Friday 29,Mar,2024 14:18

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الدكتور السعودي حمدان الدخيل في حديثٍ خاص لـ «منامة بوست»: السلطات البحرينيّة ارتكبت خطيئة عندما استعانت بالقوات السعودية لمواجهة الشعب

منامة بوست (خاص): حاورت «منامة بوست» الدكتور حمدان الدخيل، الأستاذ في العلوم السياسيّة في السعودية، للحديث معه حول بعض الأحداث الجارية في المنطقة ولا سيّما حول الأزمة البحرينيّة وعلاقة السعوديّة

منامة بوست (خاص): حاورت «منامة بوست» الدكتور حمدان الدخيل، الأستاذ في العلوم السياسيّة في السعودية، للحديث معه حول بعض الأحداث الجارية في المنطقة ولا سيّما حول الأزمة البحرينيّة وعلاقة السعوديّة بما يحصل من انتهاكات وممارسات من النظام البحرينيّ.

الدكتور الدخيل وفي معرض ردّه على سؤال عن رأيه بالأحداث التي جرت في البحرين منذ انطلاق الحراك الشعبيّ عام 2011، قال إنّ التظاهرات الشعبيّة التي خرجت قبل ست سنوات من الآن كانت للمطالبة بحقوق مشروعة ومستحقّة لأغلبيّة الشعب البحرينيّ، ولا فرق عندي بين كون المُطالِب بالحقوق شيعيّ أو سنيّ، فبالنهاية لا يجب التفريق في تقديم الخدمات وإعطاء الحقوق على أساس المذهب أو الطائفة، لذا فإنّ ما شهدته البحرين عام 2011 يعد حقًا لا يمكن التغاضي عنه أو إسكاته بالقوة، فصوت الشعوب يجب أن تكون هي دائمًا المسموعة بغضّ النظر عن رأي الحكّام.

ورأى الدخيل أنّ المحاولات لإسكات الشعب البحرينيّ منذ انطلاق حراكه حتى اليوم، والممارسات الخاطئة التي قامت بها السلطات البحرينيّة، كلّها عبّرت عن الفجوة الكبيرة الموجودة بين الشعب والسلطة، وهذا يدلّل بشكل واضح على أنّ هناك أزمة عميقة في البحرين، السبب الرئيسي فيها هو طريقة إدارة الحكم في البلاد والتعاطي السلبيّ وغير المقبول مع الغالبيّة المطلقة من الشعب، مع ما لهذا الأداء السيئ من تداعيات رأينا نتائجها، من خلال التظاهرات الحاشدة التي خرجت لرفض كلّ هذه الإجراءات التي يمكن أن تعد تعسفيّة، حيث تعاملت السلطة بكلّ قسوة ودون أي وعي مع المطالب الشعبيّة المحقّة، غير عابئة بالنتائج غير المحمودة لمثل هذا التعاطي، الذي أوصل البحرين اليوم إلى أزمة كبرى بعد قتل العديد من المواطنين واعتقال المئات، ما يعطي انطباعًا واضحًا عن الظلم الحاصل تجاه الشعب البحرينيّ.

وأضاف الدخيل في حديثه حول الانتهاكات التي حصلت ضدّ الشعب البحرينيّ، أنّ عمليّات القمع التي واجهت بها القوّات الأمنيّة المواطنين المطالبين بحقوقهم، جاءت نتيجتها بعكس ما يتمنّى الحكّام في البحرين، حيث لم تستطع ممارسات العنف المتّبعة ضدّ المواطنين ثنيه عن الاستمرار في حراكه المطالب بالحريّة ورفع الظلم، في حين أنّه كان بالإمكان استيعاب كلّ هذه المطالب والعمل من أجل تحقيقها، خاصة وأنّ الشعب البحرينيّ خرج بكل سلميّة ولم يلجأ في أي من المواقف العصيبة إلى العنف، وهذا بالتحديد شكّل إدانة قويّة للسلطات البحرينيّة، بسبب لجوئها للعنف والقمع في وجه سلميّة مطلقة لا يمكن لأحدٍ نكرانها أو الشكّ بها.

وقال الدخيل إنّ السلطات البحرينيّة ارتكبت خطيئة كبرى حين استعانت بالقوّات السعوديّة من أجل مواجهة الشعب، وهذا العمل عدّه الشعب بمثابة ضربة له وإصرارًا على قمع الحراك وعدم التجاوب مع أي من الحقوق المشروعة والمحقّة، وهذا ما أوصل الأمور إلى مرحلة من القطيعة التامة بين السلطة والشعب، وهذه من الأمور الخطيرة التي قد تصل إليها أي دولة في العالم، وبالأخص حين يكون هذا الشعب هو الأغلبيّة المطلقة.

وصرّح الدخيل بأنّ المملكة العربية السعوديّة أخطأت خطأً كبيرًا أيضًا عندما قبلت أن تكون قوّاتها مساهمة بشكل أساس في قمع الشعب البحرينيّ، خاصة وأنّه تاريخيًا، يعد الشعبين البحرينيّ والسعوديّ إخوة وتربطهم أواصر القرابة والصداقة، لهذا كانت الخطوة السعوديّة بإدخال قوّات درع الجزيرة كالطعنة التي أصابت أبناء البحرين، الذين أصرّوا على الخروج بكل سلميّة ودون أي عنف للمطالبة بالحقوق التي من الواجب على السلطة البحرينيّة تأمينها لهم دون أي منّة.

الدكتور الدخيل أكّد أنّه لا يمكن أن تستمرّ الأمور في البحرين على ما هي عليه اليوم، فالممارسات القمعيّة للسلطات البحرينيّة تقفل الباب أمام أي حوار ممكن، وتضع حدًّا لأي حلٍّ ممكن، خصوصًا بعد ما قامت به هذه السلطات من عمليات قتل واعتقالات واسعة والروايات التي تحدثت عن تعذيب وحشي داخل السجون للمعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي، وعمليّة الإعدام غير المبرّرة التي ارتكبتها بحقّ ثلاثة شبّان مطلع هذا العام، والتي وصفتها كل المنظمات الدوليّة والحقوقيّة بغير القانونية وتفتقد للعدالة، وهي عمليّة أدّت إلى تأزيم الأوضاع بدرجة أعلى وأكبر.

وتحدّث الدخيل عن الحصار الذي تفرضه السلطات البحرينيّة على بلدة الدراز، فقال إنّ هذا الحصار غير مقبول ولا يمكن التعاطي مع المواطنين بهذه الطريقة والتضييق عليهم ومنعهم من الدخول والخروج لأشهر طويلة، مهما كانت الأسباب التي تقدّمها السلطات من أجل فرض مثل هكذا حصار، فهذا أقل ما يمكن أن يُقال عنه أنّه مخالف لكلّ القيم الإنسانيّة، حيث يوجد الأطفال والشيوخ والنساء، ومنهم المرضى الذين يحتاجون للعلاج، لذا فإنّ استمرار مثل هذه السياسة لن توصل السلطات إلى النتيجة التي يتطلّع إليها، بل إنّها تزيد من التعقيدات على المشهد البحرينيّ، وتضع المواطن في مواجهة دائمة مع السلطة من خلال إصرار الأخيرة على التمادي في تجاهل كل المطالب الشعبيّة.

وفي ختام حديثه تمنّى الدكتور حمدان الدخيل أن تعي الحكومة البحرينيّة خطورة ما تقوم به، وأن تراجع مواقفها وأساليبها التي تتبعها مع شعبها المسالم، لأنّ العناد لن ينفع في الوصول إلى حلّ للأزمة، مع الإصرار الشعبيّ الواضح على عدم التنازل عن أي من الحقوق، واعتبارهم أنّ أي تنازل يعد خيانة لكلّ التضحيات التي قدّموها من أجل الوصول إلى الحرية، وهنا بالتحديد تقع على عاتق السلطة مسؤوليّة كبرى في إعادة استيعاب الأمور والذهاب إلى الحوار مع المعارضة مع إدراكنا أنّ هذه الخطوة –لو حصلت- فستكون متأخّرة جدًا ويمكن أن لا تلقى آذانًا صاغية من الطرف المقابل.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017095036


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *