة.