منامة بوست: قال عالم الدّين البحرينيّ البارز «العلّامة السّيد عبدالله الغريفي»، إنّ المعركة الدائرة بين المقاومة الفلسطينيّة والكيان الصهيونيّ المحتل، هي معركة بين الحقِّ والباطلِ، حقٌّ يُدافع عن وطنٍ وأرضٍ وشعبٍ وكرامة، وباطلٌ سَرَقَ وطنًا وأرضًا وشعبًا.

وأكّد «السّيد الغريفي» في حديث ليلة الجمعة بجامع «الإمام الصادق عليه السلام» في «منطقة القفول» في العاصمة المنامة، وبعنوان «أهداف موسمِ الصِّديقة الزَّهراء «ع»، يستمرُّ بطشُ الصَّهاينة ويستمرُّ جِهادُ المجاهدين»؛ أنّ الصِّراع بين الحقِّ والباطل مهما طال، فالحقُّ هو المنتصر، والباطل هو المنهزم، وثمن النَّصرِ رُبَّما يكونُ دماءً ورُبَّما يطول المسار، ورُبَّما يكبر البذل والعَطاء ويشتدُّ البَلاء ويستمرُّ الجهاد، حيث إنّ الكيان الصهيونيّ الغاشم لا زال يواصل عدوانه الوحشيّ ضدّ الأطفال والنّساء، ويفتك ما شاء له الفتك ويرهب ما شاء له الإرهاب، ويدمّر ما شاء له التَّدمير، ويهدم البيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس والمعابد والمدارس، لكن رغم ذلك استمرَّ جِهادُ المجاهدين.

وتساءل ما سرُّ هذا الإصرار على الجهاد وبذل الدِّماءِ والأرواح، رغم استمرار بطش الصَّهاينة وعمليات الإبادة الجماعيّة، وممارسة كلّ أشكال القمع، وقال إنّها القلوبُ حينما تمتلئ إيمانًا وإرادةً وعَزْمًا وثباتًا وتضحيةً وعشقًا إلى لقاء الله، وعشقًا إلى الانضمام إلى ركب الشُّهداء، فهم واثقون بالنَّصر مهما طال الجهاد ومهما كان البذل والعطاء – على حدّ وصفه.

وشدّد أنّ الصهاينة يُقاتلون وهم لا يملكون عقيدة القِتالِ، فهم مأجورون وعشَّاق دنيا وحياةٍ ومالٍ وهوى، وفي المقابل المجاهدين يعشقون الشهادة والكرامة والعِزَّة والإباء والقِيَم، فهناك فارق كبير بين صهاينةٍ يُقاتلون والرُّعب يملأ قلوبهم، ومجاهدين مملوءين شَوْقًا إلى الله، هكذا يتقابل إيمان وضلال، وحقٌّ وباطل، خيرٌ وشر، صلاحٌ وفساد، إنَّها المعادلة الحقَّة – حسب تعبيره.

وأشار إلى قول أمير المؤمنين «عليه السَّلام» عن فضل الجهاد، بأنّه «بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّة، فَتَحَه الله لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِه وهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى»، وإنَّ «الجِهَادَ أَشْرَفُ الأَعْمَالِ بَعْدَ الإِسْلَامِ وهُوَ قِوَامُ الدِّينِ»، «والجِهَاد عِمَادُ الدِّينِ، وَمِنْهَاجُ السُّعَدَاءِ».

ولفت إلى أنّ عُشَّاقَ الجهادِ والشَّهادةِ في غزَّة وفلسطين، يتحدَّونَ طيشَ الصَّهاينة وغطرسةَ اليهود بكلِّ ما يملكون من أسلحةِ الفتك والبطشِ والدَّمار، أسلحة تنهار أمام صلابةِ الإيمان وشموخ العزائم، وقوَّة التحدِّي، وثبات الإرادةِ، وفي المقابل جيشٌ يُقاتلُ بلا إيمان وبلا عزائم وبلا ثبات وبلا صلابة، وأضاف: نعم يملك ترسانة عُظمى من الأسلحة تملك أنْ تقتل وتَفْتُك، وتُدمِّر، لكنَّها لا تملك أنْ تنتصر، فالنَّصر لحملةِ شعارِ الإيمان والكرامة والدِّفاعِ عن الأرضِ والوطن والمقدَّسات – على حدّ تعبيره.