Saturday 20,Apr,2024 05:00

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3

منامة بوست (خاص): تفتح «منامة بوست» ملفًّا كاملًا عن الكمّ الهائل من الانتهاكات والجرائم المرتكبة ضدّ الإنسانيّة، من قبل العناصر الأمنيّة بقيادة وزير الداخليّة، وبالأخص قوّات الدرك الأردنيّ

منامة بوست (خاص): تفتح «منامة بوست» ملفًّا كاملًا عن الكمّ الهائل من الانتهاكات والجرائم المرتكبة ضدّ الإنسانيّة، من قبل العناصر الأمنيّة بقيادة وزير الداخليّة، وبالأخص قوّات الدرك الأردنيّ المتعاونة معه، «وبشهادة شاهد من أهله»، وتكشف وقائع وحقائق دامغة عن حجم التورّط الأردنيّ في قمع الشعب البحرينيّ المطالب بالكرامة والحريّة في ثورته السلميّة، وتضعها بين أيدي الرأي العام والشعب البحرينيّ، آخذة على نفسها عهدًا بأن توجّه لحاكم البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ووزير الداخليّة راشد بن عبد الله آل خليفة وكلّ جلاوزتهم ومن يساندهم من المرتزقة وبشكلٍ مباشر، صفعاتٍ متتالية لفضح كلّ المؤامرات والدسائس التي تحاك ضدّ أبناء الشعب البحرينيّ، من دون استثناءٍ أو تمييز، إذ كان لا بدّ من فتح هذا الملف وتسليط الضوء عليه مجدّدًا، وعدم تجاهل التأثيرات السلبيّة لهذا الوجود في الشعب البحرينيّ من مختلف الجوانب الأمنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.

وفي سبيل ذلك، تمكّن فريق عمل «منامة بوست» من «إحكام قبضته» على أسرار واعترافات من ضابط رفيع المستوى في «قوّات الدرك الأردنيّ» العاملين في البحرين، كشف فيها عن خفايا متعلقة بهؤلاء العناصر والأهداف الحقيقيّة لجلبهم إلى البحرين.

بوست: لقد قلتَ أنكم تدرّبتم تدريبًا عاليًا، أين تدرّبتم؟ وما هي نوعيّة التدريبات التي تلقّيتموها؟

ضابط الدرك الأردنيّ: نعم، نحن تدرّبنا تدريبًا عاليًا جدًا، لقد كان لدينا دورات تدريبيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة، لكنّ التدريب المكثّف تلقّيناه في «بريطانيا على يد مدرّبين محترفين»، حيث كانت التدريبات تتركّز في بعض الدورات على دروس حول مكافحة الشغب وطرقها، وكان التركيز ينصبّ فيها على كيفية إنهاء الاحتجاجات، وطريقة التعامل معها وإيقافها، والتدرّج في كيفية التعاطي مع أيّ تظاهرة أو احتجاج مناهض للحكومة. بمعنى أنّه يتمّ تدريبنا على أن نبدأ بطريقة تدريجيّة في التعامل مع أيّ تظاهرة لا أن نبدأ معها بقمعها مباشرة بالقوّة، ويتمّ التركيز على كيفيّة التأثير في المتظاهرين وزرع الخوف في قلوبهم، وإيهامهم بأنّنا مستعدون لإطلاق النار «على المليان» كما يقال، ويمكن اللجوء في هذه الأحوال إلى اعتقال بعض المتظاهرين والتعامل معهم «بقسوة»، وضربهم إن استلزم الأمر أمام أنظار باقي المتظاهرين؛ وذلك من أجل إرهابهم وإخافتهم وتفريقهم، وأيضًا لإجبارهم على الهرب أمام ما يرونه من قسوة رجال الأمن.

وثمّة أيضًا تدريبات أمنيّة على مستوى عال، حيث تتركز هذه التدريبات على كيفية انتزاع الاعترافات، والتأثير النفسي في المعتقلين وإجبارهم على البوح بكلّ ما لديهم. فلقد تدرّبنا على طرق كثيرة هذا المجال؛ لأنّ الضغط النفسيّ وتعذيب المعتقل نفسيًّا من أهمّ الأمور التي يركّز عليها في مجال التحقيقات، حيث نتدرّب على كيفيّة إيهامه بتنفيذ أمور تشكّل نقطة ضعف بالنسبة إليه، ويبدأ هذا الأمر بجمع ملف كامل عن المعتقل، والاطلاع عليه بشكل واسع ودقيق، وجمع كلّ المعلومات عن حياته، عائلته، أهله، أصدقائه، عمله، كلّ شيء، وكلّ معلومة صغيرة ممكن أن تفيد في مجال التحقيقات، وهذه الأمور تدرّبنا عليها بشكل مكثّف.

بوست: قبل حضوركم إلى البحرين، هل تلقّيتم دورة تدريبيّة خاصّة أم أنّهم اكتفوا بتدريباتكم سابقًا؟

الضابط: بالطبع تدرّبنا عندما تمّ اختيارنا للمجيء إلى البحرين، أرسلونا بدورة تدريبيّة إلى بريطانيا استمرّت ثلاثة أشهر، وتمّ التركيز فيها على كيفية التعامل مع الاحتجاجات وأيضًا على الاعترافات، كما دخلت في هذه الدورة تدريبات على بعض أساليب التعذيب الجسديّ التي يمكن استعمالها مع المعتقلين إضافة إلى التعذيب النفسيّ.

لكن في هذه الدورة بـ«التحديد» كنا نتدرّب على عملنا الذي سنؤدّيه في البحرين؛ لأنّ هذه الدورة أجريت خصيصًا لنا بسبب اختيارنا للذهاب إلى البحرين، وكان المدرّبون يتحدّثون معنا بطريقة من يدرك إلى أين نحن ذاهبون وما هو عملنا، وفي أكثر الأحيان كانت الأمثلة التي تضرب لنا خلال التدريبات عن التظاهرات في البحرين، وعن كيفيّة التعامل معها، وأيضًا عن السجون البحرينيّة، وكيف يمكن أن نتعامل مع معتقل سياسيّ ومع غيره كالناشط مثلًا.

كما تدرّبنا بدقّة على تنفيذ المداهمات للمنازل وغيرها، وعلى كيفية محاصرة المكان الذي نريد مداهمته حتى لا نترك أي ثغرة يمكن أن يهرب أيّ مطلوب منها، وقد دُرّبنا جيدًا على هذا الأمر حتى ظننّا أنّ مهمتنا الرئيسة في البحرين هي القبض على مطلوبين وعمليات المداهمة.

نعم، الأمور هناك في بريطانيا كانت واضحة، وقد أدركنا جيّدًا طبيعة المهمّة التي نحن بصدد تولّيها في البحرين.

بوست: هل حصلتم على أيّ مردود ماليّ لقاء هذه الدورة؟ وهل تعرف من يتحمّل مصاريف مثل هكذا دورات؟

الضابط: بالتأكيد حصلنا على مردود ماليّ! وهو «مردود كبير» طبعًا، وتحمّلت كلّ هذه التكاليف الحكومة البحرينيّة، فقد علمنا ذلك عندما زارنا أحد الضبّاط البحرينيّين وعرّف عن نفسه باسم «جاسم»، وقدّم لكلّ منّا مكافأة ماليّة مغرية، ووعدنا بالمزيد من هذه «المكافآت» عندما نأتي إلى البحرين، وسألنا إن كنّا نحتاج إلى أي شيء في هذه الدورة التدريبيّة، وقال بصراحة خلال حديثه معنا «إنّ الحكومة البحرينيّة تتحمّل كلّ التكاليف منذ لحظة انطلاقنا من عمّان إلى حين وصولنا وأداء كلّ مهمّاتنا في البحرين، مرورًا بأي دورة تدريبيّة نخضع لها قبل الالتحاق بعملنا في البحرين».

وبصراحة، عندما سمعنا هذا الكلام تفاءلنا خيرًا، لأنّنا نعلم جيدًا أنّ حكومتنا لا تستطيع تأمين التقديمات التي يمكن أن تقدّمها الحكومة البحرينيّة، لناحية المردود الماليّ وباقي المستلزمات.

