Friday 29,Mar,2024 12:11

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الانتهاكات في سجون البحرين تتزايد

زينب آل خميس: حينما زرت أخي علي يوم الخميس في الثاني من الشهر الجاري، بعد انقطاعٍ لمدة شهر ونصف. كانت خطواتي ثقيلة؛ فالسجن مُثقَلٌ بالانتهاكات،

زينب آل خميس*

حينما زرت أخي علي يوم الخميس في الثاني من الشهر الجاري، بعد انقطاعٍ لمدة شهر ونصف. كانت خطواتي ثقيلة؛ فالسجن مُثقَلٌ بالانتهاكات، وهنا أسرد عددًا منها:

الحالة الأولى: أهالي شهداء -الذين أُعدموا مؤخَّرًا- كيف كان شعورهم عندما رجعوا من زياره أبنائهم الأخيرة، حيث كنت معهم حينما سردوا لي ما شاهدوه، فمنذ بداية دخولهم للزيارة الأخيرة، بدى الأمر مريبًا، فالأجواء كلّها مختلفة عمّا قبل، أبناؤنا في خطر ويبكون بحرقةٍ وألمٍ وعذابٍ، من تطويق السجن من الخارج بعددٍ كبيرٍ من السيّارات رباعيّة الدفع والمدرّعات، ومن شدّة التفتيش والمعاملة السيئة والنظام الجديد المتَّخذ أثناء الزيارة، فأنا كنت مصدومة فعلًا من كلّ هذا.

إذ وُضعت كبينة التفتيش خارج السجن، في ساحةٍ قرب مواقف السيّارات، على جهة اليسار يخرج منها أحد رجال الشرطة للتأكد من الأسماء ووقت الزيارة، وكبينة التفتيش مقسَّمة إلى قسمين، القسم الأول يحتوي على الجهاز الإشعاعيّ الذي لا بدّ حين نمرّ عليه أن نخلع الحذاء ونضعه في حاوية صغيرة، وهذا الإجراء يُطبَّق حتى على الأطفال. القسم الثاني في الكبينة تعرّضنا فيه للتفتيش الشخصيّ، وهو تفيش يَدَويّ.

كنت مع أهالي الشهداء، وكانت الإجراءات تزيد من توتّرهم وخوفهم على أبنائهم، أصابني خوفٌ من كلّ ذلك. التفيش انتهى أخيرًا بعد سبع دقائق عجاف.

بعدها وقفنا خارج الكبينة حوالي ٥ دقائق والجوّ باردٌ جدًّا والمطر يتساقط، ومن بين الأهالي من هو كبير في السن، كما أنّ معنا عددٌ من الأطفال. انتظرنا حافلةً حتى تقلّنا إلى داخل السجن، وقبل أن ندخل إلى الباب الرئيس يدخل شرطيٌّ آخر يلقي نظرةً على الموجودين، بالرغم من أنّ المسافة قصيرة جدًّا لا تستدعي الانتقال بالحافلة.

تلك حالة من الحالات، كما إنّ هناك العديد من الاتصالات التي وردتني من عوائل معتقلي سجن جوّ والحوض الجاف، التي تفيد يتعرّضهم للمضايقات بعد ادّعاء وزارة الداخليّة هروب عددٍ من سجناء سجن جوّ، حيث تم التضييق على كافّة المعتقلين من خلال القيام بحمله تفتيش دقيقة لجميع المباني مع العبث بالمحتًويات كلّ ساعتين تقريبًا.

ومُنع جميع المعتقلين السياسيين وبعض الجنائيين من شراء بعض المشتريات من الكانتين، كالمأكولات ومواد التنظيف والسجائر، وهذا نوع من أنواع العقوبات ضدّ السجناء، بحيث إنّ المعتقلين لم يتمكّنوا من شراء المأكولات منذ شهر ونصف.

كما مُنع بعض المعتقلين من العلاج والنقل إلى العيادة أو المستشفيات الخارجيّة، وعندما سقط أحد السجناء في مبنى ٤ قبل أسبوع فاقدًا لوعيه، وطلب أدويةً تم الرد عليه بأنّه لا يوجد أوامر بصرف الأدوية للسجناء.

الحالة الثانية: في سجن الحوض الجاف حيث يقبع المعتقل السيّد شبّر السيّد علوي، الذي يعاني ألمًا شديدًا في أسنانه، وتم علاجه قبل شهر ونصف تقريبًا بوضع حشوةٍ مؤقّتة، فقبل أيّام سقطت الحشوه لأنّها مؤقّتة وطلب منهم نقله إلى العيادة، فأخبروه أنّ الدكتورة في إجازة، وحينما رجع وطلب مرةً أخرى أخبروه أنّ موعد العلاج فات ولا يمكن علاجه، مما اضطّره لوضع قطنةٍ يكابد معها الألم والصبر.

الحالة الثالثة: المعاملة السيّئة التي طالت جميع السجناء منذ ١٥ يناير وحتى الآن، حيث يتم الصراخ على المعتقلين بدون سبب، وضربهم وإهانتهم عن طريق السبّ والشتم في المذهب، بالإضافة إلى مبنى ٤ في سجن جوّ، فقد تم تهديد أحد السجناء بالقتل من قبل الضابط الأردنيّ الملّقب بـ «صدّام»، وهذه ليست المرّة الأولى التي يتجرّأ فيها رجال الشرطة ويهدّدون السجناء بالقتل.

الحالة الرابعة: تم الاعتداء على الطفل المحكوم حيدر الملا في سجن الحوض الجاف، بالضرب ورشّ رذاذ المادة الحارقة على وجهه دون سبب، وهذه ليست المرّة الأولى التي يتم الاعتداء عليه فيها، وعندما توجّهت عائلته بشكوى إلى إدارة السجن لم تهتم الإدارة لذلك.

الحالة الخامسة:نقل المعتقلون السياسيون من عنابرهم إلى عنابر أخرى، وخلطهم مع السجناء الجنائيّين الذي يعانون أمراضًا مختلفة ومعدية، إغلاق الزنازين على المعتقلين منذ ١٥ يناير وحتى الآن طوال اليوم، ومنعهم من الخروج للساحة الخارجيّة.

الحالة السادسة: منع وزارة الداخليّة أهل المعتقل المريض المصاب بجلطة في الرأس حسن إبراهيم مكي من زيارته منذ ٢٥ ديسمبر حتى الآن، وهو محتجَزٌ في المستشفى العسكريّ، قد تقدّم أهله بشكاوى إلى دائرة التظلّمات ولم يتم التجاوب معهم.

هل هذه مراكز إصلاحٍ وتأهيل؟

هل وزارة الداخليّة -بهذه المعاملة- تطمح لخلق جيلٍ واعٍ؟

كل الذي ذكرته هي انتهاكات واضحة بحقّ السجين، وكلّها تم تطبيقها بعد إعدام المعتقلين الثلاثه -رحمة الله عليهم-

هذه حالة طوارئ تُطبّق على معتقلينا اليوم، ووزارة الداخليّة هي المسؤولة، وبدلًا من أن تخفّف عن المعتقلين وتراعيهم تمارس ضدّهم جميع أنواع الضغوط. فكنّا نظنّ بعد رحيل الشهداء الذين استشهدوا جرّاء الإهمال الطبيّ والضغط أنّ النظام سيهتم بالسجناء المرضى ويرعاهم، إلّا أنّنا للأسف نشهد تزايدًا واستمرارًا لهذا الوضع الذي يجب أن يوضع له حدّ بإعطاء السجناء حقوقهم كما هي في القواعد النموذجيّة الدنيا بمعاملة السجناء؛ فمطالب السجناء طبيعيّة جدًّا وهي حقّ من حقوقهم ولم يطلبوا المستحيل، ويجب على إدارة السجن أن تستمع لمطالبهم وتحسّن من معاملتها للسجناء، وأن تسمح للمقرّر الخاص بالتعذيب بزيارة السجون في البحرين.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017073955


المواضیع ذات الصلة


  • الشهيد أحمد اسماعيل.. «ما لم توثّقه العدسة»
  • الكمائن المفضوحة للن­ظام في محاكمة الشيخ عيسى أحمد قاسم.. سمٌ وعسل!!
  • فورمولا الدم من جديد… سباق في ضيافةِ مستبدّ..
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *