Thursday 25,Apr,2024 09:50

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

«الزاكي» .. عبور الحوزويّ العتيد إلى السياسة

منامة بوست (خاص): تلمَّس الشيخ فاضل الزاكي (مواليد 1974م) لحظة رغبته قبل تخرُّجه من المدرسة الثانويّة عام (1992م)، وكان لولعه بالمدّ الإسلاميّ والحواضر الدينيّة دورٌ كبيرٌ في إذكاء صورة رجل الدين

منامة بوست (خاص): تلمَّس الشيخ فاضل الزاكي (مواليد 1974م) لحظة رغبته قبل تخرُّجه من المدرسة الثانويّة عام (1992م)، وكان لولعه بالمدّ الإسلاميّ والحواضر الدينيّة دورٌ كبيرٌ في إذكاء صورة رجل الدين في مخيّلة الشاب الطامح إلى الارتقاء على أعتاب الحوزة العلميّة. بعد التخرّج تدرّج الرجل في مراحله الحوزويّة كأيِّ طالبٍ مُجدٍّ ومثابرٍ، لكن تدرُّجه كان في حوزة قمّ بإيران، حيث التفرّغ التام للدراسة من جهة، ووجود حاضرةٍ علميّةٍ تُسرّع عمليّة طوي المراحل من جهة أخرى.

في منتصف العقد الأول من الألفيّة الجديدة، برز الزاكي كمدرّسٍ حوزويٍّ له صيتٌ في تدريس المقدّمات والسطوح – كما يصطلح عليها عند الحوزويّين- وله مئات الدروس المسجّلة بصوته على الشبكة العنكبوتيّة (النت)، لكن لم يكن ذلك يؤشّر إلى أنّ الشيخ فاضل سيدخل المضمار السياسيّ، خصوصًا أنّه ليس ثمّة توجّه بذلك قد برز في طيلة عمر دراسته الحوزويّة.

البداية كانت عندما انتُخب للهيئة المركزيّة في المجلس العلمائيّ عام 2009، حيث التصق بالشأن الاجتماعيّ الدينيّ على أعلى مستوياته، من ثم انتُخب ليترأّس اللجنة الشرعيّة في المجلس، كما رُشِّح اسمه لأن يكون مديرًا لحوزة زين العابدين في بني جمرة، وباشر العمل كمديرٍ لها عدة سنوات، مما دفعه إلى وضع لمساته على الشأن العام، ورفع صوته في وجه الظلم الحادق بشعبه، وقد تعرّض الزاكي لعددٍ من الاستداعاءات من قبل الشرطة، وسُجن عدة أشهر بسبب خطبٍ سياسيّة، إلّا أنّ مشاركته مؤخّرًا في الدفاع عن آية الله الشيخ عيسى قاسم بقوّة دفع النظام لتغييبه عن المشهد ولو لفترة، فكان حكمه بالسجن عامين مع النفاذ، الأمر الذي وضع الرجل على سكّة الأهميّة في محطّات الضمير الاجتماعيّ.

ويُعد الشيخ فاضل الزاكي من الشخصيّات التي تتميّز بمهارة التواصل، حيث إنّ شخصيّته القويّة والهادئة، بمعيّة علمه الحوزويّ، وثقافته الدينية، جعل له حضورًا لافتًا عند البحرينيّين عمومًا، وعند أهالي قرى شارع البديّع خصوصًا، ولا سيّما أهالي قريته أبوصيبع. ويُعد الزاكي من ثقاة الشيخ قاسم، ويحظى باحترامٍ كبيرٍ لدى فضلاء الحوزة العلميّة في مدينة قم المقدّسة.

تشابك السياسيّ بالدينيّ في البحرين ليس أمرًا طارئًا على مجتمعٍ محافظٍ كالمجتمع البحرينيّ، كما أنّ الإرث التاريخيّ لهذه الحاضرة الجغرافيّة تُبرز أهميّة أثر رجل الدين، خصوصًا إذا ما اتَّصف بحسن السيرة والنزاهة والعلم، وهذا كلّه له مقدارٌ في البازار السياسيّ الذي تتشكّل معادلته بتراكمات معقّدة تعكس طبيعة المجتمع وتوجّهه.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2016105835


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *