Friday 29,Mar,2024 10:27

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

آل خليفة المذعورون يزوّرون القانون لإرهاب المعارضة

د. وفيق ابراهيم: تواصل الديكتاتوريّة الملكيّة في البحرين اختراع أساليب جديدة للتضييق على المعارضة، وخنق تحرّكها السياسيّ السلميّ المستمر منذ عقد تقريباً.

د. وفيق ابراهيم*

تواصل الديكتاتوريّة الملكيّة في البحرين اختراع أساليب جديدة للتضييق على المعارضة، وخنق تحرّكها السياسيّ السلميّ المستمر منذ عقد تقريباً.

وآخر فنونها، استعمال ورقة – من أسمتهم – أهالي القتلى والمصابين في الأجهزة الأمنيّة البحرينيّة، حيث تزعم ملكيّة المنامة، أنّ هؤلاء الأهالي عهدوا إليها تقديم شكاوى إلى السلطات القضائيّة ضدّ الهيئات والجمعيّات الداخليّة التي تسببت بالفوضى في الجزيرة. هذه الفوضى التي أدّت إلى إصابة أبنائهم كما يزعمون، وهذه طريقة مبتكرة في الاستدلال القانونيّ المرتكز إلى التضليل.

والبدعة الثانية في مملكة آل خليفة، كانت سوقها قادة حركة الوفاق المعارضة إلى التحقيق بحجّة أنّهم خالفوا قرار وزارة العدل التي تحظر على الجمعيّات والهيئات الاتصال بجمعيّات سياسيّة وأحزاب وتنظيمات أجنبيّة، حيث كانت المباحث البحرينيّة قد حققت مع الشيخ علي سلمان ومساعده خليل المرزوق لأنّهما التقيا بمساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الديمقراطيّة وحقوق الإنسان توماس مالينوفسكي. وعلى الرغم من إخلاء سبيلهما، فإنّ النيابة العامة تعكف على دراسة الموضوع قبل إصدار حكمها النهائي، وهي بذلك تضع مصير سلمان والمرزوق تحت رحمة إرهاب قانونيّ يسخّر القانون لخدمة مصلحة آل خليفة واستمرار حكمهم لإظهار افتراء هذا القانون المذكور، وتكفي الإشارة إلى أنّ السفارة الأميركيّة ليست جمعيّة أو حزباً أجنبيّاً، بل هي سفارة تتبع دولة لديها أكبر قاعدة بحريّة في الخارج، أي قاعدة الأسطول الخامس في المنامة.

ما يعني أنّها صديقة لآل خليفة حتى تنال مثل هذه الحظوة لديهم، والمعروف أنّ العلاقات بين البحرين وواشنطن هي جزء من العلاقة الأميركيّة التاريخيّة مع الرياض، وما كان ممكناً للسعودية أن تنشر جيشها في المنامة من دون موافقة أميركيّة.

لماذا إذاً طردت البحرين المسؤول الأميركيّ الصديق؟ يميط هذا السؤال اللثام عن عدم استعداد آل خليفة لتقديم أي نوع من أنواع التنازلات عن سلطاتهم الديكتاتوريّة المطلقة، ويبدو أنّهم شعروا بمفاوضات أميركيّة مع المعارضة لجعلها جزءاً من السلطة، عن طريق إجراء تحسينات على النظام السياسيّ، وتحويل الملكيّة المطلقة إلى ملكيّة دستوريّة تخضع لسلطة الشعب والأحكام والقوانين.

ولا شكّ أنّ حرص واشنطن على النظام البحرينيّ، هو الذي حضها على تكليف دبلوماسييها لجسّ نبض المعارضة ومعرفة الحد الأقصى الذي يمكن أن تذهب إليه في المشاركة في الحكم.

وقد أثارت هذه المفاوضات جنون النظام الملكي الذي لا يريد أن يتنازل عن أي شيء، ويقول المتخصصون في شؤون الخليج أن السعوديّة أمرت الملك البحرينيّ بطرد الدبلوماسي ورفض أي تنازلات محتملة. لأن أيّ مشاركة للمعارضة في البحرين قد تضطر بالسعودية إلى التنازل، وعندها تشتد سواعد المعارضة في المملكتين، ما يزعزع عروش حكام الخليج.

لذلك فإنّ من يريد الاستمرار في الاتصال بالخارج من بين المعارضين، فعليه أن يتوقع دخول السجون بذريعة الاتصال بأحزاب خارجيّة، أو ربما بذريعة ثانية تتعلق بادعاء أهالي المتضررين عليهم بحجة أنهم أسسوا حالة الفوضى في البحرين ما يجيز اعتقالهم وسوقهم إلى السجون.

وهكذا يكشف النظام البحرينيّ عن وجهه مرة أخرى، وعدم استعداده لتقديم أي شيء للحراك الشعبي، ولا يجب على الناس سوى الدعاء «لطويل العمر» بالسلامة، وهكذا تستمر أنظمة القرون الوسطى برفض مشاعر الشعوب وحاجاتهم، لكنّها لا تقوم إلا بإضاعة فرص إنقاذية يعدّها أصدقاؤها الأميركيون، لأنّ الحراك البحرينيّ هو واحد من أهم الثورات سلميّة وعمقاً وتمثيلاً، ومشروعه إنقاذ البحرين وجعلها لكل أبنائها بمختلف طوائفهم ومشاربهم.

*أستاذ في الجامعة اللبنانية


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014034541


المواضیع ذات الصلة


  • الشهيد أحمد اسماعيل.. «ما لم توثّقه العدسة»
  • الكمائن المفضوحة للن­ظام في محاكمة الشيخ عيسى أحمد قاسم.. سمٌ وعسل!!
  • فورمولا الدم من جديد… سباق في ضيافةِ مستبدّ..
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *