منامة بوست: نشرت هيئة الإذاعة البريطانيّة تحليلاً سياسيّاً، اليوم الجمعة 28 مارس 2014، لمحلّل شؤون الخليج «بيل لو» تحت عنوان «عندما يصبح هدم المساجد رمزاً للانقسام في البحرين»، تناول هدم السلطات البحرينيّة لمسجد بربغي في أبريل/ نيسان 2011، وأثره في نفوس المواطنين حيث أصيب غالبيّة سكّان المملكة من الشيعة بصدمة كبرى.

وأوضح أن مسجد الشيخ أمير محمد بربغي بُني قبل أكثر من 400 عام، وكان واحداً من بين نحو 30 مكاناً مقدساً للشيعة هدمتها الحكومة على مدار شهرين، وهي مواقع شهدت أقوى مظاهرات معارضة للنظام الحاكم في البحرين قبل ثلاث سنوات؛ أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، وإصابة المئات، واعتقال الآلاف، فضلاً عن آلاف آخرين فصلوا من وظائفهم معظمهم من الشيعة.

وتطرّق الكاتب إلى دخول القوّات العسكريّة السعوديّة «درع الجزيرة» في مارس/آذار2011 إلى البحرين، حيث مرت على مسجد الأمير بربغي في طريقها لدعم أسرة آل خليفة الحاكمة في البحرين لاستعادة النظام في البلاد ، حيث عقبها سلسلة من هدم مساجد الشيعة، بعد هذا التدخّل الخليجيّ».

ولفت إلى أنّ «ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة وضع حداً لعمليّات الهدم في مايو / آيار 2011 بعد أيام من انتقاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما علناً السلطات البحرينيّة لاستخدامها «القوّة المفرطة» لقمع المطالبات المشروعة بالإصلاح، وتحذيره بأنّ «مساجد الشيعة في البحرين لا يجب أن تهدم»، في الوقت الذي بررت الحكومة البحرينيّة فيه عمليّات هدم المساجد «الشيعيّة» بأنّها تنتهك القوانين التي تنظّم المناطق والبناء واستخدام الأراضي».

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانيّة ما قاله المتحدّث باسم مركز البحرين للأديان ميثم السلمان، إنّ عمليات الهدم «لم تكن جريمة فحسب ولكنها بمثابة إبادة ثقافية»؛ مضيفاً: «لقد كانت عقوبة جماعيّة، ووسيلة للحكومة لإظهار أنّها مستعدّة لفعل أي شيء لوقف المطالبات بتحوّل ديمقراطيّ في البحرين»، محمّلاً وزير العدل والشؤون الإسلاميّة في البحرين خالد بن علي آل خليفة «مسؤولية ضخمة» إزاء هدم المساجد.

وبيّن الكاتب «إصرار الشيعة أن يعاد بناء المسجد في موقعه الأصلي بينما تريد الحكومة نقله بعيداً عن الطريق، لكنّ الشيعة يرون أنّ هدم مسجد بربغي رمز لمعاملة الحكومة السيئة لطائفتهم».

ونقل الكاتب قول أمين عام جمعيّة الوفاق الشيخ علي سلمان «ثمّة ألم في قلوب الآلاف من الشيعة، وشعور بأنّهم يستحقّون اعتذاراً من النظام عن هذه الجريمة».

واختتم التحليل قائلاً «من غير المتوقّع أن تلتئم جراح المجتمع البحرينيّ قريباً في ظلّ استمرار الخلاف، وتعطّل حوار وطنيّ كان يهدف للمصالحة».