بوست: عندما وصلتم إلى البحرين، ما المهمّات التي طلبت منكم؟

الضابط: عندما وصلنا إلى هنا، كان علينا تطبيق كلّ ما تدرّبنا عليه في آخر دورة، حيث كان يطلب منا الخروج برفقة القوى الأمنيّة البحرينيّة وليس كقوّة منفردة، لتفريق بعض التظاهرات أحيانًا، وقد كان العناصر البحرينيّون يستفيدون كثيرًا من خبراتنا التدريبيّة في هذا المجال.

وأيضًا نفّذنا العديد من عمليات المداهمة وقبضنا على عدد من المطلوبين، وقد كانت التدريبات التي تلقيناها مفيدة جدًا لنا حيث كنّا نشعر وكأنّ العمليات التي ننفّذها في البحرين قد نفّذناها سابقًا؛ نظرًا إلى «احترافية التدريبات التي قدّمت لنا في بريطانيا، وتشابهها الكبير جدًا مع الواقع في البحرين».

بعد نحو ستة أشهر من وصولنا إلى البحرين، نقلنا للعمل في سجنَي جو المركزيّ والحوض الجاف، حيث حللنا مكان عناصر أردنيّين آخرين انتهت خدمتهم هناك، وأسندت إلينا مهام في السجنين، إذ كان مطلوب من عناصرنا التحقيق مع المعتقلين وأخذ اعترافاتهم والتأثير فيهم بشتى الوسائل، وحتى تعذيبهم أيضًا بمختلف الوسائل والأساليب التي تدرّبنا عليها، وقد تمّ إدخال الكثير من الحالات التي عُذّبت «بقسوة» بهدف انتزاع المعلومات إلى المستشفى بحالة حرجة جدًا.

بوست: هل لديكم أيّ معلومات عن هجوم الدراز الذي حصل في شهر يناير من هذا العام، وهل شارك فيه أحد من عناصر الدرك الأردنيّ؟

الضابط: تقصد الهجوم الذي حصل فجرًا؟ نعم، في ذالك اليوم استدعي بعض العناصر من عندنا حيث اختيروا بعناية تامّة، واستُدعوا باكرًا أي خلال النهار، وهم من أشدّ العناصر وأكثرهم قسوة. في الحقيقة لم نكن نعلم شيئًا عن هذا الهجوم قبل وقوعه، لكن عندما عاد عناصرنا وكان عددهم ثمانية، استطعنا أن نحصل على بعض المعلومات منهم، لكن لم تكن بالمعلومات الكثيرة، فقط ما ذكر في الإعلام تقريبًا، وأخبرونا أنّهم كانوا في هذا الهجوم، وأنّ الأهالي تصدّوا للقوى الأمنيّة بشدّة، وكان العناصر مقنّعين و«أطلقوا الرصاص» إلى الأعلى في محاولة لتفريق المتظاهرين والناس الذين تجمهروا في المكان. لا أعلم بالضبط ما حصل هناك، كلّ ما عرفناه أنّه تمّ التراجع أمام تصدّي الناس ولم يحقق الهجوم أيّ شيء.

بوست: هل عرفتم أنّ هذا الهجوم أسفر عن إصابة شاب ومفارقته الحياة بعد شهرين تقريبًا؟

الضابط: نعم لقد علمنا ذلك، عرفنا أنّه تمّت إصابة أحد الشبّان الذين تصدّوا للهجوم بطلقة في رأسه، لا أعرف «إن كان عناصرنا هم من أطلقوا النار على الشاب أو العناصر البحرينيّة»، لم يتحدّث أحد من عندنا بهذا الأمر والأمر بقي سرًا حتى عنّا نحن. حصل تكتّم حول هذا الموضوع، ولم نعد نسأل أبدًا حوله وتمّ نسيان الأمر تمامًا، ولم يعد أحد يتداول موضوع الهجوم ومرّ الأمر وكأن شيئًا لم يحصل!

يتوقّف الحديث هنا قليلًا.. إذ يتوقف تدفّق الأسرار.. ونلتقيكم مع أخيرها وليس آخرها…


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017034019


المواضیع ذات الصلة


  • أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
  • أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»
  • فالح الهاشمي لـ«منامة بوست»: النظام السعوديّ داعم الإرهاب الأوّل في الشرق الأوسط
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *