منامة بوست (خاص): أشار الشيخ عيسى قاسم إلى المفارقات التي تمارسها الحكومة البحرينيّة مع الشعب البحرينيّ والرأي العام، ففي الوقت الذي تتّخذ السلطة فيه موقفاً إعلاميّاً تتحدّث عن وطن الجميع والأسرة الواحدة، تتمسّك كلّ التمسّك بالاستئثار القبليّ والتفرقة الطائفيّة، ولا ترضى بالحكومة المنتخبة، أو المجلس النيابي كامل الصلاحيات الذي ينتج عن أصوات متعادلة، فهي تستأثر بالوزارات وتقمع الشعب، وترفض مشاركته في تقرير مصيره، وأن يكون الشعب مصدر السلطات والسيادة ، متسائلاً ” فأين هذا كله من الطرح الديمقراطيّ؟!

وقال خلال خطبة الجمعة اليوم 1 أغسطس / أب 2014 ، بجامع الإمام الصادق عليه السلام بالدراز، أنّ الواقع يشير إلى أنّ السلطة تختار الاستئثار القبليّ والمحاصصة الطائفيّة، وهذا ما ترفضه المعارضة علناً وبصراحة قاطعة، فالمعارضة تسعى إلى التراضي والتوافق بين الجميع واستبعاد المحاصصة الطائفيّة، والابتعاد عن المقياس الطائفيّ على الإطلاق، والأخذ بمقياس المواطنة، بحيث لا يكون هناك قسمة للشعب على أساس التمايز القبليّ أو الحزبيّ والطائفيّ.

كما تطرق قاسم للقضيّة الفلسطينيّة والاعتداءات المستمرّة والحصار الذي يتعرّض له الشعب الفلسطينيّ من قبل قوات الاحتلال الإسرائيليّ، في ظلّ تجاهل وصمت دوليّ وعربيّ وإسلاميّ، ولاسيّما بعد لغة الصلح والسلام وإقامة العلاقات مع إسرائيل، فضلاً عن إقامة العديد من الدول العربيّة والاسلاميّة علاقات اقتصاديّة وتجاريّة وسياسيّة مع الاحتلال الإسرائيليّ.

وأضاف أنّ الموقف العربي اليوم وصل إلى أقرب ما يكون انتصاراً لإسرائيل في حربها على غزة، ويوجّه اللوم الشديد على المقاومة ويحمّلها مسؤوليّة سفك الدم الفلسطينيّ!! حتى صار الحال لأن يصرّح الناطق الإسرئيليّ بأنّ الإعلام العربيّ صار أكثر إيجابيّة؟!

ولفت عيسى قاسم إلى أنّ مبادرات الصلح العربيّة طابعها الهوان والاستسلام، موضحاً أنّ الوجه الآخر للموقف العربيّ من الصراع الإسرائيليّ -العربيّ، هو التبعيّة للقوى الاستكباريّة، متسائلاً كيف يمكن أن تصل إمدادات لبعض الأطراف في الصراعات العربيّة الداخليّة، مع غضب الأنظمة العربيّة على تلك الأطراف وتبرؤها منها ؟! كما في حالة العراق، فلا يمكن أن تصل شيء من تلك الإمدادات إلى غزّة ؟!