منامة بوست (خاص): اعتبر أمين عام جمعيّة الوفاق الشيخ علي سلمان أنّ الفصل العنصريّ الذي شهدته جنوب أفريقيا، تشهده البحرين حاليّاً، حيث ترسّخ للعالم الآن طبيعة النظام الاستبدادي الذي ينتهك حقوق الإنسان في البحرين، وأصبح لا مفرّ للمجتمع الدوليّ من الاعتراف بأنّ في البحرين نظاماً يمارس انتهاكات ممنهجة في حقوق الإنسان، وهذه الانتهاكات تشمل جميع جوانب الحياة؛ فالتقارير تصدر من أكبر المنظّمات الحقوقيّة ومن المنظّمة الدولية التابعة للأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان وقد أصبح العالم يسلم بمثل هذه التقارير.

وقال في خطبة الجمعة اليوم 1 أغسطس/ آب 2014 ، أنّ التقارير الحقوقيّة تفيد بأنّ النظام يعتقل المواطنين تعسفيّا، فضلاً عن منع الحريّات العامّة متمثل في منع التجمعّات وحريّة التعبير ، ومنع العمل السياسيّ عبر التضييق على الجمعيّات السياسيّة وغلق بعض الجمعيّات، واستهداف بقيّة الجمعيّات السياسيّة الأخرى، وكذلك هناك منع تكوين الجمعيّات سواء الحقوقية أو غيرها كمؤسسات أهليّة، إلى جانب تبدّل إدارات الجمعيّات الطبيّة والمحامين واستيلاء النظام عليها.

وأشار سلمان إلى سياسة التمييز الطائفيّ ضدّ المواطنين الشيعة، موضحاً أنّ التقارير ومراكز الدراسات أكّدت بأنّ البحرين تمارس تمييزاً صارخاً أكبر من المشكلة السياسيّة، والذي تطرّق إليه تقرير الخارجيّة الأمريكيّة للحريّات الدينيّة السابق والحالي، موضحاً أنّ الانتهاكات تستخدم بشكل منهجي حيث تم توظيف القضاء ضدّ المعارضين للعقاب، وتجريده من الأهداف الأساسيّة للتقاضي وإحقاق الحق، واستمرار منهجية التعذيب ورفض قدوم مقرر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب، كذلك اعتقال الأطفال، فضلاً عن دولة الفساد المالي والإداريّ، وتصاعد القوانين القمعيّة، توسيع صلاحيات سحب الجنسيّات.

وجدد أمين عام الوفاق تأكيده على استمرار الشعب في المطالب المشروعة بحقوقه السياسيّة، بأن يكون مصدر جميع السلطات، والتاكيد على رفض التهميش والتمييز والتجنيس والفساد المالي والإداري والمطالبة بتغييرها والتمسك بالنهج السلميّ، موضحاً أنّ الشعب مستمر في توثيق الانتهاكات وفضحها وإيصالها للمهتمين في الداخل والخارج.

وأدان سلمان استهداف السلطات البحرينيّة للجمعيّات السياسيّة المعارضة، قائلاً أنّ جمعيّة وعد ورموزها السياسيّة يطالبون بإصلاح حقيقيّ وجذريّ في هذا البلد، فوعد ليست طائفيّة أو إرهابيّة وإنّما وطنيّة .. كلّ جريمتها أنّها تطالب بإصلاح ديمقراطيّ يفعّل فيه دور المواطن، فضلاً عن تمسّكها بالإطار السلميّ ووعد يقودها إبراهيم شريف المؤمن بالدولة المدنيّة الحديثة، مؤكّداً أنّه معتقل رأي واستهدافه هو استهداف للمطالبين بالإصلاح الديمقراطيّ، وقضيّة كلّ البحرينيّين وليست قضيّة أعضاء وعد لوحدهم.

ونوّه سلمان بأنّ قضيّة فلسطين إنسانيّة عادلة تنتهك فيها العدالة والإنسانيّة على مدى 70 سنة، معتبراً استمرار العدوان إلى الأسبوع الرابع بمثابة تعرّي للأنظمة العربيّة، فالقضيّة الفلسطينيّة قضيّة مركبة بين احتلال مستبد بحماية غربيّة وأنظمة متآمرة تحيط به تتآمر على القضاء عليه.

وأشاد بدور المقاومة الفلسطينيّة، وأدان الضمير العالميّ الذي أخذ يتململ ولكن بدرجة متثاقلة، أما ضمير الأنظمة العربيّة فلا يعطي مؤشراً على الحياة بتاتاً- على حدّ قوله.