منامة بوست (خاص): لا تزال الاستنكارات والإدانات من رجال الدين تتوالى حول قرار المحكمةالإدارية البحرينيّة بإغلاق المجلس الإسلامي العلمائي حيث قال العلامة السيدعبدالله الغريفي في حديث الجمعة 30 يناير في مسجد الإمامالصادق(ع): إنّ أمن الوطن هو أمن لا يتجزأ، فهو ليس أمن السّلطةوالحكم فقط ، بل يجب أنْ يكونَ أمنًا لكلّ الشعب وإذا فقد الشعب أو بعض الشعبأمنه، فلا أمن في هذا الوطن، بل ولا أمنَ للسَّلطة والحكم مشيراً إلى أنّهمن السهل إغلاق موقع ولكن لا يمكن أبدًا أن تُغلقَ مئات الآلاف منالمواقع التي تجذّرت في قلوب أبناء هذا الشعب الوفي الذي احتضن المجلسالعلمائي وذاب في أهدافه متسائلاً هل يستطيع قرار رسميٌّ أنْ يَغلق كلَّهذه المواقع؟

ونوّه سماحته: لسنا مرعوبين من حكم حلّ العلمائي، فالمجلس لم يوجده قراررسمي حتّى يلغيه قرار رسمي مضيفا “إنّ المجلس لا ينطلق من مبنى صغير، لهفي كلّ مسجد منطلق، وفي كلّ حسينية منطلق، وفي كلّ قرية ومدينة منطلق،وفي كلّ شارع وزقاق منطلق، إذا استطاع حكم القضاء أنْ يغلق كلَّ المساجد،وكلَّ الحسينيات، وكلَّ البيوت وكلَّ القلوب والعقول عندها فقط يستطيعأنْ يغلق المجلس العلمائي”.

وأضاف : “لا يصنعُ أمنَ هذا الوطن إلّا العدل الإصلاح السّياسي الحقيقي،والثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم، هذه هي المنتجات الحقيقية للأمن،وواهم كلّ الوهم مَنْ تصوّر طريقًا آخر غير هذا الطريق، وواهم كلّ مَنْاختار خيارًا غير هذا الخيار”.

وعن استشهاد الشاب فاضل عباس مسلم قال سماحته : “الشاب فاضل التحقبقافلة الشهداء الذين صبغوا أرض هذا الوطن بدمائهم، من أجل أنْ يُزرعالأمنُ على أرضِ هذا الوطن، ومن أجل العزة والكرامة، العدالة والحرّيةوأنْ ينتشر الحبُّ والتسامح والأخوّة الدينية والوطنية”، مشيراً إلى “إنّالرصاصات الظالمة التي حصدت هذه الأرواح البريئة أرادت أنْ تؤكّد أنْ لاأمن لإنسان هذا الوطن، وأنْ لا حرية في أنْ تنطلق الكلمة المطالبةبالحقوق، وأنْ لا خيار إلّا خيار القتل والبطش، وعندما تتوقف لغة الرصاصيمكن أنْ يتطلّع الشعب إلى خيار آخر”.

من ناحية أخرى استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبدالأمير قبلان قرار حل المجلس العلمائي في البحرين، واصفاً إيّاهبـ”الجائر اذ يستهدف الدور الوطني والإنساني لهذا المجلس الذي ينهج طريقالوحدة والتواصل والتعاون بين مكوّنات الشعب البحريني، معلناً أنّ حلالمجلس العلمائي يعرقل مسيرة الحوار مطالباً النظام البحريني ايقاف مفاعيلهذا القرار والتراجع عن كلّ الخطوات التصعيديّة والاجراءات القمعيّة التيتنتهك حرية الإنسان في البحرين وتعيق الحوار الذي نراه خشبة خلاص للأزمةفي البحرين.

كما طالب الشيخ قبلان جامعة الدول العربية برعاية الشعب البحريني وإنصافهوالعمل بجدية للإصلاح وإعطاء كل ذي حقّ حقّه وإبعاد البحرين عن العنفوالإرهاب والتحدّي”، كذلك طالب السعوديّة بإنصاف الشعب البحريني وسلوكالتوجه الصحيح والمنصف الذي يمتن روابط ومواثيق الاصلاح بين الشعبوالنظام ويعيد الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق.

وفي السياق ذاته دعا السيّد علي فضل الله السّلطات البحرينيّة،إلى “إعادة النّظر في خطوتها الأخيرة الدّاعية إلى حلّ المجلس الإسلاميّالعلمائيّ”، موضحاً أنّ “الأزمة في البحرين لا تحلّ بالخطوات التصعيديّة،بل بفتح أبواب الحوار على مصراعيها”.

وأشار في بيان تناول فيه خطوة السّلطات البحرينيّة الأخيرة بحلّ المجلسالإسلاميّ العلمائيّ وتصفيته بالكامل، إلى أنّه “لم نكن ننتظر من السّلطاتفي البحرين أن تبادر إلى اتّخاذ خطوات تصعيديّة جديدة، وخصوصاً في هذهالأجواء الّتي يتطلّع فيها الكثيرون إلى الاستفادة من التطوّراتالدّوليّة والإقليميّة في حلّ كلّ الملفّات الداخليّة، وتابع “لقد كنّاننتظر من السّلطات البحرينيّة أن تعمل على تفعيل مسيرة الحوار الّتيانتظرها الشّعب في البحرين؛ معرباًعن أمله في أن “تعيد السّلطاتالبحرينيّة النّظر في قرارها هذا، فالرّجوع عن الخطأ فضيلة، وأن تفتحآفاق الحوار أمام شعبها، وأن تتطلّع إلى الأمام، بعيداً عن كلّالتّعقيدات الّتي تحيط بأزمات المنطقة وتشعّباتها، لتكون وحدة الشّعب هيالأساس في كلّ خطواتها وقراراتها”.