منامة بوست (خاص): أقدم المعتقل «محمّد السنكيس» على عمل بطوليّ حينما تحدّى إدارة السجن وأصرّ على زيارة أخيه الدكتور عبدالجليل السنكيس. وكتب محمّد رسالة يوضح فيها مراحل هذه الخطوة الخطرة، حيث واجه الضابط خالد التميمي، كما تصدّى لبعض التهديدات، لكنّه- وبحسب الرسالة- لم ينثنِ عمّا عقد العزم عليه.

السنكيس عنون رسالته بـ «لا يفلّ الحديد إلا الحديد»، وهو مثل عربيّ يعني أنّ القوّة لا تقهرها إلا القوّة، وهذا ما لفت إليه السنكيس في مضامين رسالته، حيث أشار إلى ضرورة الاعتماد على العزيمة دون الالتفات للمعادلات الماديّة، وفق ما جاء في الرسالة.

«منامة بوست» تنشر الرسالة مكتوبة بخطّ يد السجين، مع ما أمكننا من فهم خط اليد المزبور في رسالة كتبت كما يبدو على عجل. وهذا نصّ الرسالة:

«لا يفلّ الحديد إلا الحديد»

مواقف بطوليّة يستطيع الإنسان أن يقوم بها، ليست رهينة المعادلات والدراسات الماديّة ولكنّها رهينة الإرادة الفولاذيّة، ونجاحها يعتمد في الدرجة الأولى على الخبرة في الحياة، والوعي والإقدام، والصمود وإلغاء كلمة مستحيل!! وقراءة المواقف البطوليّة للعظماء.

في يوم الإثنين 2/ 2/ 2015، قررت أن أقوم بزيارة خاصة داخليّة في السجن إلى أخي الدكتور عبدالجليل السنكيس حيث هو محكوم بالمؤبّد في سجن «مبنى 7»، وكنت منذ وصولي إلى السجن لم أره منذ اعتقالي في 17/ 3/ 2011، ولقد قمت بمخاطبة الإدارة والضباط وأرسلت عدّة رسائل وكلّها دون جدوى، وكذلك أخي.

أخبرت إدارة السجن، «مبنى 4»، أنّني سأتوجه إلى رؤية أخي مشيًا على الأقدام، و لم أذهب إلى إدارة السجن، اتصل مكتب الاستقبال في «مبنى 4» إلى الإدارة وأخبرهم، حاول الضابط خالد التميمي أن يكلّمني ولكنّني رفضت وبإصراري على الذهاب ألبسوني الإفكري، وخرجت ما إن فتح الباب بهدوء، حاول الشرطي أن يتحدّاني ومن ثم إقناعي بالعدول، ولكن دون جدوى، ثم توجهت إلى «مبنى 7» فوقف الوكيل ثمّ الضابط، ولكنّهم عجزوا أن يقفوا أمامي ويقنعوني بالعدول والرجوع، أحضروا الكلاب البوليسيّة وحاولوا وأعطوني عروضًا باللقاء مع أخي ساعتين في الإدارة، رفضت اللقاء الخاص في كبينة، رفضت، وواصلت المشوار، في النهاية أحضروا إليّ أخي في سيارة خاصّة، وأعطوني ساعة واحدة في غرفة خاصّة بعد أن كان ممنوع اللقاء معه، وبعد عدّة محاولات كما ذكرت سابقًا، بعد اللقاء رجعنا، هو في «مبنى 7» وأنا في «مبنى 4»، استدعوني مرة ثانية إلى الإدارة وطلبوا مني إفادة، ولكنّي رفضت رفضًا قاطعًا ورجعت، فعلًا ، لن يستطيع النظام أن ينال من عزيمة شعبنا وقوّته، نعم لا يفلّ الحديد إلا الحديد!

المعتقل محمد السنكيس أبو أحمد

3/2/ 2015م

سجن جوّ المركزيّ