Thursday 18,Apr,2024 08:18

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الشيخ «حسن عيسى».. جرح التسعينيّات في جبين الألفيّة

منامة بوست (خاص): ترنّمت الانتفاضة التسعينيّة بعدد من الأبيات العزائيّة، التي مثّلت موئلًا للتعبئة العقديّة المتّصلة بالحسّ الثوريّ الصارم. لم تهدأ نبضات الحماس تحت وقع زخّات الرصاص المتطاير في تلك الآونة

منامة بوست (خاص): ترنّمت الانتفاضة التسعينيّة بعدد من الأبيات العزائيّة، التي مثّلت موئلًا للتعبئة العقديّة المتّصلة بالحسّ الثوريّ الصارم. لم تهدأ نبضات الحماس تحت وقع زخّات الرصاص المتطاير في تلك الآونة، وكان بيت العزاء «ثأر موسى في جبيني» أحد تلك الأبيات، التي هبّت على قلوب المنتفضين، فزادت من حميّة الضمير، وكان الشاب «حسن عيسى»، الرادود الستراوي أحد الوجوه المتوهّجة بالموروث الدينيّ المنتشر على رقعة جغرافيا البحرين.

عرف الشيخ «حسن عيسى» قبل ولوجه سلك «طلبة العلوم الدينيّة»، حين كان رادودًا حسينيًّا ملتزمًا، توّج عمره العشرينيّ بالمحبّة بين الأوساط المأتميّة المشحونة بالممالأة «الرثائيّة» العميقة.

في بداية الألفيّة، توجّه الشاب إلى «قم»، وهي مدينة مقدّسة عند الشيعة، وظلّ ينهل من الحوزات، إلى أن وصل إلى البحث الخارج، حيث تتلمذ على أيدي كبار العلماء هناك.

انضمّ إلى كتلة الوفاق البرلمانيّة في العام 2010، التي استقالت في فبراير 2011، بسبب القمع العنيف لثورة الرابع عشر من فبراير.

اتّهم الشيخ حسن بالضلوع في تمويل الإرهابيّين، وهي تهمة تسوقها الأنظمة السلطويّة بحسب أسطوانة مملّة تقتات على تضليل الرأي العام، لكنّ ما يهمّ أنّ الشيخ/ الرادود صار في جبينه تاريخ من الاعتقالات، فدورة التسعينيّات، بنغمها الثوريّ نفسه ظلّ يردّد رتم الولاء لتربة الوطن «المتديّن»، الذي يأخذ من «جرح موسى» تماهيًا ضدّ الظلم الحديث.

وحظي تغييب الرجل في الخامس والعشرين من أغسطس/ آب 2015، بتأويلات عدّة، كان أحدها: أخذ معلومات منه بـ«القوّة» عن لقاءاته في إيران، حيث كان في زيارة سريعة لم تتعدّ الأسابيع، رغم أنّه غاب عن الساحة السياسيّة، وظلّ يمارس دوره «التبليغيّ» الدينيّ، ودوره كرادود وحسب.

ولأنّ الرواية الحكوميّة لا أحد يصدقها، ولا يعيرها الناس اهتمامًا إلا بالتفنيد أو التهكّم، فإنّ اعتقال الشيخ حسن سيظلّ نزفًا في صوت الموكب العزائيّ في البحرين، الذي لم ينحدر يومًا لمجاملات الكراسي الفارهة.

الشيخ «حسن عيسى» في طوق أمنيّ صارم، حيث لا يسمح له بالتقاء محاميه ولا أحد من أهله، وكأنّ حظرًا استخباريًّا قد فرض عليه، فضلًا عن المعاملة السيّئة التي تلقّاها في السجن، وهو الأمر الذي كشف النقاب عنه محاموه.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015020651


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *