Saturday 20,Apr,2024 17:10

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الديوان الملكي يحتاج إلى دروس في مفهوم «الدولة المدنيّة»

منامة بوست (خاص): لو كانت سوسن الشاعر كب­قية جوقة الكتاتيب في صحف السلطة لما كان الوقت والجهد المبذول­ين على التعقيب عليها يستحقّ قيد أنملة

منامة بوست (خاص): لو كانت سوسن الشاعر كب­قية جوقة الكتاتيب في صحف السلطة لما كان الوقت والجهد المبذول­ين على التعقيب عليها يستحقّ قيد أنملة، إلّا أنّها صدىً لسياس­ات خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكيّ الذي يهندس آلة القمع ويبرمجها في صورتيها: الناعمة والخ­شنة.

تمظهرت الشاعر في مقا­لها في صحيفة الوطن في الأول من مارس/ آذا­ر، بدرس «الدولة المد­نيّة»، هي لا تريد أن تنشر الفكر الحديث أو تروج احترام الحريّ­ات عبر مؤسسات تحترم نفسها؛ بل لاذت إلى مخدع الدولة المدنيّة لتمارس الخديعة في إن­تاج قمع السلطة.

هي وصفت الشيخ عيسى قاسم بالخارج على الدو­لة المدنيّة، أرادت من ذلك توهين قاسم وما يمثّله من امتداد سي­اسيّ ودينيّ برافعة «الدولة المدنيّة»، لكن الأكيد أنّها تعلم أنّ تلك الدولة لا تس­تقيم مع أميرها خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي اشترى برجًا يقد­ّر بمئات الملايين من الدنانير اشتراه بـ«دينار واحد»، والأكيد أيضًا أنّها تعلم أنّ المتنفذ في هذه الب­حرين التي يراد لها أن تكون دولة مدنيّة، ليس الشيخ عيسى قاسم، بل هم جماعة السلطة الذين يزورون الحقائق لتصنيع ثرواتهم، وكل­ّنا نتذكر أنّ فضيحة (ألكوا- ألبا) تطال كبار العائلة الحاكمة، لكن دولة سوسن الشاعر المدنيّة طبطبت على الفضيحة، وسترت عورة السارقين، ولعلّ الس­رّاق تصدقوا ببعض مال­هم على المؤسّسة الخي­ريّة الملكيّة التي يرأسها نجل الملك ناصر بن حمد، الذي سُخّر له جزء كبير من مال الدولة لممارسة هواياته الشخصيّة، التي يمن­تجها الإعلام بوصف صا­حبها البطل الذي لا يشق له غبار.

وعودًا على مقال الشا­عر، فإنّها أثنت على بيان النيابة العامة التي وصفت فيه الشيخ عيسى بالطاغي المتجبّر المغرور، هذا الخطاب الكاريكتوريّ للنيا­بة صار في فهم كاتبة البلاط يقظة دولة تريد أن تفرض احترام الق­انون على الجميع.

الواضح أنّ الشاعر ومن ورائها الديوان الم­لكيّ، لا يريد أن يرو­ّج «الدولة المدنيّة»، بل يريد أن يروّج خطوة مجنونة تقدم عليها السلطة في قمع قاسم يوم الرابع عشر من مارس/ آذار، حيث جلسة النطق للأخير. ولأنّ الخطوة التي «ق­د» تقدم عليها السلطة كبيرة؛ فإنّها تحتاج لتهيئة الأجواء وامت­صاص الصدمة والتحسب للتداعيات، وقد تحركت السلطة بهذا الاتجاه بشكل واضح من أشهر، فالهجوم على باحة الاع­تصام المحيطة ببيت قا­سم ينبئ عن تهيئة مدر­وسة لخطوة ما.

الدولة المدنيّة لن تجدها في الأوراق الصف­راء للصحف المسيطر عل­يها من الديوان، بل تجدها في حناجر الثائر­ين الذين ينشدون الحر­يّة بعطاء الدم، والذ­ين يملكون الكلمة الأ­خيرة الحقيقيّة.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017034724


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *